ما وراء ضغط الانتقالي والسعودية على الحكومة وما خطورته؟ (تقرير)
- خاص الإثنين, 02 نوفمبر, 2020 - 06:11 مساءً
ما وراء ضغط الانتقالي والسعودية على الحكومة وما خطورته؟ (تقرير)

[ مراسيم توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي ]

عادت المواجهات بشدة بين القوات الحكومية ومليشيات ما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" مع بداية الشهر الحالي إلى محافظة أبين جنوبي اليمن، بعد هدوء حذر استمر بضعة أيام.

 

وشهدت أبين أول أمس السبت معارك شرسة، حيث ردت القوات الحكومية على هجمات مليشيات الانتقالي، التي قصفت مواقعها في ميمنة محور الطرية، أعقبها اشتباكات بين الطرفين بقذائف هاون وأسلحة متوسطة.

 

وتزامنت تلك المعارك مع الحديث عن فشل التوصل إلى تشكيلة الحكومة، بسبب الخلافات بين المكونات السياسية حول توزيع الحقائب الوزارية، وهي خطوة تعد جزءا من اتفاق الرياض الذي يحاول الانتقالي تنفيذ الشق السياسي منه قبل العسكري الذي يضعفه.

 

وتؤكد الحكومة اليمنية مؤخرا التزامها بوقف إطلاق النار، واكتفاءها بالرد على الهجمات التي تتعرض لها من قِبل الانتقالي، علما أن مصادر ميدانية في الرابع والعشرين من الشهر الفائت أكدت لـ"الموقع بوست" أن هناك توجيهات بوقف الرد على اختراقات الانتقالي للتهدئة.

 

وقبل أيام تم إعلان هدنة بين القوات الحكومة ومليشيات الانتقالي، من اجل إفساح المجال للتوصل إلى تفاهمات وحلول سلمية (في إشارة إلى محاولات تشكيل الحكومة)، لكنها يبدو أنها سقطت مع تعثر ذلك.

 

وليس بعيدا عن أبين، هناك تصعيد ملحوظ من قِبل الانتقالي في تلك المحافظة، فقد قامت مليشياته اليوم الاثنين باختطاف مدير عام ميناء سقطرى، فضلا عن منعها مدير المطار من دخول المكان للاضطلاع بمهامه.

 

وتُبدي المملكة العربية السعودية التي رعت اتفاق الرياض تهاونا مع رفض الانتقالي تنفيذ بنوده، في المقابل واصل المجلس منذ توقيع الاتفاق السيطرة على محافظات جديدة آخرها سقطرى.

 

ضغط على الحكومة

 

في قراءته لما يجري خاصة مع تكرار سيناريو التصعيد مرارا، يرى المحلل السياسي ياسين التميمي أن تجدد الاشتباكات في أبين يشير دائما إلى ان الانتقالي غير مستعد لتنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض.

 

وعن سبب ذلك، قال لـ"الموقع بوست" إنه بوضوح يقطع الطريق على عودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن، التي لم تستطع مزاولة عملها منها طوال الفترة الماضية.

 

وبناء على ذلك، لا يتوقع التميمي أن يتغير موقف الانتقالي، إلا إذا كانت الحكومة متصالحة معه، وهو ما يحاول السعوديون فرضه على الشرعية عبر مسار الرياض.

 

ويعتقد التميمي أن الضغط العسكري في أبين أقل بكثير من الضغط الذي يمارسه السعوديون على السلطة الشرعية من أجل تشكيل الحكومة، في معزل عن تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض.

 

وحول تفاعل الحكومة مع ما يجري، أفاد المحلل السياسي اليمني أن الرئيس عبد ربه منصور هادي بدأ يستجيب للضغوطات السعودية، لهذا فالشرعية ليست معنية حاليا بالرد على الاستفزازات العسكرية في أبين، مشيرا إلى وجود انفصال بين القيادة وما يجري في الميدان.

 

من جانبه، أكد رئيس تحرير موقع "رأي اليمن" خليل العُمري أن تشكيل الحكومة أضحى جاهزا وفي انتظار الإعلان عنه عقب تنفيذ الشق الأمني والعسكري وعودة الرئيس هادي إلى معاشيق عدن.

 

استنزاف للسلطة

 

وفي الوقت الذي يخوض فيه الانتقالي معارك ضد الحكومة، تواجه السلطة أيضا جماعة الحوثي في بعض المحافظات الشمالية أبرزها تعز التي تشهد منذ يوم أمس قتالا عنيفا.

 

وكان اتفاق الرياض يعد وسيلة للملمة الحكومة والانتقالي والقتال ضد الحوثيين لكن ما حدث هو العكس. وفي صعيد ذلك يذكر الصحفي العُمري أن الاتفاق لم يفشل بعد، وما يجري الآن هو عقوبات طبيعية في طريق تنفيذه.

 

وأفاد في تصريحه لـ"الموقع بوست" أنه في نهاية المطاف ليس أمام حلفاء التحالف العربي سوى الاتفاق والوحدة في مواجهة التهديدات القوية والخطيرة لجماعة الحوثي.

 

واعتبر المعارك التي يخوضها الانتقالي ضد الحكومة بأنها استنزفت القوات الحكومية بشكل كبير، وجعلتها تقاتل في جبهتين وتواجه انقلابين، وانعكس ذلك بتراجعها في الجوف وصنعاء خلال الفترة الماضية.

 

وتشهد أبين معارك مختلفة من حين لآخر، غالبا ما ترتبط بطبيعة وحجم التوتر بين الحكومة والانتقالي، وتمثل كذلك انعكاسا لحجم الصراعات الحاصلة في جنوب البلاد.


التعليقات