الأطراف اليمنية تخطب ود الإدارة الأمريكية الجديدة.. هذا ما قاله قادتها
- خاص الأحد, 08 نوفمبر, 2020 - 07:30 مساءً
الأطراف اليمنية تخطب ود الإدارة الأمريكية الجديدة.. هذا ما قاله قادتها

تابع الشارع اليمني مجريات الانتخابات الأمريكية هذه المرة بشكل مختلف وغير مسبوق، وكأنها انتخابات محلية، وذلك لاعتقاد الكثير من اليمنيين وخاصة قيادات أطراف الصراع بأن النتائج التي ستفضي إليها لا شك ستسهم في تغيير مجريات الأحداث في اليمن وفي مقدمتها توجيه بوصلة الحرب والسلم.

 

وقد سارع رئيس الجمهورية، المقيم في الرياض، عبد ربه منصور هادي، في بعث برقية تهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، بعد ساعات قليلة من نشر وسائل إعلام أمريكية ودولية نبأ فوز الديمقراطيين بالسباق الرئاسي وخسارة الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب.


 

 

أشاد هادي في برقيته التي جاءت مقتضبة "بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين"، وأكد تطلعه "لتعزيز هذه العلاقات وتطويرها بما يخدم البلدين والشعبين الصديقين" .

 

وعلى غرار الرئيس، بعث نائبه الفريق علي محسن برقية إلى نائبة الرئيس الأمريكي "كامالا هاريس"، أشار فيها إلى تطلع القيادة الشرعية المعترف بها في اليمن للعمل مع القيادة الأمريكية الجديدة "لخدمة السلام والاستقرار في المنطقة واليمن على وجه التحديد".


 

 

وانتهز نائب الرئيس برقيته للتذكير "بانقلاب مليشيا الحوثيين المدعومة من إيران"، قائلاً إن تلك المليشيات "انقلبت على إرادة الشعب والتجربة الديمقراطية والمرجعيات الوطنية والدولية المتمثّلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 والقرارات ذات الصلة وخلفت بانقلابها الدمار والخراب والمآسي" .

 

 

وأعرب الفريق محسن عن أمله في الرئاسة الجديدة للولايات المتحدة بقيادة بايدن، في تعزيز العلاقات "لا سيما في المجال الأمني ومحاربة الإرهاب وإيقاف العبث الإيراني وعبث حزب الله في اليمن، والعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار في بلادنا والمنطقة".


 

في الطرف الآخر، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحوثيين على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، رغم اهتمام الجماعة الأصيل بالولايات المتحدة، في شعارها "الصرخة" وإصدار إحدى المحاكم الخاضعة لها حكماً بإعدام الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي اتهموه مع قيادات عربية أخرى بالمسؤولية عن عملية قتل رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى السابق صالح الصماد الذي قتل في ضربة جوية لطيران التحالف قبل نحو عامين.

 

واكتفت وسائل الإعلام الرسمية التابعة للحوثيين بنشر تعليقات القيادات الإيرانية وموقفها من القيادة الأمريكية الجديدة، كدعوة رئيس إيران حسن روحاني "الإدارة القادمة إلى الاستفادة من الفرصة المتاحة لتعويض أخطاء الماضي".

 


 

كما أبدوا اهتماماً أكبر بتعليق المرشد الإيراني علي الخامنئي في تغريدات على تويتر بشأن الانتخابات الأمريكية والتي أشار فيها إلى أن "عداء أمريكا لإيران نابع من كوننا لم نرضخ لسياساتهم الظالمة"، واصفاً الانتخابات الأمريكية بـ"نموذج للوجه القبيح للديمقراطية الليبرالية في أمريكا".


 

 

لكن قيادات بارزة في المليشيات عبرت عن وجهة نظرها بشكل غير مباشر، حيث استحضر محمد علي الحوثي، في تغريدة له، ما تحدثت عنه وسائل إعلام سعودية وإماراتية في الغالب، عن علاقة وطيدة بين الديمقراطيين وجماعة الإخوان التي تصنفها الرياض وأبوظبي كجماعة إرهابية.

 

وقال الحوثي إن رهان "صداقة الديمقراطيين عميقة بالإخوان ورهان الديمقراطيين بإيقاف العدوان على اليمن قد يكون مُجديًا من هذا المنطلق".


 

 

وأعتبر الحوثي تعثر تنفيذ الرياض بين الحكومة اليمنية (تصنفها الإمارات كحكومة جماعة الإخوان أو حزب الإصلاح) والمجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي، مؤشرا على ذلك، مضيفا "لا أعتقد أن السعوديين سيعطونهم فرصة كهذه"، في إشارة إلى قيادة الإصلاح المقيمة في الرياض.

 

وأشار الحوثي إلى "ردود الفعل الكثيرة على نتائج الانتخابات الأمريكية". وقال في تغريدة أخرى إنها "تؤكد الضرر الذي فعلته سياسة ترامب في العالم بغض النظر عن ماذا سيقدم خلفه بايدن رغم إفصاحه في برنامجه الانتخابي ببعض الخطوات".


 

 

في المقابل، ذهب قادة المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات إلى أبعد من التعليق على فوز بايدن، حيث بعث رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي (يقيم في الرياض)، برقية تهنئة، ناقلاً فيها "تهانيه وقيادة المجلس الانتقالي وشعب الجنوب  للرئيس بايدن بهذه المناسبة".

 

وأكد الزبيدي في البرقية التي نشرها موقع المجلس، على حرص الانتقالي على توطيد العلاقات مع أمريكا وأن تتضافر الجهود "في مواجهة التحديات المشتركة ومنها خطر الإرهاب من خلال دعم الإدارة الأمريكية للأجهزة الأمنية الجنوبية في مكافحة هذا الخط"، حسب قوله.

 

 

وتمنى الزبيدي في برقيته أن تولي الإدارة الامريكية الجديدة اهتماماً خاصاً بمطالب الانتقالي والمتمثلة في الانفصال عن اليمن، والتي عبر عنها الزبيدي في دعوته لدعم الإدارة الأمريكية "نضال شعبنا للوصول إلى ما يطمح إليه من حياة حرة كريمة".

 

الشيخ السلفي هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي، ألمح في تغريدة له إلى تعاون سابق بين المجلس والإدارة الأمريكية. وقال "إننا سنعمل كما كنا على التعاون المثمر مع الأصدقاء الإمريكيين لمكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله".


 

 

من جهته، قال نائب رئيس البرلمان مستشار الرئيس، عبد العزيز جباري، إنهم ينظرون "لفوز بايدن من زاوية مصلحة اليمن فقط".

 

وأضاف في تغريدة على حسابه بتويتر "نعتقد أن تغيير الإدارة في أمريكا فرصة جيدة يجب استغلالها من أجل تحقيق السلام في بلادنا".


 

 

وعبر الكثير من الساسة والنشطاء اليمنيين عن مواقف متباينة من فوز بايدن، لكنها تشير في مجملها إلى أمل اليمنيين بأن يكون للإدارة الأمريكية الجديدة دور في إنهاء الصراع المحتدم في البلاد منذ ست سنوات.

 

ويرى اليمنيون أن الحرب الدائرة في بلادهم ما هي إلا حربا بالوكالة بين السعودية وإيران عبر أدواتهما المحلية (الحكومة الشرعية والحوثيين)، ومن ورائهما الولايات المتحدة وروسيا، ويعتقدون أن قرار الحرب مرهون بالقوى الدولية والإقليمية، ويأمل أصحاب كل فريق أن ترجح الإدارة الأمريكية كفة الصراع إلى صالحه، سواء كان ذلك عبر المفاوضات والسلام أو عبر العمليات العسكرية الجارية على الأرض هذه الأيام بوتيرة عالية.


التعليقات