[ اليمن قد يشهد موجة ثانية لكورونا ]
اشتد تفشي وباء كورونا حول العالم هذه الأيام، مع بدء انخفاض درجات الحرارة والتي يكثر خلالها الإصابة بالإنفلونزا والزكام، وزادت التوقعات بأن تشهد اليمن موجة ثانية من الإصابة بذلك الفيروس.
وتستعد اللجنة الوطنية العليا للطوارئ التابعة للحكومة اليمنية، لمواجهة موجة ثانية من وباء كورونا، وأعدت برتوكول الاستجابة لاحتمالية تفشيه.
وكانت منظمة أوكسفام الدولية قد حذرت، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، من خطر موجة ثانية من تفشي كورونا المستجد.
وأكدت اليمن تسجيل إصابات مؤكدة بفيروس كورونا في أبريل/نيسان الفائت، وبلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة به 2069 منها 604 وفاة، و1378 تعاف، حتى تاريخ 20 نوفمبر/تشرين الجاري.
وضع صحي متدهور
صادف انتشار كورونا والوضع الصحي في اليمن غاية في السوء، خاصة مع استمرار الحرب منذ مارس/آذار 2015 وحتى اليوم.
فقد تعرضت المستشفيات والمراكز الصحية للإغلاق في بداية الحرب بسبب نقص الوقود، وأخرى تم قصفها وتدمرت بشكل كلي أو جزئي، وتتحدث تقارير عن تدمير 50% من المنشآت الطبية في اليمن.
أدى ذلك الوضع إلى شعور بعض اليمنيين باليأس والخوف من الإصابة بفيروس كورونا، وذلك هو حال ميمونة الشرماني التي تقول لـ"الموقع بوست" إنها لا تخشى على نفسها من الإصابة بالفيروس بل على أبيها وأمها كونهما كبار بالسن ويعانيان من مرض ارتفاع ضغط الدم.
وذكرت أن من الصعب الحصول على أكسجين في تعز إذا ما انتشر الفيروس بشكل كبير كما هو حال باقي الدول، وهذا ما يدفعها للخوف في أحيان كثيرة، خاصة مع العجز مرارا في اليمن عن مواجهة مختلف الأوبئة التي تحدث.
ويلاحظ في اليمن عدم استخدام المواطنين للكمامات، فضلا عن عدم الحرص على التباعد الاجتماعي، وكان ذلك مظهرا تكرر حتى حين كان يتم تسجيل العديد من الوفيات بكورونا في البلاد.
احتمال حدوث الموجة الثانية
يتعرض اليمنيون الذين أصبح أكثر من 80% منهم بحاجة لمساعدات إنسانية، لأمراض كثيرة وأوبئة كالكوليرا وحمى الضنك والمكرفس وغيره، وأصيب بعضهم أيضا بفيروس كورونا.
ومع اقتراب دخول فصل الشتاء، تزايدت التوقعات بشأن حدوث موجة تفشي ثانية بكورونا في اليمن، لكن غلام ضبعان الحاصل على دكتوراه في علم الميكروبات الطبية والمناعة،والمقيم في كندا، يستبعد حدوث ذلك في بلادنا، مؤكدا أن ذلك الاعتقاد السائد هو بسبب سوء فهم ذلك الفيروس.
وأوضح لـ"الموقع بوست" أنه تم الإعلان رسميا عن كورونا في اليمن في أبريل/نيسان، لكنه وآخرين يعتقدون أن الوباء دخل بلادنا قبل ذلك؛ فقد انتشر الفيروس فيها بشكل حر تماما بل أسرع من ذلك بسبب أن انتشاره توافق مع رمضان والعيد وهي المناسبات التي تزداد فيها اللقاءات الاجتماعية وتزدحم الأسواق، ما يعني تفشيه بشكل كبير جدا حينها.
ويعني ذلك -وفق ضبعان- أنه منذ شهر أبريل/نيسان إلى اليوم قد أصيب ما لا يقل عن 75% من اليمنيين بالفيروس وكونوا مناعة ضد المرض قد تستمر لعام أو أكثر، متوقعا في حال حدوث الموجة الثانية أن تكون خفيفة بسبب مناعة القطيع التي تؤشر إلى أن مسألة تكرار تفشيه أمر مستبعد.
ويقدر ضبعان وجود 25 – 30 بالمئة لم يصابوا بالفيروس، وهم من سيكونون متلقٍ جيد له، خاصة مع عدم فرض أي قيود لمواجهة المرض، مستطردا "نتحدث عن موجات فقط في المجتمعات التي فرض عليها حظر كلي ثم ألغي الحظر تدريجيا فتعود حالات كورونا في الارتفاع وهنا تسمى موجة ثانية".
ولفت في ختام حديثه إلى أنه ومع حلول الشتاء، ستختلط الإصابات (الإنفلونزا، ونزلات البرد الموسمية، وكورونا)، وقد يبدأ الحديث عن تعرض اليمن لموجة ثانية من الفيروس، لكن سيكون من الصعب التفريق بين كل تلك الإصابات في الجهاز التنفسي.
اقتراب الخطر
دار الكثير من الجدل منذ تفشي كورونا حول العالم بشأن مكان ظهوره واللقاح المناسب له، الذي وصلت التوقعات بأن تكون فاعلية اللقاحات التي يتم العمل عليها 90%.
بخصوص ذلك، كتب الطبيب عمار البعداني -في صفحته بموقع فيسبوك- والذي يعيش في الصين وكان أحد الذين تصدوا للفيروس مع الفرق الطبية هناك، أن اللقاح لن يكون متوفرا قبل بداية العام القادم في أفضل تقدير.
وتطرق إلى غياب فحص كورونا (PCR)، بسبب صعوبة فحص كل الحالات كونه سيصعب التفريق بين طبيعة المرض بسبب اختلاط كوفيد-19 مع حالات الإنفلونزا الموسمية، مشيرا إلى أن طرق الوقاية والاحترازات هي ذاتها في المرضين.
وتوقع حدوث موجة ثانية قريبة في اليمن أشد من السابق بسبب انخفاض درجات الحرارة، ومع انتشار الوباء بشكل قوي في دول كثيرة من العالم.
ويدعو البعداني المواطنين للأخذ بالأسباب وفق الإمكانيات المتاحة والشحيحة، والمحافظة على المناعة، وحماية كبار السن من العدوى وكثرة الخروج، وتجنب التجمعات والتجهيز لاستخدام الكمامات (القناع الطبي) حال الحاجة.
وسجلت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا في اليمن حالة إصابة واحدة فقط في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، دون تسجيل أي حالات شفاء أو وفاة، علما بأن كثيرا من المرضى لا يذهبون إلى المستشفيات للفحص حين الاشتباه بوجود إصابة، كما أن أغلب الجهات الطبية لا يتوفر لديها الفحص.