تعرف على الجبهات القتالية المنسية في اليمن (انفوجرافيك)
- صنعاء - خاص الخميس, 10 مارس, 2016 - 02:13 صباحاً
تعرف على الجبهات القتالية المنسية في اليمن (انفوجرافيك)

[ انفوجرافيك يوضح ثلاثة جبهات قتالية منسية داخل اليمن ]

بين جميع جبهات القتال التي تخوض فيها المقاومة الشعبية والجيش الوطني معارك شرسة مع المليشيا الانقلابية، توجد جبهات لاتزال بحكم المنسية، رغم أهميتها واشتداد المعارك فيها.
 
تأتي مقاومة البيضاء على رأس تلك الجبهات مع انها بدأت المقاومة مبكرا، وكبدت الانقلابيين خسائر فادحة.
 
بالإضافة إلى ذلك هناك جبهتي الشعاور غرب محافظة إب وسط البلاد، وجبهة مريس شمال محافظة الضالع، واللاتي لم يصلها أي نوع من الأسلحة كدعم من الحكومة الشرعية أو التحالف العربي خلال مائة يوم من المواجهات مع المليشيات الانقلابية، الا بشكل محدود.
 
وتسبب وضع هذه الجبهات في سلة النسيان من قبل الشرعية والتحالف العربي وحتى وسائل الاعلام الى مآسي ومعاناة كبيرة يتجرعها رجال المقاومة والمدنيين في تلك المناطق، فضلا عن سقوط مئات الشهداء والجرحى منهم، جراء استهداف الحوثيين للقرى والمنازل بالأسلحة الثقيلة واستمرار الحملات العسكرية المتكررة لاختراق هذه الجبهات.
 
جبهة الشعاور والأهمول
 
أربعة أشهر من الصمود الأسطوري للمقاومة في جبهة الشعاور أمام الترسانة العسكرية الكبيرة للحوثيين وقوات المخلوع صالح التي تفشل في اختراق تلك المنطقة  مرات عديدة وتتكبد خسائر بشرية وعسكرية.
 
وتقع جبهة الشعاور والأهمول بين ثلاث مديريات هي القفر، حبيش، حزم العدين، غرب محافظة أب وهي منطقة شبة محاصرة بالكامل من قبل الإنقلابيين.
 
وبحسب قائد المقاومة الشعبية في جبهة الشعاور والأهمول الشيخ فيصل الشعوري، فإن السكان هناك يقاومون بجهود ذاتية بأسلحتهم الخفيفة وبعض الأسلحة المتوسطة ولم يتلقوا سوى دعم رمزي متقطع من قبل قيادة التحالف العربي لا يكفي للحد الأدنى من متطلبات الجبهة.
 
وأوضح الشعوري لـ(الموقع) حاجتهم الماسة الى السلاح خصوصا المتوسط والثقيل والدعم المادي، مشيراً الى أنهم يعجزون أحياناً عن توفير التغذية للمقاتلين في الجبهة.
 
وقدمت جبهة الشعاور التي لا تتجاوز مساحتها 5 كيلو مترات مربعة 25 شهيد و40جريح، وتعرضت أغلب المنازل فيها للتدمير الكلي والجزئي وأحرقت عدد من مزارع المواطنيين.
 
جبهة مريس
 
تعتبر مريس حاجز الدفاع الأول لمحافظة الضالع، وتمتد مساحة المواجهات  فيها من "الحقب" جنوب مدينة دمت الى معسكر الصدرين المطل على مدينة الضالع.
 
ويحاول الانقلابيون من خلالها العودة الى المحافظات الجنوبية من هذه البوابة بعد سيطرتهم على مدينة دمت كما يحاولوا الدخول الى الضالع من بوابة "حمك" المطلة على مدينة قعطبة.
 
يوكد الناشط عبدالرحمن الفهد عدم وصول أي دعم عسكري من الشرعية أو التحالف العربي لهذه الجبهات باستثناء ضربات الطيران ودعم مادي لا يغطي سوى30% من نفقات الجبهة، ويتم تغطية بقية النفقات بديون وقروض تسعى قيادة الجبهات للحصول عليها من جهات مختلفة.
 
ويستغرب الفهد تجاهل الحكومة اليمنية والتحالف العربي لهذه الجبهة، حتى على مستوى الزيارات الرسمية، إذ لم يزر أي مسؤول في الدولة هذه الجبهة بما فيهم محافظ محافظة الضالع فضل الجعدي.
 
ورغم تجاهل الشرعية والتحالف لهذه الجبهة، إلا أن المقاومة الشعبية هناك أبدت صمود أسطورياً وقدمت تضحيات جسيمة خلال 100 يوم من القصف والمواجهات والحصار الذي يفرضه الانقلابيون عليها.
 
وبحسب المركز الإعلامي للمقاومة بمريس فقد استشهد 42 شخص وجرح 190 خمسين منهم إعاقة دائمة، وما يزال 20 شخص من أبناء المنطقة مختطف لدى المليشيات، كما دمرت  50 منزلاً و9 منشئات ومصالح عامة ودمرت عدد من الممتلكات والمزارع، ونزحت أكثر من 200 أسرة.
 
جبهة البيضاء
 
قبائل البيضاء هي أول قبائل اليمن قاومت الحوثيين بعد سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر2014م، ومثلت البيضاء حتى الان أكبر بؤرة استنزاف لعناصر الانقلابيين.
 
 وتشير الاحصائيات الى مقتل قرابة 4000 من المليشيات الحوثية وأكثر من 8000 مصاب منذ بداية الحرب على المحافظة.
 
سيطر الانقلابيون على المدن الرئيسية في المحافظة، فاعتمدت القبائل أسلوب حرب العصابات ونجحت في منع الحوثيين من السيطرة على مناطق ريفية كبيرة-خصوصا في مديريات رداع والزاهر- واتخذتها منطلقاً لشن هجماتها عليهم في عموم المحافظة.
 
وحول الدعم العسكري الذي تتلقاه المقاومة في البيضاء يرى محللون  أن التحالف العربي وحكومة الشرعية يريدون أن تبقى المحافظة بؤرة استنزاف للإنقلابيين وهو سبب عدم دعمها بالسلاح الكافي والثقيل كما في مارب والجوف لدحر المليشيات من البيضاء بشكل عام.
 
لكن استمرار هذا النهج يعرض المواطنيين الأبرياء ومزارعهم ومصالحهم للهلاك والدمار جراء قصف الحوثيين لها ، فبحسب تصريحات إعلامية لمحافظ المحافظة نائف القيسي فقد سقط 420 شهيداً و635 جريح في صفوف المدنيين حتى الآن.
 
وتناشد المقاومة في البيضاء عبر صفحات التواصل الاجتماعي، حكومة الشرعية وقيادة التحالف العربي توفير الدعم الكافي من الذخيرة والأسلحة المتوسطة، وتزويد المقاومة بطواقم طبية ومستلزمات دوائية لعلاج الجرحى، وسرعة إغاثة النازحين الذين تتضاعف معاناتهم بسبب انعدام المواد الغذائية والدوائية.
 
معاناة مستمرة بلا حلول
 
تعيش مئات الأسر في جبهات الشعاور ومريس والبيضاء حالات معاناة صعبة في الجبال والآكام والكهوف بسبب قصف المليشيات القرى والمناطق السكنية بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون بشكل مستمر.
 
وحسب مصادر مطلعة أكدت عدم وجود خيام أو أماكن مناسبة لإيواء النساء والأطفال والعجزة من كبار السن فضلاً عن النقص الحاد في المواد الغذائية وصعوبة الحصول على مياه الشرب والاستخدام المنزلي، وغياب كامل للجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية التي يمكن أن تخفف من معاناتهم.
 
أهمية استراتيجية
 
تكمن أهمية الجبهات الثلاث في أنها تمثل المناطق الوسطى في الجمهورية اليمنية، المشهورة بخبرة قبائلها القتالية، وقدرتها على تغيير الموازين، كما حصل في حروب النصف الأخير من القرن الماضي، يساعدها في ذلك موقعها الاستراتيجي الرابط بين محافظات الشمال ومحافظات الجنوب، حيث تحادد محافظة البيضاء "8" محافظات، هي صنعاء و ذمار و مأرب و إب الشمالية، و لحج و أبين و شبوة والضالع الجنوبية.

وعن طريق محافظة إب، يمر الشريان الرئيس لتعزيزات وإمداد الانقلابيين من محافظات الشمال "صعدة-صنعاء-عمران-ذمار" الى مقاتليهم في تعز.
 
آمال
 
قائد مقاومة الشعاور الشيخ فيصل الشعوري قال:" نطلب من الشرعية والتحالف العربي لفتة كريمة إلى جبهات المناطق الوسطى، ودعمها بما يكفي من المال والسلاح لتطهير هذه المحافظات من تواجد المليشيات وبسط نفوذ الدولة، مشيرا إلى أن قبائل هذه المحافظات سيكون لها دور حاسم في تحرير تعز وصنعاء إذا اتيحت لها الفرصة بدلاً من تركها منشغلة في مناطقها.
 
 


التعليقات