لاقت تصريحات صحفية لرئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني حول "اليمن حديقة خلفية للسعودية"، غضبا وسخطا واسعين بين أوساط اليمنيين.

وظهر البركاني الأربعاء في لقاء مع قناة "العربية" وهو يتحدث عن فضل المملكة على اليمن والشرعية كما يزعم، وعن دعمها الكبير قبل أن تسقط لسانه ليصف اليمن بأنها الحديقة الخلفية للسعودية ولجميع دول الخليج.

واعتبر يمنيون تصريحات البركاني تلك انتقاصا كبيرا من مسؤول رفيع في الشرعية بحق اليمن كدولة ذات سيادة وعلاقتها بدول الجوار.

وفي السياق ذاته انتقد نائب رئيس مجلس النواب عبد العزيز جباري تصريحات البركاني قائلا: "اليمن أكبر وأجل من أن تكون حديقة خلفيه لأي دولة مهما عظم شأنها".

وأضاف جباري "علاقتنا بجميع الأشقاء بما فيهم السعودية يجب أن تكون علاقه أخوية مبنية على الندية والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل".

من جانبه قال مندوب اليمن لدى اليونسكو محمد جميح مخاطبا البركاني إن "اليمن ليس الحديقة الخلفية للأشقاء في السعودية والخليج".

وأضاف "اليمن هو العمق الإستراتيجي للأمن القومي الخليجي والعربي، لا السعوديون ولا الخليجيون يعجبهم مثل تلك التصريحات لرئيس السلطة التشريعية الذي يفترض أنه صوت الشعب"، متابعا "هذا ليس صوت اليمن الذي يفاخر العرب بانتسابهم إليه".

من جهته أورد الكاتب الصحفي سعيد ثابت تعريفا لمصطلح (الحديقة الخلفية) نشرته صحيفة الرياض، مشيرا إلى أن الكاتب أحمد فهمي أفاض في شرح مصطلح "الحديقة الخلفية" في كتاب بذات العنوان.

وقال إنه بيّن فيه بأن المصطلح له دلالة خاصة في الثقافة الغربية، ذلك أنّ لديهم ولعاً شديداً بأن تكون للمنزل حديقتان أمامية وخلفية، حتى لو كان منزلاً متواضعاً، فتستخدم الحديقة الخلفية "فيما لا يمكن فعله بالحديقة الأمامية".

وتابع "يشير الكاتب إلى أن هذا المصطلح بدأ استخدامه سياسياً في أميركا، حيث استخدمه بعض المسؤولين في وصف موقع دول أمريكا اللاتينية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ولكنه تعدّى أميركا اللاتينية -حسب واقع الحال- ليشمل دولاً كثيرة في مختلف أنحاء العالم الفقير "العالم الثالث"، ويلفت إلى أن التطبيق العملي لذلك -تبعاً للمصطلح- يعني أن تصبح هذه الدول "حديقة خلفية" أي يُعاد تصميمها وهيكلتها بما يتناسب مع وظيفة "الحديقة الخلفية" الخدمية".

الخبير العسكري علي الذهب‎ كتب "أعتقد أن رئيس مجلس النواب البركاني، عندما وصف اليمن بأنه حديقة خلفية للسعودية، ودول الخليج، ربما جهل أن قوله هذا انتقاص لليمن، ولمكانته الإستراتيجية بالنسبة إلى الخليج، وإلا لما قال ذلك".

وأضاف "عادة ما تكون الحديقة الخلفية مهملة، ومكانا لكراكيب الفيلا أو المنزل".

في حين قال الناشط السياسي محمد المحيميد "أخي المسؤول: تواضع قليلا واستشر من حولك في كل الأمور حتى لو كنت تظن أنك لا تحتاج لنصيحة أحد".

وأضاف "لو أن سلطان البركاني وجد حوله من يشير عليه أو ينصحه لقال له: اللقاء على الهواء مباشرة لا يناسبك، لأن منصبك كبير وكلماتك محسوبة وبالتالي يجب أن يكون مسجلاً بحيث لو حصل خطأ من هنا وزلة من هناك (والسوابق كثيرة) يمكن قص الخطأ ومنتجة المقطع أو إعادة المقابلة بل وحتى إلغاء بثها إذا تعذر السلامة بكل الطرق الممكنة".

وتابع المحيميد قائلا: "لكن غالبا المسؤول حشفاً وسوء كيلة"، قدرات متواضعة ثم يستنكفون عن أن يكون معهم وحولهم من يعينهم على أنفسهم وأعمالهم.

الإعلامي اليمني بشير الحارثي غرد بالقول "اليمن ليست حديقة خلفية للسعودية يا شيخ سلطان البركاني احنا دولة ذات سيادة عمرها 7 آلاف سنة وعمق إستراتيجي للعالم والإقليم".

الناشط الحقوقي محمد الأحمدي هو الآخر قال "اليمن ليس حديقة خلفية لأحد، ولن يكون، اليمن بلد عريق وثري بأبنائه وتاريخه ومقدراته، يمر بوعكة شديدة بسبب عودة الإمامة اللعينة بنسختها الحوثية المتخلفة، لكن هذا الحال لا يدوم".

ويرى أن "جيران اليمن أحوج من غيرهم في احترام علاقات قائمة على الندية وحسن الجوار والمصالح المشتركة".

الكاتب الصحفي فتحي أبو النصر سخر من تصريحات البركاني وقال "حد يفهم البركاني أن اليمن عمق إستراتيجي للمملكة والخليج، وإذا اختل أمن اليمن اختلت المنطقة برمتها وعلاقتنا علاقة تكاملية وإخاء ومصير مشترك".

وأضاف "اليمن ليست حديقة خلفية لأحد، هذا عيب ولا يليق في السياسة الحديث، وهناك مصلحة تاريخ وجغرافيا، ولدينا بلد يتفتت ويضيع بسبب سياسات جوارية جائرة أصلا".

وتابع "هناك من يتفنن في الإيذاء والاستغلال والتجريف، اليمن موجودة منذ بداية التاريخ إلى هذه اللحظة، ننتكس ولا ننكسر، لسنا شعبا طارئا ولا أرضية بلا معنى، ولا هوية معلقة في الهواء"، مردفا بالقول "الله المستعان".

ورد المحامي محمد المسوري على تصريحات البركاني بالقول: "الحديقة الخلفية معناها لا دولة ولا سيادة ولا استقلال، أتعلمون ذلك؟ وهل تعلمون عواقب ذلك؟".

كذلك سخر الإعلامي أحمد الزرقة بالقول "سلطان البركاني الحديقة الخلفية لحمود الصوفي".

الصحفي صدام الكمالي هو أيضا علق بالقول "سلطان البركاني يسمع المحللين على الشاشات يقولوا "اليمن الحديقة الخلفية للسعودية"، أعجبته الجملة راح يقولوها على شاشة العربية ونسى إنه رئيس برلمان وممثل شعب بأكلمه.

وأضاف "سلطان البركاني يعيش في القاهرة ويطلب من السعودية حماية "حديقتها الخلفية" متسائلا: "كيف لهؤلاء أن يستعيدوا دولة؟".