[ قتل الكلاب بمأرب وسيلة تخفي تقصير السلطات في توفير لقاح داء الكلب ]
تشهد محافظة مأرب انعداما تاما للمراكز المتخصصة بعلاج داء الكلب في الوقت الذي تشهد فيه المحافظة انتشارا واسعا للكلاب الضالة والإصابات المتكررة بعضات الكلاب، مما يضطر المصابين للسفر إلى محافظات أخرى لتلقي الدواء دون تدخل السلطات المحلية والصحية في المحافظة لتوفير مراكز الفحص والأدوية الكافية والمختصة بالداء.
وأصيب أمس الأول المواطن طارق العزي (30 عاما) بعضة كلب في ساقة الأيمن أثناء أدائه عمله في حي الزراعة بمدينة مأرب، مما اضطر مسعفوه للبحث عن مستشفى لعلاج مصابهم دون جدوى.
وقال العزي إنه أثناء متابعته عمله في حي الزراعة فقد تعرض لهجوم مفاجئ من قبل كلب يعتقد أنه مصاب بداء الكلب وقام بعضه في ساقة الأيمن، مشيرا إلى أن عددا من المارة قاموا بإسعافه إلى مستشفى الهيئة (أكبر مستشفيات محافظة مأرب)، ولكنه تلقى بلاغا من المستشفى بعدم وجود الجرعة ولا طبيب خاص بداء الكلب وأن عليه البحث في المستشفيات الخاصة.
وذكر العزي أنه بحث في جميع المستشفيات الخاصة والحكومية دون أن يجد الجرعة الخاصة بداء الكلب، وأن الأطباء أشاروا عليه بالانتقال الى محافظة حضرموت لتلقي العلاج هناك.
ويتطلب السفر إلى محافظة حضرموت وقتا طويلا حوالي سبع ساعات للوصول إليها، مما قد يضاعف خطورة الإصابة والتي تؤدي إلى الوفاة إذا ما كان الكلب مصاب بداء الكلب.
من جهته قال مدير إدارة الترصد الوبائي بمكتب الصحة بمأرب ناصر السعيدي لـ"الموقع بوست" إنه لا يوجد مراكز متخصصة بعلاج داء الكلب في المحافظة، بينما يتوفر عدد بسيط من جرع داء الكلب المقدمة من منظمة الصحة العالمية وإنها تعطى فقط لمن وصل للمكتب بنفسه من المصابين وتقدم لهم دون أي فحوصات وإنما على حسب مضاعفات آلام ومكان الإصابة، مشيرا إلى أنه لم يتم توزيع تلك الكمية على مستشفيات حكومية بالمدينة نظرا للكمية البسيطة جدا من اللقاح للمحافظة، حسب قوله.
وأشار السعيدي إلى أن 50 جرعة فقط هي ما وفرته الصحة العالمية لمأرب وتسلمها المكتب خلال العام الفائت، بينما العام الجاري لم يتسلم مكتب الصحة أي جرعة من لقاح داء الكلب للمحافظة ولا يستطيع مكتب الصحة توفيره.
وقال السعيدي: "نظرا لعدم وجود مركز متخصص بداء الكلب في مأرب لا يوجد إحصائية عامة للإصابات في المحافظة، لكن مكتب الترصد الوبائي سجل 16 إصابة فقط خلال النصف الأول من العام الجاري، وهي الإصابات التي وصلت لمكتب الصحة وتلقت الجرعة الخاصة بداء الكلب من المكتب مباشرة ودون فحوصات مخبرية".
وينتقل المصابون بعضات الكلاب في محافظة مأرب إلى حضرموت لتلقى العلاج هناك بشكل مستمر نظرا للقصور في توفير احتياجات فحص الإصابات متعددة العمليات من داء الكلب الذي يصاب به الإنسان إثر تعرضه لعضة كلب لديه مواصفات خاصة به مثل أن يكون الكلب نحيفا جدا ومن الكلاب الضالة (التي لا يملكها شخص محدد) بالإضافة إلى أن يكون الكلب مصابا بالجرب غالبا، بينما عضات الكلاب الأخرى تخلف في المصاب الآلام و"الفجيعة" فقط، بحسب السعيدي.
ولفت إلى أن الفحص لتأكيد أو نفي الإصابة بداء الكلب يتطلب مراحل متعددة منها أخذ عينة من الكلب نفسه لفحصها بحيث تؤخذ العينة من الكلب بعد قتله لفحصها في مختبر خاص بذلك ومن ثم إعطاء المصاب اللقاح إذا ما أكدت الفحوصات حمل الكلب للداء.
من جهته مصدر خاص (اشترط عدم ذكر اسمه) قال لـ"الموقع بوست" إن عمليات واسعة تقوم بها جهة مختصة لتصفية الكلاب الضالة في المدينة وبشكل دوري، مشيرا إلى أن أكثر من 800 كلب تم تصفيتها خلال العام الفائت بمدينة مأرب فقط بينما قتلت ذات الجهة نحو 200 كلب خلال الأشهر الماضية من العام الجاري.
وقال المصدر إن إجراءات قتل الكلاب الضالة جاءت بعد تعرض أعداد كبيرة من الأطفال والمواطنين لعضات الكلاب بشكل مستمر في مختلف أحياء المدينة وكذا شكاوى متعددة من قبل المواطنين بانتشار الكلاب الضالة في الأحياء السكنية ومقالب القمامة في الوقت الذي تفتقر فيه مأرب لوجود مراكز متخصصة بعلاج داء الكلب وعدم توفر اللقاح الخاص به.
وأوضح أن الجهات المختصة بتصفية الكلاب بالمحافظة تتخفى كثيرا هربا من انتقادات توجهها المنظمات التي تجرم قتل الحيوانات وإن كانت كلابا ضالة تقتل البشر بعضاتها ودائها السام وتنشر داء الكلب في أوساط الكلاب الأخرى.
وأشار إلى أن الجهة المختصة توفر نوعا معينا من السم الذي يؤدي الغرض بشكل جيد وتقوم بتسهيل وصول الكلاب إليه بطرق متعددة ومن ثم تقوم ذات الجهة بنقل جثث الكلاب إلى مقلب القمامة الخاص بالمحافظة ليتم حرقها مع القمامة.