تجاهل "وحدة اليمن" في البيان الختامي للقمة العربية المنعقدة في جدة يُثير التساؤلات
- رصد خاص الجمعة, 19 مايو, 2023 - 10:38 مساءً
تجاهل

[ القمة العربية بجدة ]

أثار إعلان جدة النهائي الصادر في ختام انعقاد القمة العربية التي استضافتها السعودية مساء الجمعة، في البيان الختامي بشأن اليمن ووحدته الكثير من التساؤلات بين أوساط اليمنيين.

 

وخلا البيان الختامي من الإشارة للوحدة اليمنية، والحديث عنها، في ظل تصعيد واسع للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بانفصال اليمن، وعودة البلد إلى وضع التشطير، الذي كان عليه قبيل تحقيق الوحدة بين الشطرين في الـ22 من مايو 1990م.

 

ونشرت وسائل إعلام سعودية، أبرزها قناة العربية، وصحيفة الشرق الأوسط مسودة للإعلان النهائي لاتفاق جدة، وقالت الوسيلتين المقربات من دوائر صنع القرار في الرياض إن البيان سيتحدث في فقرته المتعلقة باليمن، عن التزام الدول العربية "بوحدة وسيادة البلاد، وتأكيد استمرار دعم الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد محمد العليمي، وتعزيز دوره ودعمه."

 

لكن البيان الختامي الذي نشرته وكالة "واس" السعودية الرسمية، خلا من الإشارة للوحدة اليمنية، كما جاء في المسودة، وتجنب الإشارة إليها، واكتفى بالحديث عن محاور أخرى.

 

ووفقا للنسخة الرسمية من البيان الختامي فقد جدد البيان التأكيد على دعم كل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية، ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق، ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استنادا إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216.

 

 وأعرب عن دعمه لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن، لإحلال الأمن والاستقرار والسلام في اليمن بما يكفل إنهاء الأزمة اليمنية.

 

كلمة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أمام القمة هي الأخرى خلت من الحديث عن المهددات للوحدة اليمنية، وتصعيد المجلس الانتقالي، وذهابه نحو إعادة تشطير البلد.

 

وركزت الكلمة على دور إيران في اليمن، وأمله في أن تسهم التفاهمات بين الرياض وطهران بشكل إيجابي على الوضع في اليمن.

 

وأعادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية نشر مضامين ما ورد في البيان الختامي لقمة جدة، دون أي إشارة لما يتعلق بالوحدة اليمنية.

 

ويتزامن هذا التجاهل مع حلول الذكرى الـ33 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، الذي يوافق الإثنين القادم، والتي تواجه اليوم تحديات كبيرة، أبرزها تحركات المجلس الانتقالي، ومضيه في مشروع التقسيم بدعم إماراتي.

 

وتقابل الدعوات لإعادة التشطير في اليمن بصمت مطبق من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأعضاء في المجلس، والأحزاب السياسية اليمنية، ومجلسي النواب والشورى، وكذلك من قبل السعودية التي تعد الفاعل الأساسي في الملف اليمني، والتطورات الراهنة.

 

وتثير هذه الدعوات الانفصالية، العديد من التساؤلات حول ما يجري تحضيره في قادم الأيام باليمن، خاصة مع تمدد المجلس الانتقالي نحو محافظة حضرموت، وحضور رئيسه عيدروس الزبيدي هناك للمرة الأولى، وتنظيمه أنشطة تعزز فكرة الانفصال.

 

وفي السياق قال الكاتب الصحفي عامر الدميني إن وسائل إعلام سعودية من ضمنها (الشرق الأوسط – العربية نت) سربت مسودة متوقعة للبيان الختامي لقمة جدة، في يوم انعقادها، ومن ضمنها الوحدة اليمنية وسيادة البلاد، لكن في البيان النهائي الذي نشرته وكالة واس الرسمية لم تنشر هذه الفقرة، وجرى تجاهل الشطر الأول الخاص بالالتزام بوحدة وسيادة البلد، والاكتفاء بدعم مجلس القيادة الرئاسي، وباقي الكلام الذي تضمنه الإعلان النهائي المنشور في وكالة "واس".

 

وأضاف "نصف كلمة العليمي في القمة العربية اشادات وإطراء، ونصفها الآخر حديث عن إيران وما يجري في صنعاء، وهذا الأخير إشارة لنصف المشكلة التي يعاني منها اليمن.

 

وأشار إلى أن العليمي أهمل وتغاضى عما يجري في عدن من تصعيد للمجلس الانتقالي، ومن مهددات وحدة البلاد، ومما يتعرض له أجندة تمزيقية تخريبية مدمرة.

 

وتابع الدميني قائلا "بيان جدة أعرب عن دعمه لمجلس القيادة الرئاسي، وتناسى ما يجري في اليمن، من مهددات طائفية بالشمال، ومشاريع مناطقية بالجنوب، متجنبا الحديث عما تتعرض له الدولة اليمنية، وتداعيات الحرب منذ ثماني سنوات".

 

وأردف "لايزال ملف اليمن والوضع فيه يكتنفه الكثير من الغموض، الذي يشير لمرحلة قادمة، ربما تكون هي الأسوأ"، حد قوله.

 

 

الصحفي توفيق أحمد هو الآخر يرى أن الموقف من وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه لا يسبقه في الأهمية شيء، وهو قضية القضايا".

 

وأكد أن تجاهُل هذه القضية الوطنية الكبرى غاية في الخطر، والسكوت عنها من قبل المعنيين، لا يجوز، لافتا إلى أن التفريط بوحدة الوطن، يعد خيانةً وطنيةً عظمى.

 

 

المحلل السياسي محمد المحيميد، يرى أن حذف الوحدة اليمنية من البيان الختامي من إعلان جدة متعمد.

 

وأرفق المحيميد صورا للمسودة النهائية قائلا: "مقترح اليمن للقمة، والإعلان الصادر عن القمة (وهو المعتمد) تجاهل موضوع الوحدة حسب ما نشرته واس".

 


التعليقات