لا لإيران
الإثنين, 04 يناير, 2016 - 03:34 صباحاً

لم يكن اعلان المملكة العربية السعودية بقطع علاقتها الدبلوماسية مع إيران وطرد الدبلوماسيين الايرانيين من الرياض مفاجئاً، فما ارتكبته ايران بحق المملكة وبحق دول المنطقة، كان يقود الى هذه النتيجة التي تعد خطوة في مسافة طويلة من التصدي للعبث الايراني الذي طال الجزيرة العربية.
 
فطوال العقود الماضية والسياسة الايرانية تواصل بخنجرها المسموم تمزيق الجسد العربي والاسلامي، ولم تكن ايران يوماً صديقة او محبة للسلام والوئام مع الآخرين، وهذا ما اثبتته الاحداث منذ تولي نظام الملالي للسلطة في السبعينات من القرن الماضي، وشن طوال تلك الفترة العديد من الحروب مع جيرانه، وتدخل بشكل سافر في خصوصية الدول والانظمة، بل وعمد الى احياء وتشجيع بذور الفتنة والاقتتال، داخل الدول البعيدة منه، من خلال الخلايا التي عمل على تمويلها ودفعها لتنوب عنه في الحروب العبثية التي يرعاها.
 
لذلك كله تبدو مهمة ايقاف هذا المرض الخبيث حتمية ومصيرية، لتنجو شعوب المنطقة، من محاولات الهيمنة القذرة، وتصدير الشر الذي تضطلع به طهران.
 
وهذا الامر يقتضي حزمة من الاجراءات والافعال الحازمة والقوية التي من شأنها ان تقود الى منظومة جديدة من التحالفات السياسية والجغرافية الصلبة لردع إيران كدولة طائفية عبثية باتت تمثل سرطاناً خبيثا يقتضي استئصاله واجتثاثه.
 
واذا ما عدنا للماضي القريب قليلا سيتبين ان الديبلوماسية السعودية نجحت بمهارة واقتدار في تحويل الخطر الايراني من مهدد مباشر لها، وقضية سعودية خاصة، الى جعله قضية كل العرب والمسلمين.
 
واستطاع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ان يقود هذه السياسة بخطى ثابتة، متحملا عبئا ثقيلاً طالما تم تأجيله منذ عقود، وخلال الشهور الماضية عقد الملك العديد من القمم الرفيعة مع اشقائه من قادة ورؤساء وملوك ومشائخ البلدان العربية والاسلامية، ولا يكاد يمر يوم دون ان تحتضن السعودية قمة ملكية او وفدا حكومياً عالي المستوى.
 
وتوجت تلك الجهود بإعلان التحالف العربي اولا، ثم التحالف الاسلامي لمواجهة الإرهاب الذي ركز على قضية عالمية في غاية الخطورة، وهي قضية الارهاب التي طالت غالبية البلدان المنضوية في ذلك التحالف.
 
اليوم بات الجميع مدركاً لحجم الاعباء التي تحملها السعودية تجاه المنطقة، والتي اثبتت تحت قيادة الملك سلمان انها جديرة بلعب دور محوري يستطيع ان يلجم الارهاب الايراني ويوقف عبثه وصلفه البغيض، وان يضع حدا لسياستها الرعناء القائمة على زرع الفوضى، ورعاية الارهاب، وتشجيع الاضطرابات، وتمويل الحروب الطائفية.
 
لكن ما ينبغي التأكيد عليه اليوم ان المعركة التي تخوضها  السعودية لا تتعلق بها فقط، وليست وحدها في هذا المضمار، فكل شعوب المنطقة وانظمتها تشاطرها هذا الهم، وتقف خلفها في هذا الدرب.
ولم يعد هناك ثمة مجال للتغطية على ما ارتكبته وترتكبه إيران، كما اننا لا نحتاج لشهود عيان وبراهين وادلة لنثبت ان إيران بريئة، او لنؤمل منها خيرا، وما سوريا والعراق واليمن ولبنان عنا بعيد، وليس من سمع كمن رأى.
 
ومثلما آمنا جميعا بخطورة إيران وادركنا انها العدو الاول، فحتماً سنكون كلنا في خندق واحد مع المملكة التي لاتخوض مواجهة بالنيابة عنا، بل تضطلع بمسؤولية نحن معها شركاء، انطلاقاً من واجبٍ ديني واخوي وقومي وعروبي، وسنقولها بأفواهنا قبل ايادينا "لا لإيران".

التعليقات