ثورة الجامعات
الإثنين, 02 يناير, 2017 - 07:41 مساءً

المراقب للشأن الأكاديمي في اليمن خلال العامين الماضيين كان يصاب بالصدمة والذهول لما آلت إليه الأوضاع في جامعة صنعاء والجامعات اليمنية الأخرى بعد الانقلاب المليشوي،  حيث كان الجميع لا يكاد يصدق أن الصرح التعليمي الأول يمكن أن ينكسر للمليشيات ويطبع وضعه متماهيا مع الانقلاب خاصة وأن جامعة صنعاء قد ذاقت طعم الحرية وتصدرت شعلة ثورة فبراير المجيدة وفتحت ذراعيها لتلك الثورة العظيمة واحتضنتها في ساحتها المباركة ساحة التغيير.
 
تلك الارضية الصلبة هي التي جعلت الجميع يركن إلى شيء من الأمل في أن تدرك الجامعة الأم مسؤوليتها وتنتفض في وجه المليشيات الانقلابية في حين أن جميع عيون اليمنيين تترقب ميلاد ثورة أكاديمية تتلوها ثورة طلابية في صنعاء ويعقد عليها الشعب اليمني آماله وتطلعاته نحو الخلاص من تلك المليشيات.
 
من غير الطبيعي ان يستمر الوضع على ما هو عليه من مصادرة الجامعات وكذلك تجاهل كل معاناة الأكاديميين لأكثر من خمسة أشهر على انقطاع رواتبهم ناهيك عن اختطاف حريتهم ومصادرتها قبل كل ذلك وتحكم الجهلاء والعصابات في صرح اليمن التعليمي الأول الذي هو عكس أرضية الإمامة القديمة والحديثة المتمثل في الجهل الذي قضت عليه ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.
 
اليوم هاهم أكاديميو اليمن يثورون لكرامتهم لعزتهم لمعيشتهم ويبدأون مرحلة الإضراب الأولي الذي سيتلوه ثورة الجامعات ولا شك في ذلك شريطة أن يلقوا المؤازرة من فئات الشعب المختلفة وأن تتلقف ثورتهم القيادة السياسية والعمل على تصعيدها حتى تؤتي أكلها كاملة مكملة حتى لا تخمد نارها عند أول منعطف وتكون هي حامل شعلة التغيير الحقيقية.
 
نشد على يد معلمينا وأكاديميينا حتى يتجاوزوا حالة الرهبة من المليشيات القاتلة فهذه المليشيات تعيش اليوم أسوأ مراحلها ولا شك أنها في هذا الحال تكون خائفة تترقب كل صيحة عليها.
 
اليوم الأكاديميون يترجمون حالة ثوار سبتمبر وأبيات الزبيري في أن أنينهم صار ثورة وصرخاتهم ستغدو سهاما تطلق على الانقلابيين بعدما كتموا أنفاسهم ردحا من الزمن وجثموا على صدورهم عامين كاملين. فعلينا جميعا كإعلاميين تلقف هذه الصرخات وإيصالها هذه لكل فئات الشعب والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية وبث الأمل في نفوس الأكاديميين وكلنا من خلفهم سائرون وإلى النصر ماضون.
 

التعليقات