حاولنا مجدداً ان نقنع الشرطي اننا في حالة نقاش ثقافي وانه هذا النقاش لايمكن ان يكدر صفو الانتظام في الطابور ومادام ان الطابور طويل والانتظار كذلك.
علينا ان نكسر الملل بالنقاش وافق الشرطي وقال بناء على الترجمة ان الهدوء شرط اساسي وكذا وعدم الاخلال بالطابور.
بعدها حاولت ان اقترح عليهم ان استكمال النقاش حول التبادل الثقافي والفكري والاسهام في حراك ثقافي وفكري ولو اسبوعي او حتى شهري.
يكتم سند من ليبيا ضحكته ويقول ليس هنالك ما هو أهم من التبشير بالكتاب الأخضر ويضيف كان القذافي يريد ان يطلق على ذاته العقيد نيتشه الا انه وجد صعوبة في تهجي اسم نيتشه فليس بسهولة نطقه كبنغازي ومصراته وباب العزيزية ..
ينوي سند كما يقول ان يصدر كتاب في المستقبل يتعلق بتحليل عقدة لسان العقيد ويتوقف عن الكلام لكي يكتم ضحكته واللافت هذه المرة ان صديقنا المنهمك في لعبة السودودكو في احدى الصحف قد راقته فكرة التبادل الثقافي او الحراك الثقافي والفكري للعرب الذين يتواجدون في اغلب احياء إسطنبول بارقام هائلة دونما نشاط فكري وثقافي ملموس طلب مني ان استكمل الفكرة واغلق الصحيفة ووضعها تحت ذراعه اليمنى.
بدأت اسرد ما يمكن أن نسميها بشطحة ثقافية لابأس بها ان تكون اللحظة هذه المهمة نواة عربية ثقافية على طريقة الثقافة الافرو أمريكية حينما نفهم هويتها ضمن ثقافة الولايات المتحدة بالمعنى الأنثروبولوجي، فإننا نعي أن أصولها إلى حد كبير هي مزيج من الثقافات الغربية والأفريقية الوسطى. وعلى الرغم من الانخراط في قلب الحداثة الثقافية ، الا ان العديد من الممارسات والقيم والمعتقدات الافريقية لازالت على قيد الحياة، وقد عُدلت و/أو مُزجت بمرور الوقت مع الثقافات الأوروبية والثقافات الأخرى مثل تلك الخاصة الهنود الحمر.
وكذلك المسرح »الأفرو – أمريكي المساحة المجهولة من تاريخ الفن والمسرح والمؤثر الرئيس في الفن المشاهد في المجتمع الأمريكي ، وان كان لم يلق حظه من الاهتمام والتقييم من المهتمين بقراءة التحولات الثقافية ، برغم أهميته كوسيلة للتعبير عن قضايا الإنسان ووسيلة احتجاج علي الظلم الواقع علي الشخصية التي تنتمي بجذورها إلي القارة السوداء داخل المجتمع الأمريكي، والتي انصهرت داخله، لكنها لم تصبح جزءاً منه، وبحسب متابعتي المحدودة للدراسات المهتمة بتلك التحولات الثقافية أهمها كان لباحثة اسمها راندة رزق، للحصول على ماجستير في النقد الفني من أكاديمية الفنون في محاولة اكتشاف تأثير الطقوس علي الأعمال الأدبية الأفرو - أمريكية وإلقاء الضوء علي منطقة معتمة علي المستوي النقدي وكذا تأثير الأعمال الفنية والثقافية علي المجتمع الأمريكي ثقافيا علي اعتبار أن الطقوس والموسيقي هما الوسيلتان اللتان تعبر من خلالهما الشخصية السوداء عن هويتها الثقافية وخصوصيتها التي تربط بين الماضي والحاضر
جمع بحث راندة بين شقين أساسيين:
الأول: تطبيق منهج نقدي يميل إلي علم الاجتماع »الأنثربولوجي« علي اعتبار أن الأنثربولوجيا المسرحية تدخل في مجالات متعددة منها علم الظواهروالذي يعني بالتمييز بين تلك المظاهر الأنثربولوجية التي نجدها في المسرح والمظاهر أو الأشكال المسرحية، المتولدة من الأنثربولوجيا.
الثاني : الموقف النقدي من الأعمال المسرحية وتقييمها: ويهدف إلي محاولة إضافة جديدة علي المستوي النقدي لوضع هذه الأعمال في بؤرة نقدية صحيحة ومناسبة.
وتعد هذه الدراسة للباحثة (راندة رزق) من بواكير تطبيق المنهج الأنثربولوجي علي الأعمال الفنية..
البحث الأخير قرأته لهم من الانترنت من متصفح قوقل بلتفون سند الذي كان يربط كل موضوع ثقافي وفكري بالعالم بالكتاب الأخضر بتهكم ظريف وبالغ اللطف.
ادركت حينها كم أن الكتاب الأخضر للقذافي شكل عقدة فكرية وثقافية لجيل واسع من شباب ليبيا قلت له ياسند على الأقل كان الكتاب الأخضر مطبوع بورق جيدة ومنضد تعال الى اليمن لترى ملازم حسين الحوثي وملازم مقبل الوادعي وفتاوى التكفير الامامية الممتدة لقرون والاختراعات البهلوانية المتعلقة بمعالجة مرض الايدز والقضاء على الفقر في ثلاثة اشهر كلنا في الهوى سوى يا صديقي.
* خاص "الموقع بوست"