فُتِحتْ الآفاق والأبواب للمارين من أرضنا كي يدخلوها من ألف باب، إختلفنا، إقتتلنا، فتلاشينا حتى غَمرَنا الموج دون هوادة. تلك الحقيقة المرة، القديمة والمتجددة، والتي تجري على ساحاتنا ولم نعتبر! نختلف على طريق النضال الطويل قبل الوصول! فلماذا لا نعمل، نُقاتل وننجح وننتصر ونكسب سويةً؟! فتكون الثمرة للجميع والنصر للكل. لمَ نُقدّم عداوات الرفاق والإخوة على عداوات الأعداء والخصوم الحقيقين والأعداء التاريخين لليمن؟
الدمُ الحميري السبأي والمدحجي يُهرقُ مُنذ ألف عام لصالح من؟ وماذا جنى اليمنيون من وراء كل ذلك؟ دماءهم لم تنبت حياة ولا إعماراً ولا علماً، بل خراباً على عتبات حكم الضلالة والكهنوت، نصرة لهذا الامام ضد عمه وأخيه أو نصرةً لابنه الذي سام أبناء الملوك اليمنيين أحفاد الانبياء سوء العذاب، وجاء بآية تنتزع حقهم في الحياة والحكم، وتحتل أرضهم عنوة دون حياء من إله أو رادعٍ من ضمير!
أمةٌ عاشت آلاف السنين تفتح البلدان والأمصار، تُعَمِّر الحضارات، تُجيش الجيوش، شَرَّعَت وسنت القوانين، أحكمت في الصُنع وقهرت الطبيعة والأرض! حولَتْ صدور الجبال الى مدرجات زراعية غنّاء والسهول إلى جناتٍ تزخر بالثمر، خضراء العشب وارفة الضلال! حتى أقبل الراعي وسايس الناقة وساكن الصحراء وغريب البادية ببصيرةٍ تحكي حقه في الحكم، ونظرية أنا خيرٌ منك، وإما أن تحتكم لي وتعطيني ثمرة ما زرعت من كد السواعد وعرق السنين، وتمنحني خُمُس شقاءك، شطر حياتك، خُمس أرزاقك لأن جيناتي زكية وعرقي مقدس وجدي قبل أدهارٍ كان نبياً.
أو أجعل من أرضك قبراً عميقاً وقصرك التاريخي سكناً لي ألونه بلوني وعرقي لي حلالاً بأحجيةٍ لم ترد في كتاب أو يتلوها نبياً أو يرويها شيخاً في حديث.
أحبائي: لنكن كما كنا ملوكاً ولنجمع كلمتنا ولنترك الفرقة ولا ننشغل بصراعاتنا الجهوية والقبلية والطائفية ولنغلق ابوابنا عنها، لنذوبها بنيران تجمعنا، ولنغرس اخوتنا بين سنابل أغصاننا ولا نعطي الفرصة ثانيةً لأحد ليستنزف طاقاتنا وخصوماتنا فيما بيننا ويلتهمنا من جديد.
لنكن ملوكاً كما كنا في عدن في تعز في كل مكان في اليمن، تماماً كملوك مأرب والتي أثبتت الأحداث اصالة معدنهم وعراقة اصلهم.
لنهبُ لإنقاذ صنعاء لنكن كما هو عهدنا كباراً، ولنكبر ونسمو على جراحاتنا ومآسينا ولا يغرينا السفهاء، ولنترك الغفلة والطيش، ولا ننفجر في وجوه أخوتنا، ونزيد من وتعقيد أزماتنا، ولنترك الخصومة التي تغرس بذر الصراع و لا تنبت إلا المرارة و الإختلاف.
انتصروا يا أبنا حِمير ولا تكونوا أنقاضاً وأكواماً في خرائب أعدائكم ثوروا على الظلم واكسروا نظرية أنه قد وقع اختيار السماء في الأزل لعدد من العائلات تتناوب الحق الآلهي دهوراً وجيلاً بعد جيل على حكم اليمن، وانتم انتم الملك ولم يعرف التاريخ إلا تيجانكم..!