العاهل السعودي وتحركات الفرصة الاخيرة
الخميس, 31 مايو, 2018 - 12:08 صباحاً

هل نحن بإزاء تحركات الفرصة الأخيرة بالنسبة للتحالف؛ الذي يدعم التحرك العسكري باتجاه الحديدة؟.
 
هذا السؤال الافتتاحي املته التحركات الاخيرة للعاهل السعودي الملك سلمان لن عبد العزيز؛ وبالاخص لقاء جدة الذي جمعه مع لرئيس عبد ربه منصور هادي في وقت يتواجد فيه نائب رئيس الإمارات تحاكم دبي محمد بن راشد.
 
يجري العاهل السعودي لقاءاته هذه في غياب الثنائي المثير للجدل محمد بن سلمان ومحمد بن زايد؛ الامر الذي يحملنا على الاعتقاد بأن ثمة تحركات جديدة عالية المستوى محورها الشرعية اليمنية التي استهدفها الجميع دون استثناء وكان ضعفها قد أغرى التحالف على إمكانية المضي في معركته العسكرية وترتيبات السياسية استنادا إلى خطة عمياء لتفكيك اليمن مستقلا المشاريع السياسية التدميرية الميلشيا الحوثي والحراك الانفصالي.
 
لم تكن للزيارة المفاجئة التي بدأها اليوم نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية احمد المسيري لابوظبي اية مقدمات منطقية؛ فالرجل كان أكثر الوزراء من حيث الأهمية انتقادا لسياسة ابو ظبي والتحالف.
 
لذا يمكن التخمين بأن هذه الزيارة ربما جاءت ثمرة لقاءات جدة التي تشير إلى توجه جديد للتحالف مبني على مخاوف حقيقية من قبل المملكة من مخاطر المضي في خط عزل الشرعية واستزراع الخصوم في جغرافيا اليمن الملتهب؛ وتفكيك الكتلة المؤيدة لتدخل التحالف العسكري في هذا البلد؛ وهي وصفة كفيلة بأن تغرق المملكة أكثر من غيرها فيما بات يعرف بمستنقع اليمن.
 
ثمة معلومات تشير إلى أن ابو ظبي مستعدة هذه المرة الانفتاح على وزير الداخلية إلى حد التفاوض معه لتسليمه ملف الأمن بعدن.
 
حتى هذه اللحظة لا ندري هل هذا الانفتاح يأتي في سياق التعامل الندي مع السلطة الشرعية ام في انه يعتمد الاستقطاب الممنهجد لمسؤولي الشرعية؛ وأنهم ربما قد يراهنون على خلفية الوزير المؤتمرية في إنجاز صفقة تكرس وهن الشرعية وتشظيها.
 
لا يمكن الرهان دائما على رجال الرئيس هادي والميسري احدهم؛ وانا هنا لا أريد أن انحاز إلى السيناريوهات السيئة؛ لأنني انظر بتفاؤل كبير لتدخل العاهل السعودي وتحركاته الاخيرة.
 
وعلينا أن ننتبه إلى أن غياب ولي عهد ابو ظبي عن مشاورات جدة عالية المستوى يمثل دليلا على أن عهدا جديدا إيجابيا من العلاقة بين التحالف والشرعية قد يبدأ.
 
وجهة النظر الاماراتية فيما يخص التعاطي مع ملف اليمن وخط المعركة واهدافها؛ كانت قد أحدثت تبدلات دراماتيكية في مواقع اللاعبين حيث تم استقطاب جزء مهم من الحراك المدعوم من إيران إلى حضن أبوظبي وأثمر هذا التزاوج تمزقا في بنية الحراك وفرزاً لكيانات سياسية وعسكرية مشوهة قدمت بسلوكها المقزز انطباعا بان السعودية تقود حلفا لتفكيك اليمن إلى دويلات؛ الأمر الذي احدث تبدلا مبررا في خطاب الطيف الواسع من مؤيدي الشرعية والتحالف؛ بات معه يشير إلى المملكة والإمارات باعتبارها دول احتلال تفتقد للرشد وتنتهج خط الخديعة والمكر والخيانة لشعب كبير ومثخن بالجراح.
 
حوصرت الأحزاب المؤيدة للشرعية ورموزها وبات استهدافها مادة يومية للذباب الاليكتروني القذر الذي تديره أجهزة الاستخبارات السعودية الإماراتية.
 
أطلق رموز الشرعية و الأحزاب الموالية لها في مواجهة هذا الذباب ولا يزالون سيلا من التصريحات الإيجابية بحق التحالف؛ لكن آذان التحالف صماء إلى حد انه ما يزال ماض في شيطنة حلفائه وحشرهم في زاوية التصنيف الإيديولوجي المكشوف باعتبارهم اخوان ارهابيين.
 
خيار دعم الشرعية يجب أن يتحول إلى موقف استراتيجي ثابت من جانب التحالف؛ لأن البديل خطير للغاية. فليس هناك أسوأ من ان تستقبل اخا فاتحا وسندا محترما وتغادر البلاد مطرودا يلاحقك غضب المغدورين ودعوات المقهورين ولعناتهم.

* نقلا من صفحة الكاتب بالفيسبوك

التعليقات