بدأ زمن القفز من على ظهر السفينة التي باتت تغرق في مياه بحر الحديدة وبدأ كعيص فئران الهاشمية السياسية يدوي هنا وهناك، محركة أذيالها في إتجاه الأمان، لأن السفينة أبحرت في دماء اليمنيين فلا بر لها ولا أمان. وحتى وإن قفزوا سيغرقون ويختنقون بالدماء التي أحاطت بسفينتهم من كل جانب!
عاد الكحلاني ليمسح بأطراف ثوب الشرعية والمؤتمر الشعبي العام والمنظمات الدولية والتيارات السياسية ما علق بيديه وبسيفه من دماء اليمنيين الأبرياء الذين غرر بهم من الجبال وقتل بهم إخوانهم في السواحل والسهول وكل شبر من أراضي الوطن، غير أنه لن يجدي الأمر لأنها لم تجدِ معه النُذُر.
طوال الحرب الحوثية القذرة بداية بحروب صعدة والكحلاني ومن على شاكلته كانوا خلف الستار ويلعبون من تحت الطاولة في صنعاء ويتبرأون منها تُقيةً امام صالح ومروراً بحروب عمران وهم يشتَّمُون روائح دولتهم الموهومة على أبواب صنعاء تراود أحلامهم ووصولاً إلى الحرب الدامية الشاملة التي نزعت عنهم الأقنعة ورأى الناس وجوههم على حقيقتها بدون مساحيق!
التفت الناس ورأهم فرأوهم بأنياب حادة وأشداق واسعة وهم جيران منذ سنين لم يعهدوها من قَبل في ظل حكم الثورة والجمهورية.
التفَّ أحمد الكحلاني كما التفَّ اللواء يحي الشامي بعد عقود من التحاقه في الجيش الجمهوري عام 1963م في وقت مبكر إبان الحرب مع الملكية، حيث تسلل من عباءتها حتى بات الأمين العام لمجلس حكماء آل البيت مطلع القرن الحالي ولم تشبع نفسه مناصب في الجمهورية التي أغدقت عليه من النعم المقيم ألوان ومن الجاه والاحترام ما لا يوصف ، كما أغدقت على الكحلاني وغيره من الهواشم. إلا إنهم باتوا يتآمرون يخططوا للانقضاض على اليمن من جديد، فهم كديدنهم إما متحاربين فيما بينهم كأسر هاشمية على الإمامة، وأبناء القبائل وقودهم، أو متآمرين على النظم القائمة كي يختطفوها من يد أصحابها عن طريق إثارة الفتن والحروب.
حنثوا بالقسم الذي قطعوه على انفسهم وخانوا الوطن والثورة والجمهورية، حنثوا بما أقسموا علية أمام الملأ في ثوب الجمهورية أنهم سيحافظون على النظام الجمهوري وتراب الوطن ووحدة أراضيه.
وثق على صالح بالكحلاني وزمرته وأدخلهم حتى غرف نومه وكشف لهم ملف أسراره عن طريق الغواني كما وثق باللواء يحي المتوكل من قبل فخانه ولم يغنه التحاقه بالجيش في العهد الامامي الذي قفز منه إلى الصف الجمهوري مبكراً من منطلق حب العسكرة لا حب الجمهورية أجاد التمثيل حتى رشحته الهاشمية ومشائخ الضمان كمجاهد أبو شوارب والشائف وغيرهم لرئاسة الجمهورية خلفاً لعبد الرحمن الارياني لولا اعتراض القدر على لسان عبدالله بن حسين الأحمر خوفاً من عودة الملكية على يديه من جديد.
تخلقت الأفكار واستنار الشعب اليمني وبات التيار القومي الحميري الجمهوري المتعصب ليمنيته يندفع بقوة لإنتزاع حقه التاريخي وإيقاف عجلة الهدم الهاشمية، وبناء دولته المدنية وتحقيق مبدأ المواطنة المتساوية وتعرية الدعاوى الشيطانية الكاذبة بالحق الإلهي في الحكم للعصابات القادمة من خارج جغرافية اليمن وتاريخه الباذخ بدول العدل والمجد والعيش الرغيد من قبل أن تعرف قريش النور بالآلف السنين.
لن تنطلي تمائمهم على الشعب اليمني اليوم، و ستعود جيوش اليمن العلمية والعملية والقتالية من كل أنحاء اليمن موحدة لصياغة اليمن التاريخي من جديد لن يكونوا جيوشاً حفاة جفلة لأحد بعد اليوم! نَفَثَتْ نار الحرب الاخيرة بالخَبَث وطهَّرت المجتمع من أدرانه البشرية وستأخذ في طريقها كل من نافق وداهن كهنوت الإمامة وتَلوَّن بألوان أوراقها وسيقان أشجارها ولن تقبل الدخلاء ولن يتَرُك الشعب مكاسبه لأعدائه العملاء. رحم الله الشاعر الفضول قالها ورحل
قسماً لن ينال منك دخيلٌ * أو يبيع المكاسب العملاءُ