الطبريون الجُدد
الثلاثاء, 03 يوليو, 2018 - 06:15 مساءً

لم يحد حسن نصر الله عن الدرب الهاشمي الإجرامي النَهِمَ للدماء والأشلاء منذ أن خرج بنو هاشم من مضارب قبيلة قريش شاهرين سيوفهم ورماحهم بهدف إصلاح أمة (جدِّهم)، إذ بين الفينة والأخرى يظهر هذا الكهنوتي المأفون من خلف الشاشات متباكياً على اليمن وشعبها، عارضاً خبراته وتجاربه وإرث أجداده الإجرامي لمناصرة تواجد الهاشميين في اليمن باعتبارهم  أبناء عمومته سلالياً وطائفياً، أولئك الذين قتلوا اليمن أرضاً وشعباً منذ أن اندلق المجرم الأكبر يحيى حسين الرسي إلى اليمن نهاية القرن الثالث الهجري.
 
اهتمام السُلالي حسن نصر الله بالوضع في اليمن على الرغم من الحرب المدمرة في سوريا التي كانت  مليشياته صاحبة اليد الطولى  في قتل نصف مليون سوري وتشريد سبعة ملايين آخرين منهم، لم يكن اهتماماً عابراً مبنيّاً على البُعد الطائفي وحسب، بل كان اهتماماً سُلالياً شأنه شأن انقلاب الأسر الهاشمية في اليمن بعد أحداث 21 سبتمبر 2014م ومناصرتها وتأييدها المطلق لجماعة الحوثي الهاشمية، فحسن نصر الله الهاشمي هو حفيد الصريع محمد بن موسى الكاظم العائد نسبه إلى حسين بن علي بن أبي طالب شقيق حسن بن علي الذي تنحدر منه سلالة عتبة الاجرام والارهاب في اليمن يحيى حسين الرسي.
 
إن المثير للاهتمام هُنا، هو أن النزعة الإجرامية لحسن نصر الله نحو اليمن سبقه إليها جده ابراهيم بن موسى الكاظم المعروف بــ (الجزَّار)، وهذا الأخير هو أول من قاد طلائع الاحتلال الهاشمي العلوي على اليمن عام 199 هــ محاولاً إقامة دولة زيدية على أرضها نكاية بالدولة العباسية، وبمعاونة الطبريين بقايا الفرس في اليمن، لكن قبائل اليمن الحميرية قاتلته وطردته شر طردة من موطنها الأزلي، وقد ارتكب هذا المجرم في صعدة فضائع تخرّ من بشاعتها الجبال، وتشيب من هولها الولدان، ففي حروبه مع السكان الأصليين دمر السدود وأبرزهم سد الخانق العظيم، وأفتى باهدار دم كل من يرفض دعوته الزيدية فكان أنْ أسرف في القتل والدمار بما لا يصدِّقه عقل ولايتخيله منطق، حتى لُقِّبَ بالجزَّار، ويعتبر هذا المجرم أول من زرع صاعق المذهب الزيدي في اليمن الذي تسبب في تدميرها وجعلها ساحة حروب وصراعات مستمرة حتى يومنا هذا.
 
وإزاء ذلك الإجرام المتسلسل، فنكبة اليمنيين الكبرى تتمثل بغزو المجرم يحيى حسين الرسي عام 284 هـ، ذلك الغزو السلالي اعتمد في المقام الأول على الجنود الطبريين سواء أولئك الذين قدِموا مع المجرم الرسي وكانوا حرسه الخاص وعماد جيشه، أو الذين جاؤوا بعد وصوله صعدة واستقراره فيها قبل أن يبدأ بشن حروبه على القبائل اليمنية سعياً لإقامة دولته الزيدية، وفرض ولاية البطنين على أحفاد الملوك التبابعة من سبأ وحمير، وقد قُدِّرعددهم بالآلاف، وتشير المصادر إلى أن حوالي 300 قتيل منهم دفنوا بالقرب من مسجد (الهادي) في صعدة، وكانوا من خاصته والمقربين منه.
 
الطبريون الجُدد الذين تفاخر بهلاك بعضهم الكهنوتي المأفون حسن نصر الله على أيدي أحفاد المارشال شمَّر ذو جناح لن يُعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء، اليمن اليوم تغيّر كليّة يا حسن، واليمنيون تجاوزا طقوس التدليس والشعوذة التي غسلت بها السلالة الهاشمية عقولهم منذ القرن الثالث الهجري، ورسموا خطوط المواجهة الكبرى ضد أعدائهم التاريخيين، حتى أنت يا حسن أيها المدلس الكبير في الألفية الجديدة، لم تعد أكاذيبك بمقاومة اسرائيل تنطلى على اليمنيين الذين رفعوا صورك في ريفهم والحضر، ذات لحظة عاطفية ساذجة، لقد بان قُبحك يا حفيد الجزَّار وانكشف زيفك وأنت ترسل المجرمين إلى أرضنا وتجوس بهم ديارنا وتدنس بهم تاريخنا وحضارتنا انتصاراً لطائفتك وسلالتك الوالغة في دماء اليمنيين الأقحاح، ها أنت اليوم عارياً والأمة كلها ضدك، من نواذيبو إلى عدن، عدا قطرات سلالتك المتناثرة هنا وهناك والتي ستجِفُّ في موطن التبابعة عما قريب، فاليمنيون عازمون على كنس بقايا الطبريين من أرضهم وعلى أتم الجهوزية لمواجهة الطبريين الجُدد.
 
* المقال خاص بالموقع بوست

التعليقات