تحل علينا الذكرى ال29 للوحدة اليمنية، ذالك المنجز الذي يعتبر أعظم منجز تأريخي ،وسيظل مفخرة لكل اليمنيين على مدى أجيال.
لقد توحد اليمن الشمالي مع الجنوبي بعد شعارات طويلة ومشاعر قومية ملتهبة بين شعب كان يتوق للإندماج.
فقد كانت الوحدة اليمنية نقطة تحول استراتيجية هامة في حياة اليمنيين ،وفي المنطقة العربية ككل..حيث مثلت بريق أمل وفرصة للنهضة والتنمية بعد ان تحقق الهدف الخامس من اهداف ثورة 26 سبتمبر الخالدة.
ان الحديث عن الوحدة يطول هذا المنجز العظيم الذي كافح من اجله شعبنا لعقود طويلة حتى تحقق له ذلك الحلم في يوم 22 مايو 1990م.
ولكن هذا الحلم الجميل تم وئده مبكرا بسبب النظام السابق والذي ترأسه علي صالح ..والذي سعى لإقصاء الجنوبيين وهمشهم.. وتاجر بقضية الوحدة ، ولم ينجح في فرض نظام استقرار وشراكة وتلبية حاجات الناس ومصالحهم.
فلا قيمة للوحدة او الانفصال مالم تنعكس إيجابا على حياة الناس وتلبي احتياجاتهم وتحفظ حقوقهم، وأيضا عبر خيارات شعبية ، أما محاولة فرضها سوى الوحدة او الانفصال فهي محاولة نهايتها الفشل، والآن اصبح الناس لايهتموا لابالوحدة او الانفصال بسبب الشعارات الجوفاء، وفساد النخب السياسية التي تتبنى قضاياهم وتتاجر بمعاناتهم، فالنخب الان والمتمثلة بالمجلس الانتقالي ، تتاجر بقضية الانفصال ، ولم يستطيعوا على مدى اربع سنوات تقديم نموذج حقيقي لمشروع الدولة ، فقط شعارات وفوضى.
لذا فالوحدة ليست شعارا للتغني ، ولا الانفصال انشودة للتباهي.
نحن لا نختلف ان القضية الجنوبية قضية عادلة وان ابناء المحافظات الجنوبية عانوا من مظلومية حقيقة لسنوات طويلة لكنهم لم يكونوا وحدهم فالشمال ايضا عانى بسبب النظام السابق والذي احتكر الحكم وأقصى الجميع وفجر الحروب والصرعات في صعدة والمناطق الوسطى وكثير من مناطق اليمن.
لذا نقول للجميع ان اليمن اليوم تمر في مرحلة مفصلية وحرب عبثية دمرت الإنسان والجغرافيا ، مرحلة ليست مناسبه لاثرات النعرات وتشجيع الدعوات الانفصالية وبث العداء بين ابناء الشعب الواحد والكف عن التحريض على ابناء الشمال والذي لا يد لهم فيما آلت إليه الأحداث.
نحن لسنا ضد إرادة ابناء المحافظات الجنوبية ولن نكون ولكن ليس المجلس الانتقالي او الامارات من يعبر عن ارادة ابناء الجنوب ويقرر الانفصال اي دعوات تحت مظلة العدوان والتدخل الخارجي لا يمكن ان تعبر عن ارادة حقيقة ومثل هذه الدعوات سيرفضها ابناء الجنوب قبل غيرهم وعند استقرار اليمن ودحر الاحتلال الخارجي ينبغي الجلوس في طاولة حوار حقيقة تفضي الى نتائج مرضية للجميع حتى لو كان ذلك من خلال التوصل الى استفتاء برقابة دولية نزيهة لتقرير مصير الوحدة من عدمها.
ومن وجهة نظري اعتقد ان الجنوب الان ليس مهيأ للانفصال .. وذالك بسبب عوامل كثيرة معيقة ، أهمها الخلافات بين أبناء الجنوب ، وكل مكون يريد التفرد بالسلطة ، وأيضا كل مكون تابع لدولة خارجية ، تستخدمه كورقة لتفجير الوضع هناك ..وتغذية الصراعات الأهلية بينهم.
ان عدم قدرة النخب السياسية الجنوبية على ضبط الأمن.. وتوفير احتياجات المواطنين وفشلها الذريع في إدارة مؤسسات الدولة طيلة اربع سنوات يؤكد بما لا بدع مجال للشك ليست اكثر من ادوات بيد الخارج وليس لها قدرة على اقامة دولة.
لكن هناك أمل اذا تخلص ابناء المحافظات الجنوبية من العمالة ، والتبعية للخارج ويكونوا يد واحدة لبناء شراكة حقيقية مع الجميع حينها يمكن ان يتحقق حلمهم بالاستقلال ..ممن يسموه الاحتلال الشمالي.
واخيرا اهنأ الشعب اليمني الصابر بهذه المناسبة العظيمة .. خالص دعائي لبلدنا بالخير والأمن والاستقرار.