لا ثمن للمأساة اليمنية والحرب والاوبئة وبؤس الشتات اليمني الا تقويض وخلخلة الاوثان التي الحقت الأذى بالذهنية والنفسية اليمنية بذات القدر الذي الحقت فيها الأذى بالأرض والارث الحضاري اليمني من أطول قصر حميري الى اقصر مثل شعبي
بفعل هذه الاوثان الفكرية التي اكسبها اتباعها القداسة تحول الانسان اليمني من صاحب مخيال حضاري عظيم الى مطنن عظيم يقضم اظافر أصابعه و يعاني من الارتباك الحضاري والارتباط الذهني بهذه الاوثان الملعونة خصوصاً وسط القطاعات الشعبية التي لم تنل حظ جيد من الوعي والتعليم وظلت مناطق مغلقة في وجه النور لاسباب كثيرة من بينها فساد السلطة وتجهيلها الممنهج للشعب.
تقول المرويات التاريخية ان اليمنيين من الاوس والخزرج وكذا اليمنيين المهاجرين مع النبي محمد كانوا اكثر اندفاعاً وتحمساً من غيرهم لتحطيم اوثان قريش واصنامها بعد فتح مكه قبل تحول اوثان قريش واصنامها الصامته والثابته بجوار الكعبة الى اوثان تمشي على قدمين في ارض الجنتين باسم الولاية وباسم الخلافة ولم يشر التاريخ ان اليمنيين في المدينة المنورة كانوا عباد اصنام كما قريش وسادتها .
اليمني على طول التاريخ الإنساني صاحب ذهنية حنفية توحيدية وعرف اسم الرحمن قبل الديانات كما جاء في النقوش والمخطوطات والجذور الروحانية للحضارية اليمنية تؤكد ان الاوثان لم يكن لها حضورها في ارض حمير سبأ وكان الاله والأرض والطبيعة والثور والمحراث من المقدسات في المخيال الحضاري القديم.
بحسب خلفيتي المتواضعة في تتبع الجذور الروحانية للحضارة اليمنية القديمة كان المسلك التعبدي لليمنيين مسلك تأملي ولم يدون التاريخ اليمني بشكل مكثف حضور للاوثان والاصنام او تقديس وعبادة للأشخاص ومنحهم تعظيم ما فوق بشري ولم ترد مفردة سيد في اليمن الا منذ وضع يحيى الرسي اقدامه الخبيثة في الأرض الطيبة ..
ديانة رحمانيا هي الأخرى كانت اشبه بديانة ثالثة ابتكرها اليمنيون خارج ثنائية اليهودية والمسيحية بعد صراع الاخدود الذي تم التنكيل فيه باليمنيين المؤمنين بالمسيحية كما جاء ذلك في صورة البروج وكانت الأراضي اليمنية في المخلاف السليماني مسرح الاخدود التي لاتزال معالمها حاضرة حتى هذه اللحظة .
حضور اسم الرحمن في رسالة النبي محمد كانت بالنسبة لليمنيين محاكاة ذهنية ونفسية وروحية ارتبطت باسم الرحمن باعتبارهم اهل كتاب عرفوا الديانة التوحيدية كما جاء في النقوش اليمنية وكما جاء في نقاشات النبي محمد للمبعوث النبوي الى اليمن معاذ بن جبل حينما قال له يامعاذ ستذهب الى قوم اهل كتاب بما تحاججهم..
آل البيت الوثن الذي يحتل رقم واحد اذا ماتعلق الامر بتعميم الفاشية ومحو الهويةالفاشية التي ارتبطت جذورها بجذور الامامة واذا ما تم خلخة هذه الوثن فكرياً وفق تقديري بقية الاوثان هي ملحق إضافي بهذا الوثن الأكبر وعلى طول التاريخ السياسي والفكري لليمنيين لايوجد فكرة مزمنة مثل مرض السكري مثل فكرة ولاية آل البيت التي صادرت الحق السياسي والحق الاقتصادي والحق الاجتماعي لليمنيين الذين وقعوا بين فكي هذا الوثن على غفلة من التاريخ .
مواجهة وثن ولاية آل البيت ليس وليد اللحظة اليمنية الراهنة التي تشهد فيها اليمن مقاومة فكرية هي الاوسع في تاريخ اليمن لعوامل عديدة من بينها التعليم وحضور الشباب في قلب التاريخ منذ ثورة الشباب ووجود التكنلوجيا والاعلام الحديث
المقاومة الفكرية وخلخلة الاوثان التي استوطنت ارض الجنتين لها جذورها التاريخية فقبل حوالي 965 عام من الآن تقريياً كان هنالك شرارة مقاومة فكرية مهمة للعالم والاديب والمؤرخ والسياسي اليمني نشوان بن سعيد الحميري الذي ولد في صعدة في معادلة تاريخية عجيبة ليواجه الميراث الامامي الذي وضع اقدامه الأولى في صعدة.. نشوان الذي قال العديد من الملاحم في تعزيز الهوية اليمنية ومقاومة اوثان قريش التي تتخذ من الإرث النبوي لافتة لها.. غير ان ثلاثة ابيات رغم مرور اكثر من تسعة قرون عليها لاتزال تجدد كما لو انها بنت اللحظة
قلتم: لكم إِرْثُ النبوّة دوننا ... أَزعمتمُ أن النُّبُوَّة سَرْمُد
إن النبوة بالنبي محمد ... ختمت وقد مات النبي محمد
منكم نبيُّ قد مضى لسبيله ... قِدْماً فهل منكم نَبيٌّ يُعبَدُ