العدالة المعنوية.. لعدنان الحمادي
السبت, 21 مارس, 2020 - 03:36 مساءً

ثمة امر عادل بمقدورنا عمله لأجل روح عدنان الحمادي كأصحاب كلمات ومساهمين في صناعة الرأي العام نخب ومواطنين فاعلين .. بمقدورنا العدالة المعنوية لعدنان حتى تنجز العدالة القضائية في بلد يراد له ان يظل مجهول الحقائق.. بلد مزحوم بالقضايا المقيدة ضد مجهول او ضد معلوم ادانته وحده ليس كل الحقيقة.

بلد معرفة الحقيقة فيه ضمن الفراغات اليمنية حتى في زمن الصحافة الاستقصائية التي نقلت الصحافة الى افق جديد على علاقة جيدة بتقصي الحقائق والاحداث لمعرفتها ونقلها للرأي العام ومن ثم ادراجها ضمن سجلات حفظ الذاكرة.
 
العدالة المعنوية للحمادي تتمثل تخليده في ذاكرة الشعب دونما استغلال وابتزاز لتصفية الحسابات السياسية كذا الدفاع عن مسلكه الوطني بحجج ومقارنات تدحض التناقلات والتناولات ليس من خلال استهداف ناشطين على اثر منشور فيس بوك فالرأي يقابل بالرأي ومنشور الفيس ليس مسدس مشحون.
 
لكن العدالة المعنوية لعدنان لشرفه العسكري لانحيازه للافتة الدولة الجمهورية وتماسك الجماعة الوطنية المقاومة في تعز قدرته على فهم التوازنات واستيعاب الضغوطات بما لم يؤدي الى صراع رفاق السلاح الجمهوري.
 
ثمة لحظة مفصلية يحضر فيها الاستدلال الكافي لمسلك عدنان.. لبوصلته اليقظة وهي اللحظة التي قررفيها الجيش الوطني في تعز مواجهة المليشيا الإرهابية التي تمترست تحت لافتة كتائب أبو العباس الغطاء السلفي لحارث العزي ومن خلفها اذرع امنية ذات صلة بالأقليم ..بنظام ابن زايد تحديداً.
 
على الرغم ان الكتائب محسوبة بعد الدمج على اللواء الذي كان يقوده الحمادي لكن الحمادي كان يدرك مخاطر مسلكها على الجيش وعلى تعز لم يتدخل وترك الجيش يحسم امره وتم الضغط لانجاز تسوية خروجها من المدينة ومن تلك المرحلة توقفت الاغتيالات التي اقتاتب قلوب المقاومين على الرغم التهديد الذي صاحب الانسحاب من خلال عبارة على طريقة داعش " دولة أبو العباس باقية وتتمدد".
 
اوغلت المليشيا الإرهابية في تعز في استهداف الكوادر العسكرية والمدنية بلغت ذروتها بالاغتيال الآثم لعمر دوكم واحد من الذين نقلوا الخطاب الدعوي الى افق مدني مضمونة القيم العامة والنضال العام.
 
رمزية عدنان الحمادس العسكرية رمزية عمر دوكم المدنية رمزيات جديرة بلفت الانتباه الى مايحاك لتعز واستهداف رمزيتها ومورزها والاغتيال المعنوي للروح الوطنية والمدنية فيها
 
الى لحظة اغتياله لم يتخذ عدنان الحمادي أي قرار او سلوك عسكري خارج الكلمات العليا التي انحاز اليها اول المقاومة لاوثائق يمكن الاستدلال بها لها علاقة بتنفيذ اجندة خارج اطار مقاومة الانقلاب واستعادة الدولة.
 
لانعلم مكابدات الرجل وحجم الضغوطات التي تعرض لها ومع ذلك لم يفقد اتزانه الوطني وكم تم تهيئة الذرائع لينزلق لمواجهة لكنه تماسك حتى الذين يرون غير هذا الكلام لو توفرت لديهم استدلالات لنشروها ولو تحت أسماء مستعارة وهذا دليل مسلك ونزاهة الرجل.
 
العدالة المعنوية لعدنان تخليدة في الذاكرة الجمهورية الى جانب ابطالنا الكبار رموزنا في مرحلة الكفاح الجمهوري من فبراير 1948 الى مارس 2020..
 
لاتختزلوا هذا الكبير في تحقيق أغراض صغيرة ذات صلة بالنكاية بالنيل الأخلاقي.. لديكم الف طريقة سوية وغير سوية لتحقيق ذلك اتركوا روحه تسمو وتعلو ولتكن تصفية الحسابات الصغيرة بعد انقاذ الذات اليمنية من التهديد الوجودي الذي يحيط بها وان كنتم على عجلة من امركم صفوها اولاً بأول عبر الصراع الناعم الاعلام والمجال السياسي.
 
العدالة المعنوية ان نسمح لضمائرنا وارواحنا تخوص حوار داخلي وفردي مع الذات..نتساءل عن عظمة الرجل الذي لم يخن شرفه العسكري والتقط مع مقاومين كثر حاجة اليمن للمقاومة انحاز للكلمات العليا وموزين القوى لحظتها كانت لمصلحة الانقلابيين.
 
ونتساءل اليس من مصلحة رمزية تعز ورموزها ان تسهم كل الدوائر الفاعلة بصدق وإخلاص لأجل معرفة الحقيقة والانتصاف لروح عدنان ... الا تستحق تضحيته حوارا مصغرا في تعز ولو من اجل التوافق على الاسهام الجماعي في العدالة لقضيته ثم يعود الذين لديهم شره في الصراع الى التباينات والدسائس .
 
الذاكرة الجمعية هي الأخرى مفطورة وحزينة أيضا لاتراكم ارشيفي فيما يتعلق بحفظ الذاكرة واذكر عبارة مكثفة وجريحة لالهام الوجيه ذات ذكرى لجمعة الكرامة قالت فيها ود القتلة لو اطلقوا الرصاص على ذاكرتنا في ذات اللحظة التي اطلقوا فيها النار على الشهداء ..
 
بامكان فيلم استقصائي مسؤول على قدر من المصداقية والنزاهة ان ان يشكل جهد مميز في حفظ الذاكرة والاسهام في معرفة الحقيقة والانتصاف المعنوي لعدنان الحمادي في طريق الانتصاف القضائي ومعرفة الحقيقة.
 
 * نقلا عن صقحة الكاتب في فيسبوك

التعليقات