المرشح الأبرز حتى اللحظة لرئاسة الحكومة اليمنية هو الدكتور معين عبد الملك باعتبار دعم السعودية المطلق حتى الآن له بالإضافة إلى أسماء أخرى ليست بالمطلوبة سعوديا ولا إماراتيا ولا مرغوبة عند هادي وبالنسبة للحكومة فكما يبدو أن معين عند هادي هو أخف الأضرار حتى اللحظة ولم أسمع رغم الشائعات من مصادري عن خلاف جذري بين هادي ومعين خلال الفترة الماضية.
لا أريد هنا أن أتحدث عن معين فمنصات التواصل مليئة بالشتائم والانتقادات ضده وأبرزها صلاته العميقة بالسعودية وسفيرها وهذا واضح ولا يحتاج إلى دليل سواء تعلق الأمر بمعين أو بهادي فالولاء اليمني للنخبة الحاكمة مقرون بالسعودية وليس فقط للنخبة الحاكمة بل للأحزاب والمكونات السياسية والقبائل وغيرها وهذا لم يعد سرا يذاع.
الآلاف من اليمنيين بدء من الرئيس وآله وأحفاده المقيمين في قصور الرياض وانتهاء بأصغر موظف يعيشون اليوم تحت كنف السعوديين ورعايتهم بالكامل بل إن جهاز الاستخبارات السعودي واللجنة الخاصة قد تمكنوا من تجنيد الآلاف من هؤلاء بشكل أو بآخر وأصبحت إدارة الحكومة في المقرات السعودية وليس في مكان آخر ويمكن معرفة ذلك من الأحداث الأخيرة منذ إعلان الإدارة الذاتية واختطاف سقطرى برعاية سعودية واضحة وبصمت حكومي واضح أيضا.
السؤال هو ماذا يريد السعوديون والإماراتيون من تشكيل الحكومة بسرعة، والجواب هو احتواء المجلس الانتقالي ذراع الإمارات وإدماجه في الحكومة الشرعية، أما سبب التهافت الإماراتي والسعودي السريع على دمج الانتقالي وشرعنته في الحكومة اليمنية فهو سقوط مشروع حفتر في ليبيا لا غير بعد أن تبين للإمارات وللسعودية أن غطاء الشرعية أقوى من كل الأسلحة والعسكرة وإن طال الزمن.
لا ينقص المجلس الانتقالي شيئا الآن فالسلاح بيده والمؤسسات في عدن وغيرها بيده والأموال بيده ما ينقصه حقا أن يدمج عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك ومليشياتهما داخل مشروع الدولة فتصبح المشروعية حقا كاملا لهم بأدوات الدولة لا بغيرها.
لقد وعى الإماراتيون والسعوديون درس ليبيا بشكل جيد وهو درس الشرعية، حتى الحوثيون الذين يمتلكون اليوم جغرافيا كبيرة وسلاحا يبحثون فقط عن غطاء الشرعية ولو كان لديهم غطاء الشرعية منذ انقلاب سبتمبر2014 لحلت مشكلتهم تماما، لكن المليشيات تبقى عارية تماما من أي غطاء قانوني، لذلك فسعي انقلاب عدن الآن كما انقلاب صنعاء هو البحث عن غطاء الشرعية لشرعنة ميليشياتهم وانقلاباتهم وعلى هادي أن يوقع مرغما ليتيح لهم مجالا أكبر للعبث بما تبقى من الشرعية اليمنية التي يمثلها.
يبذل مستشارون لهادي مقربون من السعودية حاليا جهدا كبيرا لإقناعه بتشكيل الحكومة سريعا قبل إنفاذ أي اتفاقات عسكرية وأمنية إرضاء للسعودية على حساب العقل والمنطق والدولة والمواطن وكل شيء ولا أدري أي نخبة يمنية لا تعي ولا تستفيد من دروس الماضي والحاضر ولا ماذا سيقولون أمام التاريخ؟!
* محرر الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة
* نقلا عن الجزيرة نت