هائل سلام

هائل سلام

هائل سلام محامي وناشط حقوقي

كل الكتابات
قطاع منفصل
الجمعة, 06 مايو, 2016 - 07:20 مساءً

نتائج أي تفاوض سياسي تتحدد، لا على أساس صوابية الرؤى وعدالة المطالب وصحة المواقف ومنطقية الآراء، التي تبدى، تقدم، وتطرح على طاولة التفاوض، بل على أساس ميزان القوى على الأرض.

  ولأن ميزان القوى على الأرض،لازال متأرجحا، كمايلاحظ، غير ثابت وغير مستقر، كان لابد لولد الشيخ أحمد أن يعلن ماوصفه ب" تحييد " مسار المشاورات السياسية عن الأوضاع الميدانية، دفعا لميزان القوى ذاك كي يستقر، ولكن ليس في الإتجاه الذي يخدم تطلعات اليمنيين أو غالبيتهم بل في الإتجاه الذي يحقق أجندة القوى المهيمنة في النظام الدولي. أي في الإتجاه الذي يؤدي الى تنفيذ الأقلمة وفقا لوثيقة بنعمر وليس وفقا للتصور الرومانسي لهادي.

  بإختصار، إذا رأيتم العتاد العسكري الثقيل ينتقل من لحج الى تعز، او من الضالع الى إب أو ذمار، أو من أبين الى البيضاء، أو حتى " وأكرر أو حتى هذه " من مأرب الى البيضاء، أو من الجوف الى صعدة..... فلكم أن تثقوا بأن الأمور تسير وفق توقعاتكم، ودون ذلك فليس أمامكم سوى الأوهام.
  تعز وحدها تعيق تنفيذ وثيقة بنعمر، تربك الخطة وتلخبط المعادلة ولهذا، تحديدا، هي " قطاع منفصل " ، ولهذا أيضا قالوا بفصل المسارين.

  أكثر من هذا، يبدو ان دعوة قيادة الإشتراكي الى الرياض أمرا له علاقة بترتيبات لتنفيذ الأقلمة " وفقا لوثيقة بنعمر تلك " أكثر مما له علاقة بتأييد الشرعية، حسبما يعلن ويقال، بدلالة ان بيان الإشتراكي يؤكد على مخرجات الحوار، كمرجعية، مؤكدا على مايتوافق مع مخرجات الكونفرنس. وهي مخرجات تتعلق بفدرلة الحزب نفسه الى شمال وجنوب.

  لايعي الإنفصاليون في الشمال ولا في الجنوب، أننا بصدد يمن جديد، فلا الشمال سيبقى شمالا ولا الجنوب سيبقى جنوبا، حسبما يصرح هادي، ولكن ليس وفق فدراليته الرومانسية، إذ أننا سنبقى مع شمال ولكن دون مأرب والجوف، ومع جنوب ولكن دون حضرموت وشبوة.

  إذا كنتم مع الهوية الوطنية الجامعة فكونوا مع تعز، وإن كنتم مع الأهواء فكونوا حيث شئتم.

  رفعت الأقلام، وجفت الصحف.

التعليقات