الفضول شاعر عبقري لكن عبقرية أيوب طارش أنه حول تلك الكلمات الجميلة التي تجمع بين الفصيح والعامي بشكلها الشعري المختلف عن القصائد المغناة سواء للشيباني أو الجابري أوعثمان أبوماهر أوشعراء الأغنية الصنعانية والعدنية واللحجية.
الأهم من ذلك أن أيوب اختار الفضول وقصائده لتكون الملمح الأهم في إغنياته وهذا صعب حقا لكنه نجح في ذلك فشكل ثنائية عبقرية.
قصائد الفضول تطغى عليها الفصحى حتى تلك القصائد العامية يحفظها الجميع ، المثقف ، والريفي وحتى من لايجيدون القراءة والكتابة.
كل يوم أقرأ فيها قصائد الفضول ينتابني الشعور بأن أيوب له فضل كبير على قصائد الفضول والعكس أيضا، فتلحين عشرات القصائد على هذه الشاكلة طريق صعب، وقدبرع أيوب في ذلك.
هذه أفكار شاعر يحب الغناء في ظهيرة جميلة وأنا من عشاق فن أيوب في طفولتي قبل أن أعرف أنه يغني الفضول.
قلت لنفسي وأنا أقرأ قصيدة مدارب السيل للفضول :
مدارب السيل قولي وامـدارب لما
لايقدر السيل ان يروي القلوب الضما
مهما مسيــــلــك ســـال دافـــــــق
ومن صدور ضاحات الجبال ارتمى
مكــانـني ضمــآن
شــق الــضــمــاقلبي
واشعل في عروقي الدمـــــــا
والشــوق لايــطـفيه شنـان مــــــــاء
والحب لايرويه ماء السما
أقاسم الطير في الاعشاش ضوء البكور
واشرب كؤوسي من الاصباح إشعاع نور
والف بالانداء روحي
وكم قد نمت في حضن الغمام
إنمـــــــامكانني ضمآن
هذه القصيدة التي تشكل ثنائية بين الفصحى والعامية فروحها فصحى وألفاظها عامية بحيث لاتشعر أن أحدهما خرج عن سياق الآخر.
مثلها مثل كل القصائد التي غناها أيوب.
يامن رحلت، ومن أجل عينك. وحتى قصيدة واطائر مغرب التي كتبها جحاف وعشرات القصائد.
ما أود قوله أن تلحين هذا النوع من القصائد والمضي في هذا الطريق لشاعر واحد هو عبقرية أيوب الحقيقية وبالطبع عبقرية للشاعر.
لكن اللحن هو مايخلد الأغنية لا العكس لوكانت هذه الكلمات صادفت لحنا عاديا فلن تبقى بضعة أيام كما يحدث في كثير من القصائد التي قتلها ملحنوها.
اللحن يبقي القصيدة للأبد ولربما عاشت قصائد أقل من المستوى لأن اللحن كان رائعا وقويا.
هذه فكرة تستحق وقوفا أكثر.
