عن إيران العدوة والصديقة
الجمعة, 14 مايو, 2021 - 05:01 مساءً

لا أحد يعرف لؤم وخبث وإجرام إيران أكثر من شعوب سوريا واليمن والعراق ولبنان، نحن ننزف على مدار الساعة بسبب التدخلات والدور الإجرامي لنظام ولاية الفقيه الذي لا يخفي خططه ورغبته في استعادة مجد فارس التالد وإن بثياب إسلامية، على حساب دماء ومقدرات شعوب ودول المنطقة.
 
فاليمن لم تسلم من الأدوار القذرة للمليشيات الحوثية الدعونة إيرانيا، والتي أوغلت في سفك دماء اليمنيين، ومصادرة حقوقهم وتدمير مقدراتهم ودولتهم، كذلك الحال في سوريا، الشعب الذي ذبحته وشردته المليشيات الإيرانية ومليشيات حزب الله الإجرامية المدعومة من طهران.
 
وليس العراق وشعبه بأفضل حالا من شعبي اليمن وسوريا، فالمليشيات الطائفية المدعومة من إيران حولته إلى ساحة دامية ومأتم كبير، بينما لبنان صارت على شفا الانهيار بسبب حزب الله الذي يتفنن في اذلال وإهانة الشعب اللبناني الأسير حرفيا لتلك المليشيات، وفي مقابل هذا الوجه المظلم والقبيح، ثمة وجه آخر يراه حلفاء نظام ولاية الفقيه مشرقا، فإيران بالنسبة لهم حليفا وفيا لا يتخلى عن أصدقاءه في منتصف الطريق.
 
فإيران وقفت بجانب الأسد حتى انتزعت له الإنتصار، وإن كان انتصار بنكهة الهزيمة والذل، وهي التي منحت حزب الله تفوقا في لبنان، وجعلت الفصائل الشيعية في العراق صاحبة الغلبة واليد العليا، والوضع ذاته في اليمن، فالنظام الإيراني لم يتوقف لحظة عن دعم الحوثيين وتزويدهم بالتكنلوجيا العسكرية التي مكنتهم من الصمود والتفوق في حربهم الإجرامية على اليمنيين.
 
وبالطبع فإن بصمات إيران واضحة في دعم الفصائل الفلسطينية وفي المقدمة حماس وحركة الجهاد، والتي صارت اليوم تفرض معادلة عسكرية على إسرائيل التي لطالما تباهت بتفوقها العسكري والاستخباراتي، إذ يعزو الكثير القدرة الصاروخية لفصائل المقاومة الفلسطينية إلى إيران، وهو ما أكده عدد من قادة تلك الفصائل.
 
إنه مجدٌ لا تستحقه إيران،  لكنها دولة تتقن التقاط اللحظة لتحقيق مكاسب، وإثبات أنها صارت تملك نفوذا عابر للحدود، وأنها أصبحت قادرة على ضرب خصومها في أي مكان في الشرق الأوسط.
 
هذا في مقابل حالة الخذلان والخنوع والتيه التي تبديها الدول العربية الكبرى، تلك التي فقدت البوصلة وضيّعت فرصا كان بإمكانها أن تعيد صياغة المشهد بما يضمن تحييد دور إيران التخريبي، وتفقدها زخم الدور المزعوم في مناصرة قضايا الأمة الكبرى، وهنا أتحدث عن قضية فلسطين تحديدا.
 
والخلاصة فإن إيران لا يمكن أن تكون صديقة للشعوب العربية والإسلامية، لكنها محظوظة بدول بلا بوصلة ولا أهداف، لا تتقن شيء كتضييع الفرص، دول أصبحت في هامش القضايا الكبرى، تبحث عن دور لا يحيد عن الخطوط التي ترسمها لها الدول الكبرى، تلك التي تعتبر أمن إسرائيل فوق كل المصالح، وفوق كل السياسات والتحالفات.
 
*نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك.
 

التعليقات