تأثير انقطاع الانترنت على الإعلام اليمني
الإثنين, 24 يناير, 2022 - 09:28 مساءً

تداعيات انقطاع الإنترنت عن اليمن كثيرة وبالغة، ولكن تأثيرها على وسائل الإعلام والإعلاميين كبير أيضا.
 
توقفت التغذية الخبرية للمواقع الإخبارية أولا، وانخفض عدد الزيارات للمواقع، ومستوى التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي جراء هذا التوقف. ثم لاحقا بدا واضحا توقف الوكالات والصحف الخارجية عن تغطية أخبار اليمن من الداخل.
 
أصبح هناك فراغ كبير في انتقاء المواضيع الصالحة للنشر، بسبب صعوبة معرفة أبرز المواضيع القابلة للنقاش في تقارير جراء هذا الانقطاع، وبسبب عدم القدرة على التواصل مع شخصيات لعمل تصاريح، لتعذر التواصل معها عبر تطبيقات التراسل، بعد انقطاع الانترنت، وارتفاع كلفة الاتصال الدولي من خارج اليمن إلى داخلها.
 
كثير من وسائل الإعلام المتلفزة تأثرت بوصول المواد إليها من الميدان وواجهت صعوبة كبيرة باستثناء من لديهم نت فضائي.
 
كتاب رأي أيضا كانوا يرسلون مقالاتهم بانتظام عبر النت، واليوم لا يستطيعون، وآخرين مثلهم تعذر استمرارهم في الكتابة أيضا، ما أثر على الجميع، بالنسبة لهؤلاء الكتاب أو الوسائل الإعلامية.
 
أخبار وصور وفيديوهات كثيرة كان ينقلها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي انعدمت مع انقطاع الانترنت.
 
الصحفيون العاملون في قنوات ومواقع ووسائل إعلام محلية أو خارجية تعذر عليهم الاستمرار في عملهم بسبب انقطاع الإنترنت، وتحول العبء على المتواجدين خارج اليمن.
 
أحداث كثيرة ومدن مترامية داخل #اليمن يصعب اليوم معرفة حالها والتطورات فيها جراء هذا الانقطاع.
 
الحديث عن اليمن من المتواجدين خارجها تبين أنه ليس ذو قيمة كبيرة في حال لم يصل للمتلقين في الداخل، وهو ما أثبته انقطاع النت عن اليمنيين، والأمر نفسه ينطبق على النشر في المواقع الإخبارية، حيث تفتقد المادة لقيمتها بسبب انعدام الجمهور المستهدف.
 
اتضح أن المتواجدون داخل اليمن هم المحرك الأساسي للأحداث وصناعتها ونقلها والتأثير فيها، بشكل أكبر من دور من يقطنون خارج اليمن، حتى على مستوى الإشاعات والجدل.. إلخ.
 
بالتأكيد سيتحول انتباه الجمهور في اليمن لمتابعة الفضائيات والإذاعات للحصول على آخر الأخبار، ما يعطي فرصة لهذه الوسائل لتعزيز حضورها بعيدا عن تأثير السوشيال ميديا في الجمهور، وانتزاعها الاهتمام على حساب الفضائيات.
اليوم حالة من التعتيم الكامل يعيشها من بالداخل ومن بالخارج أيضا، وهذه نتيجة تحتم على وسائل الإعلام إيجاد بدائل لعدم تكرار مثل هذا الوضع، ويبدو توفير الإنترنت الفضائي أسهل الحلول.
 
إذا استمر هذا الانقطاع لأسبوع فقط ستتعاظم الخسائر على مختلف المستويات داخل اليمن، وسيؤثر على العاملين في وسائل الإعلام داخل اليمن، بسبب عدم قدرتهم على القيام بوظائفهم، كما سيؤثر هذا أيضا على الجهات الصحفية التي تعتمد على طواقم تعمل من داخل اليمن.
 
المطلب الواضح هنا هو دعوة أطراف الصراع لعدم استهداف الانترنت والاتصالات وتركها بعيدا عن الحرب والاستهداف، فالجميع متضرر ومتأثر بهذا الانقطاع.
 

التعليقات