ما الذي أوصلنا لهذا الحال؟
الأحد, 09 أبريل, 2023 - 01:25 صباحاً

وأخيرا وصل السفير السعودي محمد آل جابر إلى صنعاء للقاء جماعة صنعاء بعد ثمان سنوات حرب، عسكرية وإعلامية ودولية.
 
جماعة صنعاء التي قتلت وشردت بحجة التخابر مع السعودية ومبرر العدوان تستقبل السفير بكل ترحاب.
 
كانت الملامح تشير لهذه النتيجة منذ وقت مبكر، فكلا الطرفان يمثلان جوهر المشكلة اليمنية، وبعيدان أيضا عن الحل الأنسب لها.
 
خسائر فادحة طالت البلد، وأثمان باهظة دفعها اليمنيين من حياتهم، لتكون هذه النتيجة البائسة.
 
واهم من يعتقد أن جماعة صنعاء ستمنحه الحل والسلام، هي خطوة تهم الرياض ومصالحها، أما اليمنيون فلا صلة لمثل هذه الحلول والخطوات بقضيتهم وجذر مشكلتهم.
 
والسؤال المشروع اليوم: ما الذي قاد الوضع في اليمن لهذه النتيجة؟
 
وكيف تحولت الحرب من مشروع للسعودية قادت فيه تحالف عربي وإسلامي واسع بمبرر عودة الشرعية، وشعار الحل في الرياض، ثم ذهبت إلى صنعاء لإجراء تفاهمات تفضي لوقف الحرب.
 
من يدفع ثمن كل هذا الخراب والدمار والتداعيات؟
 
من يعوض أسر القتلى ويساند الجرحى والمشردين، وكافة الضحايا الذين سقطوا بسبب هذه الحرب، من يعيد بناء النسيج الاجتماعي المفكك.
 
كم مليشيا تنشط شمالا وجنوبا، كم ظلم تراكم، وكم مظلوم عانى الويلات، وكم أموال نهبت، واقتصاد تدمر.
 
جردة حساب لا تكفيها صفحات ولا مداد لهذه الحرب، بأسباب اندلاعها، وطريقة إدارتها، وكلفة تداعياتها، وطريقة إنهاؤها.
 
لا أحد يريد الحرب واستمرارها، بل نعم وألف نعم للسلم والسلام والوئام، ولكن لم تكن هذه النتيجة المتوقعة، التي تقفز اليوم على الضحايا، وعلى جذر المشكلة اليمنية.
 
حرب عبثية، وأدوات أكثر ضعفا، وأصحاب حق تائهون متبلدون، وشعب لم يعد بيده القدرة على البقاء، وسيفرحه عودة راتب لتنسيه كل آلام وجرعات الحرب وخسارتها، وهذا للأسف أعلى درجات الوضع قتامة.
 
في المقابل توشك الحرب أن تضع أوزارها على جماعة، بمعيار الربح هي الفائزة، والرابحة، وقد أمسكت بكل تلابيب الوضع، والسلطة والمال والمذهب، وقدم لها بلد على طبق من ذهب لتنسف تاريخه ومكتسباته من الجذور، وتبني مملكتها الخاصة.
 
لا أحد يشبه جماعة صنعاء سوى جماعة الرياض، وكل طرف سيغطي على جريمة الطرف الأخر وما اقترفه بحق اليمن، وأسوأ لحظة تلك التي لا ترى فيها وجها يمنيا لازال يمتلك فيه بقايا من كرامة، وهو يرى اليمن جريحا منهكا ضعيفا، غير قادر على المواجهة، وقد تكالب عليه الجميع.
 
إنها لحظة كالحة السواد، مليئة بالحزن والخزي والعار.
 

التعليقات