أما ٱن لهذه الفتنة أن تقطع..
السبت, 25 يونيو, 2016 - 01:15 صباحاً

كلما انتقدت جذور التشيع التي ما أنزل الله بها من سلطان في دينه كما هو في كتابه الكريم، قام لك أصوليوا السنة قبل أصوليي الشيعة منافحين ومدافعين عن هذه الأسطورة التي لطالما كانت سببا للفتنة ولسفك دماء المسلمين، لا لشيء إلا أن ذلك كان دين أبائهم الأولين الذي يتوهمون ظلما أنه دين الله.
 
مع أن الأصل الواضح في الإسلام كما هو في القرٱن ألا ميزة لأحد على أحد إلا بالتقوى، والتقوى أمر لا يمكن قياسه إلا في الأخرة أيضا، وإلا الجميع لٱدم وٱدم من تراب.
 
حتى الرسول محمد صلوات الله عليه لا ميزة بشرية له إلا بما تفضل الله عليه من رسالة وتأديب وهدى، وإلا هو بدون الرسالة واحد من الناس ولا يزيد عليهم في شيء، "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه إحدا".
 
ومن أراد أن يشكر الرسول عليه أن لا يشركه في الحمد مع الله عز وجل، فالحمد لله وحده على ما هدانا وهدى إليه رسولنا الكريم، "ووجدك ضالا فهدى".
 
فالذي أرسل محمدا ليخرج الناس من الشرك معه هو أنزه من أن يشركه معه سبحانه في الفضل والحمد أو أي من أقرباءه في ذلك، أو أن يلزمنا بأشياء تجاههم في المقابل، فالدين ليس شأنا شخصيا أو عائليا ليورث..
 
والصلاة على النبي هي أيضا ليست أكثر من دعاء له من المؤمنين، وهي إيضا أمر متبادل، فكما أمروا بالصلاة عليه والتسليم بما جاء به من وحي، أمر هو أيضا بالصلاة عليهم والدعاء لهم، كدلالة على المودة المتبادلة بين الرسول والمؤمنين به.
 
وعموما الصلاة على النبي ومودته وعدم إذائه في نفسه أو في أزواجه كما حدث في قصة الإفك أو في أقربائه، هي أشياء ثانوية ومن متطلبات الرسالة لتصل من الرسول إلى المؤمنين دون تشويش المنافقين وغمزهم المتواصل لأقوال الرسول وأفعاله، وهذه الغاية هي واضحة لمن تدبر القرٱن أو أمعن في سياق أحداثه وٱياته.
 
إلا أنه حين تحتل هذه المسألة "شخص الرسول وأقرباؤه وما يتعلق به وبهم من أحكام خاصة في حياته"، صدر الدين وتكون على حساب الرسالة وغايتها والتي هي توحيد الله وتنزيهه عن الشرك في العبودية أو الشكر والحمد مع أحد من خلقه،" قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له ديني".
 
أوتكون أكثر من ذلك أول أسباب الفتنة والتفريق بين المسلمين وسفك دمائهم ولا زالت، وقد نهانا الله صراحة عن ذلك "ولا تكونوا كالذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا"، يصبح من الدين بل ومن جوهره وصحيح الإيمان به القول أن هذه الفتنة وكل ما يتعلق بها من قريب أو بعيد ليست من دين الله في شيء، سواء ألبست ثوب السنة أو ثوب الشيعة، وسواء كانت بحسن نية أو سوء نية، فهي ليست من الدين وهذا هو الأهم.
 

التعليقات