قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن الإمارات العربية المتحدة وفقت على صفقة لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا، حيث زار المستشار الألماني أولاف شولتز الدولة الخليجية في إطار جولة إقليمية سعيا لإيجاد بدائل للطاقة الروسية.

وذكرت الصحيفة في خبر لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن  شركة بترول أبوظبي الوطنية، ستزود مرفق "آر دبليو بي" الألماني بـ 137 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال في وقت لاحق من هذا العام، وهو ما سيكون أول عملية تسليم إلى محطة الاستيراد قيد الإنشاء على الساحل الشمالي الغربي في برونسبوتيل، حسبما ذكرت آر دبليو بي ووسائل الإعلام الحكومية الإماراتية.

ونقلت الصحيفة عن  شخص مطلع على الأمر أن شركة "أدنوك" ستحتفظ بخمس شحنات أخرى من الغاز الطبيعي المسال للعملاء الألمان في عام 2023.

وأشارت إلى أن ألمانيا تسعى لتأمين واردات الطاقة من مصادر خارج روسيا منذ بدء غزو أوكرانيا في فبراير شباط،  الإمارات الغنية بالنفط، رغم أنها مصدر متواضع نسبيًا للغاز، لديها خطط لمضاعفة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال إلى 12 مليون طن سنويًا بحلول عام 2026.

وقال شولز قبل الإعلان عن الصفقة: "نحتاج إلى التأكد من أن إنتاج الغاز الطبيعي المسال في العالم قد تقدم إلى النقطة التي يمكن فيها تلبية الطلب المرتفع الموجود دون الحاجة إلى اللجوء إلى الطاقة الإنتاجية الموجودة في روسيا"، بحسب رويترز.

وقالت آر دبليو بي إن الصفقة تمثل "علامة فارقة مهمة" في إنشاء البنية التحتية لتوريد الغاز الطبيعي المسال.

لكن كمية الغاز الطبيعي المسال التي حصل عليها شولز حتى الآن خلال زيارته للخليج- بدءًا من ناقلة واحدة فقط في ديسمبر- ضئيلة مقارنة بالكميات التي تحتاجها ألمانيا لاستبدال الغاز الطبيعي الذي توقفت روسيا عن توريده. فقبل غزو موسكو لأوكرانيا، كان الغاز الطبيعي الروسي يمثل أكثر من نصف إجمالي الإمدادات الألمانية.

وتوجه شولز، الذي التقى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في جدة يوم السبت، إلى قطر يوم الأحد لحضور اجتماعات قد تتيح إمدادات غاز أكبر لأكبر اقتصاد في أوروبا.

ووقعت قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، بالفعل اتفاقية توريد الغاز الطبيعي المسال المؤقتة مع ألمانيا، لكن المحادثات بشأن العقود واجهت صعوبات بشأن قضايا مثل التسعير وطول العقود.

وفي الدوحة، التقى المستشار الألماني بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقال إنه يريد "تحقيق مزيد من التقدم" في شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا، حسب ما أوردته رويترز.

كما شمل الاتفاق الثنائي مع دولة الإمارات، الموقعة مع الرئيس محمد بن زايد آل نهيان، اتفاقيات طاقة أخرى، بما في ذلك صفقة مع شركة Steag الألمانية وشركة Aurubis لتوريد الأمونيا منخفضة الكربون لوقود الهيدروجين، بهدف إزالة الكربون عن قطاعات الصناعة، حيث وصلت الشحنة الأولى إلى هامبورغ هذا الشهر.

وسوف تستكشف مركبة الطاقة المتجددة في الإمارات "مصدر" مشاريع طاقة الرياح البحرية في بحر الشمال وبحر البلطيق قبالة الساحل الألماني في محاولة لتوليد 10 جيجاوات من إنتاج الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. كما قامت "أدنوك" بتسليم أول شحنة ديزل إلى ألمانيا هذا الشهر كجزء من اتفاقية لتوريد 250 ألف طن من الديزل شهريًا العام المقبل إلى شركة ألمانية.

وقال سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك: "تعزز هذه الاتفاقية التاريخية الجديدة شراكة الطاقة المتنامية بسرعة بين الإمارات وألمانيا".

وتأتي الصفقة بعد سنوات صعبة في العلاقات الثنائية منذ أن أوقفت ألمانيا صادرات الأسلحة إلى حليف الإمارات الإقليمي السعودية في أعقاب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وبحسب الصحيفة فإن تورط الإمارات في الحرب في اليمن أدى إلى تفاقم التوترات مع برلين، حيث انتقد الكثيرون التحركات الرامية إلى التغاضي عن قضايا حقوق الإنسان من أجل تسهيل إمدادات الطاقة.

وقال وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هابيك، في بيان يوم الأحد، إن الشركات والمواطنين بحاجة ماسة إلى المساعدة "للنجاة من الأزمة التي سببتها الحرب العدوانية الروسية".

وأضاف: "يجب خفض أسعار الغاز، ويجب أن تكون التكاليف على الاقتصاد والأسر محدودة". واستطرد "بشكل عام، في هذه الأزمة المعقدة، هذه أوقات صعبة".

*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا

*ترجمة خاصة بالموقع بوست