القومية اليمنية
السبت, 21 أكتوبر, 2017 - 04:48 مساءً

أفضل طريقة للحفاظ على الفكرة وتغذيتها وتنشئتها، خلق صراع لها مع فكرة تشبهها في الجنس والوصف، أن تقدمها كأحد خيارين، كضد منطقي، أن تقسم الناس شمال وجنوب، فيظل الشمالي شمالي للأبد ويظل الجنوبي جنوبي للأبد، أن تقول للشعب أنتم زيود وشوافع، فتتكتل المصالح والمخاوف والعلاقات على هذا الأساس، ويظل الزيدي زيديا للأبد ويستمر الشافعي شافعيا جيلا بعد جيل، أن تقسم الناس إلى أخدام و قبائل وسادة وجزارين وحلاقين، فتخلق كل فئة علاقاتها وصلاتها ومصالحها وتضامنها على أساس هذا الإنتماء، أن تقول لفئة من الناس أنتم فئة القضاة، وتقول لآخرين أنتم فئة التجار، فلا يستطيع ابن القاضي أن يجد رزقه إلا في مهنة والده، ولا يتمكن ابن التاجر منرؤية الدنيا إلا من دكانه، أن تشعر هذه القرية بأنهم ناصريين، والقرية المجاورة إصلاحيين، فينشأ ناشئ الفتيان فينا، على ماكان عوده أبوهُ !
 
تعمدت أن أشير إلى تجارب منظورة ومرئية ومازلنا نعيش آثارها.
 
حاليا، وهذا بيت القصيد، بينما تلفظ الهاشمية السياسية أنفاسها بعد أن ذاق الهاشميون أنفسهم مرارتها وطحنتهم رحاها كما لم تفعل خلال الألف السنة الماضية، وصار إداركهم لطريق الصواب واختيارهم الجماعي للمواطنة المتساوية مسألة وقت، نجد من يتطوع بحسن نية أحيانا لمحاولة خلق أسباب بقاء لهذه الفكرة الآيلة للفناء بحكم طبيعة الأشياء و "سنة ذهاب الزبد جفاء" فيخلق لها فكرة مضادة مشابهة لها في الجنس والوصف تحافظ عليها ولا تعيش إلا بها، وهذا مالا يمكن قبوله ولا الترويج له ولا التساهل معه، وهنا نصل إلى سؤال العنوان مالذي يمكن أن تنتجه القومية اليمنية أو تضيفه إلى نتائج هذا الصراع ؟
 
إضافة إلى تقديمها فرصة الحياة الطويلة لفكرة الهاشمية السياسية ودفع الهاشميين كعرق إلى التكتل فإنها تقطع الطريق على إيجاد حلول سياسية معتمدة على مبدأ المواطنة المتساوية، وتوجه نحو التحاصص العرقي كحل مقترح مشابه للتحاصص في لبنان، وهو شكل للدولة يجعلها في حالة قلق دائم، ويجعل انتماء المواطن لعرقه أولا، فهو الضامن الوحيد لحصوله على حقوقه السياسية .
 
هل هذا ماتهدفون إليه ؟
 

التعليقات