فبراير العظيم
السبت, 03 فبراير, 2018 - 09:27 صباحاً

الثورات العظيمة تحدث تغييرا كبيرا يتناسب وحجم الوضع الفاسد الذي خرجت ضده ..

وبحجم الثورة يكون مقدار الممانعة من القوى المتشبثة بالحكم والمستفيدة من بقاء المنظومة الفاسدة.

ليست الثورة نزهة قصيرة تنتهي في نهاية الاسبوع، بل هي فعل مستمر ومتواصل، قد تحتاج لفترات طويلة وتضحيات جليلة، وتحتاج في المقابل لايمان بعدالتها ومشروعيتها المستمدة من روح اهدافها النبيلة النابعة عن احساس حقيقي بالقهر والمعاناة والإقصاء والتهميش.

في ربيعنا العربي كان حجم الدولة العميقة ومنظومة الفساد أعمق من أن تنتهي بمجرد إسقاط رموز المنظومة الحاكمة.

فهناك شبكة طويلة ومترابطة من قوى الفساد المحلية والمدعومة بامتدادات إقليمية ودولية، تمتلك كافة أدوات السيطرة وامكاناتها المادية الضخمة كانت حاضرة لامتصاص الموجة الأولى من الثورة، ومن ثم الانقضاض عليها من داخلها، وخارجها، وتم تشويه فكرة الثورة وشيطنة التغيير، وساهمت بعض القوى التي تسلقت على الثورة، وتلك التي قفزت على ظهرها في واد احلام التغيير، وطموحات العبور باتجاه المستقبل..

ما نراه من خراب وتدمير وعنف استولى على غالبية دول الثورة، يقدم دليلا واضحا على مدى فساد الأنظمة في تلك البلدان، ويوضح بجلاء تام مدى الإجرام الذي تم ارتكابه من تلك الأنظمة في حق شعوبها، حيث تمت التضحية بملايين البشر في مقابل حفاظ النخب الحاكمة على عروشها.

الجريمة لها شركاء اقليميين ودوليين، وشاهدنا كيف ساهمت دول البترودولار في إفشال كافة الثورات ووضع الشعوب تحت مقصلة الجلادين، وكانت تلك رسالة واضحة لشعوب تلك الانظمة ومقايضة لبقاءها في عروشها مقابل أمن وسلامة ابناء تلك الشعوب، وفق معادلة الأمن مقابل الحرية، والاستبداد مقابل السلام .

الثورة فعل حتمي في ظل استشراء الفساد واذا لم تقم الثورات بالأمس كانت ستحدث اليوم اوغدا، فبئية الفساد والاستبداد مازالت حاضرة وستظل موجودة مابقيت تلك الأنظمة موجودة، ومادامت تصر على التعامل مع الشعوب وكأنها قاصرة وليس لها حقوق، غير حق الصبر على الفساد والموت بصمت .

* من حائط الكاتب على فيسبوك 

التعليقات