التعليم العالي لحازب.. والتدريب العسكري للشيخ
السبت, 07 أبريل, 2018 - 10:36 صباحاً

على إثر الكوارث الانسانية التي حلت باليمن ضحى الشعب بالآلاف من خيرة ابنائة وكوادره وقدراته أملاً في رسم غدٍ أفضل. لكن هل تحقق للشعب ما توخاه وصبر لأجله، أهذه هي النتائج التي توخاها وسعى إليها قادة ثورات اليمن ومفكريها الشجعان؟! أهذه هي الأهداف النبيلة التي أصاغوها وناضلوا في سبيل تحقيقها؟! أهذا هو التحرر من نظام كهنوت الإمامة السلالي الطائفي وإفساح الطريق للعكفة في جيشه كي يترأس الشيخ الذي أفنى قبيلته حرباً ادهاراً في صفوفها كي يتسلط أو يسود؟
 
 أقطعتم الفيافي أيها الثوار زحفاً من كل بقاع اليمن إلى صنعاء لفك الحصار المضروب عليها من قبل فلول الإمامة وحولها واعتليتم رؤوس الجبال محاربين حتى تنتزعوا الحكم من السلالي "النقيلة" من طبرستان الفقيه الشاعر أحمد حميد الدين وتسليمه لعلي عبدالله صالح وزمرته الذي دمر الجمهورية وكل ما يمتُ لها بصلة أو يربطها بسبب، وجرَّع اليمنيين صنوف الفقر وألوان العذاب وسلمها للإمامة من جديد، نكايةً بالرئيس هادي لأنه لم يكن شيخاً أو عكفي في صفوف الامامة من هناك؟ ما الفرق إذاً بين الامام يحي حميد الدين الذي قال لليمنيين عندما سألوه الغوث أثناء المجاعة التي ضربت اليمن وساقت اليمنيين زُمَراً إلى القبور وخزائنه ملأى بالحبوب والقمح فقال لهم "من مات فهو شهيد ومن عاش فهو عتيق". عفواً وأستسمحكم عذراً أيها الثوار الشجعان الأتقياء الأطهار، لأني على ثقة أن أرواحكم برغم غيابها عنا جراء خياناتهم لم تنام.
 
وفي المقابل هل كانت الإمامة تضع الشيخ وزيراً وتمنح قاطع الطريق الرُتب والنياشين والهبات مقابل رضوخه؟ أم تضع السيف في عنقه وترسله إلى مزبلة التاريخ، كي ترسخ الحكم وتقي الناس شرهم السادي الجاهل.
 
 ليست هذه الثورة يا عكفة الإمامة وعساكرها التي قصدها الثوار وجادوا بأنفسهم من أجلها؟! ماذا نقول إذاً لمن قال انتقل الحكم عقب الثورة من أيدي العلماء إلى أيدي اللصوص بعد صنيعكم وإجهاض الثورة والجمهورية في اليمن؟!
 
ماذا نقول لهم والشيح حسين حازب يتولى مكتب التربية والتعليم في تعز وأبناءها دكاترة أكاديميين ومعلمين في كل أرجاء الوطن، فصنع تاريخ من الاتلاف والإفساد، وباع حتى أحواش المدارس وألآت التصوير وكل ما استطاع بيعه من ممتلكات التربية والتعليم في تعز.
 
 ومن النوادر التي تروى عن حازب، أنه كان إذا أحدث سائقه حادثاً أو خدش ابنه سيارته قام بخصم مائة ريال من راتب كل معلم في محافظة تعز فيجني من ذلك الملايين. حازب هذا نفسه يشغل اليوم منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي يا للحُزن ويا للعجب!! ومن آخر تقليعاته أنه زار أحد قاعات كلية الهندسة في جامعة صنعاء وسأل الطلاب أثناء المحاضرة كم عدد الطلاب من كل محافظة تباينت الردود، ولما سأل عن عدد الطلاب من أبناء تعز رُفعت ايادي الكثيرين من الطلاب، فرد معلقاً "أصحاب تعز دمروا بلدهم وجاءوا عندنا للدراسة!!" وتناسى أنه المخرب الأول في ضمن عصابة أسست وجذرت الخراب والفساد في كل مجال.
 
 يا للهول ويا للفاجعة، كيف لشخص مناطقي وطائفي ان يُتّوج منصب وزيراً للتعليم العالي! أهذه هي الثورة يا ثوار وأهدافها؟ أهذا كل ما استطعت إنجازه يا حازب؟ اذاً لم يكن تبرؤ قبيلتك مراد منك وإباحة دمك بين القبائل من فراغ! ولم يخطئ الحوثيون عندما كانوا يهينونك في مكتبك مجيئاً ورواحاً عداً وتسبيحا، فمن يهن يسهل الهوان عليه.
 
وفي الوقت الذي يشهد العالم تغيّرات علمية ومعرفية وثقافية متلاحقة، وتطورات سريعة في مختلف مناحي الحياة، يتم اسناد مهام القيادة والتأهيل والتدريب في الجيش اليمني الحديث لأشخاص يفتقرون إلى ابجديات التأهيل والقدرة والمعرفة، وكأن وزارة الدفاع اليمنية عقُمَت في الانجاب وخلت اليمن من ضابط مؤهل يدرك قواعد التدريب ومهام هياكل دائرة التدريب وأسس التأهيل وآلية الابتعاث ويتولى دائرة التدريب بمهارة ولم تجد القيادة غير الشيخ صغير بن عزيز ومنحه رتبة لواء دون الالتحاق بكلية عسكرية ولقب الركن دون أن يعرف أكاديمية عليا أو متوسطة، وتسند إليه منصب في مفصل حيوي وغاية في الأهمية في يختص بالتأهيل والتدريب! كي يمتهن توزيع منح دراسية دون أي اعتماد مالي وارسال الكشوفات المتلاحقة إلى الملحقيات الثقافية في الخارج مفارقة عجيبة ومخالفة إدارية وقانونية لا تمت إلى صلاحياته أو التخصصات العسكرية والأمنية بصلة.
 
عندما بدأ الحمدي في عهده بتنزيل الرتب وتحجيم العكفة وصلاحياتهم قامت قيامة الشيخ والعكفي معاً، ولم يناموا حتى أخمدوا جذوته وأزهقوا روحه بخنجر عكفي كان هو سبب ترقيته وتوليه برتبة مقدم متخلف يبصُم ولا يوقع، الأمر الذي دفع به الى السلطة فأجهض الثورة وأعاق تحقيق أهدافها بسبب العقول المعاقة والتي اعتبرت تحول السلطة من حكم الامامة كسلالة إلى القبيلة كمكون عصبوي جامد باعتقادهم استحقاقاً حصرياً لهم واقصاء باقي أطياف المجتمع في اليمن بعد سقوط الامامة في مفارقة غريبة لا تستند إلى أي قاعدة قانونية عامة أو مجردة فظلت العجلة تُرواحُ مكانها والعالم من حولنا يتغير بقوة الطاقة وسرعة الضواء.
 
واستمراراً للكارثة، لن تنته الحرب الحوثية إلا بآلاف الفاسدين والرتب المدنية والعسكرية العليا يحملها العكفة في كل فرع من فروع القوات المسلحة والأمن وصنوفهما المختلفة، المحصلة ستكون المزيد من الاستخفاف بالرتب "والزي العسكري" وشعارات الثورة والجمهورية وسيتكرر المعيار الهزلي في تولي المناصب الذي أُخذ به عقب قيام ثورة 26 القائم على أساس طول الشنب وانتفاخ البطن والسند القبلي الطائفي، والذي قد يُقصى على إثره كل قادر ومحترف في مجال ما أو مؤهَّل ومُجيدٌ في تخصص.
 
الشاعر البردوني الذي لم يخنه الحَدْسْ والنبوءة الشعرية قال في حينها بثقةٍ عالية: 

الأباة الذين بالأمس ثاروا*** أيقظوا حولنا الذئاب وناموا

حين قلنا قاموا بثورة شعب*** قعدوا قبل أن يروا كيف قاموا

ربما أحسنوا البدايات لكن***هل يُحسِّون كيف ساء الختام؟

التعليقات