نحن- وانتم..
الاربعاء, 13 مارس, 2019 - 06:50 مساءً

حالة مجتمعية مرضية مقلقة اشد القلق ، خطاب تفرقي يقسم المجتمع الى فئات وفصائل ، وكل فئة ترى لنفسها الحق المطلق ، وتجد الأخرى المختلفة شر يجب محاربته وعدو لايحق له الحياة بينهم..
 
تحول مجتمعنا بفعل فاعلين ، الى مجتمع مليئ بالعنصرية ، والخطاب التحريضي ، كظاهرة جديدة وشاذة ولدتها الحرب وتبعاتها..
 
تم حرف مسار المعركة تعمدا، الى حرب طائفية ، اصبح المجتمع يحاكم بعضه على اشياء لم تكن اختيار ، كنسبه ، ولونه ، وبلده ، وشكله ، انتماؤه...وغيرها..
 
لايوجد منطق متزن للعداء الحاصل..انما تأجيج الصراع ، وزيادة منسوب الكراهية لعقود طويلة تتوارثها الأجيال ، وتفكيك النسيج الإجتماعي الذي ديننا يحثنا على الأخوة والترابط..
 
استمرار الحرب يولد حربا اكبر ، وحقد وتنتج بشرا ليس لديهم مايمكن خسارته ، يصبحوا وحوشا ، لايعالجون اي قضية الا بالعنف ، لان الحرب كرست هذه الثقافة العدائية ، الحرب ومشاهد الدماء والدمار ، تفقد الناس الإحساس بالأشياء ، ويصبح المجتمع مشتتا وتائها ، لديه رغبة بالإنتقام..
 
العنصرية مقيتة وسلبية ، مهما حاول المناظلون في سبيلها تبريرها ، او منحها معاني وتوصيفات إيجابية للقبول ، لتمرير سلوكهم العدائي على الأخرين بدون النظر لمعايير الشخص الذاتية..
 
مايتوجب علينا كشباب فاعلين في الساحة ، نشر الوعي بكارثية العنصرية وعدم التماهي معها اي كانت المبررات ، وايضا استمرار الحرب ، لانها نتاج الحرب الطويلة التي لم نحقق منها الا الخراب للوطن وللإنسان اليمني ، العنصرية تعدي صارخ على حق الإنسان وخروق للمبدأ الإنساني الموحد وتفرقة لأبناء الوطن الواحد ، ومحاكمة الشخص نفسيا على شيئ ليس له يد فيه ، كعرقة ، بلده ، لونه ، دينه ، جنسه ، شكله...الخ
 
نحتاج الى وعي جمعي لمحاربة هذه الظاهرة المقيتة..
 
الحديث مطول في هذا الموضوع ، سأحاول الحديث عنه بعدة مقالات قادمة..
 

التعليقات