نظام الكهرباء بمصر.. والغادرين بثورة سبتمبر اليمنية!
الثلاثاء, 15 أكتوبر, 2019 - 09:04 صباحاً

حدثني عن أمور كثيرة، شاهدها خلال رحلته العلاجية في مصر. قال عن نظام الكهرباء(أكثر مالفت إنتباهي): معك كرت يشبه بطاقة الصراف الآلي، تشحنه بالمبلغ الذي سيغطي إحتياجك من الكهرباء، من أي سبوبر ماركت قريب منك، في السوبرات ومراكز غيرها يوجد نقاط خدمة تابعة لوزارة كهرباء، تعود للبيت وتدخل الكرت بالعداد فتولع البيت، النظام يشبه نظام النت عندنا.  قد ينطفئ عليك الضوء في لحظة ما، أو يعطيك مصباح ربما متصل بالعداد إشارة تنبيه بأن يتحول ضوءه إلى لون أحمر،يقول لك في ذلك: رصيدك أوشك أن ينتهي، سارع بالسداد.. وأنت حر تجلس بالظلام أو تروح تسدد.. أرى أنا،كإضافة أشعر بأنها تنقص الفكرة: أن يتم ربط حساب الموطن بهاتفه، بحيث يتمكن من معرفة رصيده والتسديد من هاتفه.. وربما تكون هذه الإضافة موجودة إن لم يكن محدثي لا يعلمها.
 
الفكرة سهلة ومرنة وتكلفتها بسيطة. تقلل من نسبة التوظيف، تحافظ على المال العام، تظمن حصول الدولة على كامل إيراداتها.. عندنا كانت ترسل وزارة الكهرباء موظفيها إلى البيوت، كالشحاتين يسلموا الفواتير ويستلموا الفلوس، من شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت، وحدث مؤخراً عقب ثورة 11فبراير والأيام التي تلتها زمن حكومة الوفاق الوطني، أن أمتنع المواطنين في اكثر من محافظة عن السداد، وهكذا كان يضيع مال الدولة بأيدي موظفيها، من المواطن، إلى مندوب الكهرباء، إلى رئيسه وإلى رئيس الرئيس وإلى البريد أخيراً، وواحد من كل ثلاثة  فاسد ولص.!
 
 الوزراء ورجال الدولة عندما كانوا يزورون تلك الدول ويرتحلون إليها، ألم تنتابهم الغيرة، من حال بلادهم  الرث، ثم لمَ لمْ تدفعهم الحمية إلى أن ينفذوا مثل هذه الأفكار في بلادهم؟؟!! كانوا يعرفون كل شيء(تحضر البلدان المجاورة)وكان بإمكانهم الفعل والتنفيذ، بحجة بساطة مثل هذه المشاريع النافعة والغير مكلفة، لكنهم صمتوا وحبسوا لعنات العار التي كانوا يتلقونها خارج البلد .. ولم يفعلوا شيء..أكلوا لحم المواطن وتركوه عظم.
 
 هنا تكمن الجرائم العظمى التي إقترفها صالح بحق الشعب على مدى ثلاثة وثلاثين عاما.. صالح من أبرز الكيانات التي ألحقت "بثورة26 سبتمبر1962م" الضربات القاتلة، هتف: سبتمبر ياثورة الشعب المجيدة، وظل يردد هذا الشعار حتى فقع الحوثيون رأسه. عندما كان يهتف بهذا الشعار كان في الآن نفسه يبني نظاماً قبلياً هشاً، في ظل هذا النظام آلت ثروة البلاد إلى "الزمرة" وذهب الفتات للشعب، مع الأيام تحول النظام أو الزمرة تحديداً إلى عرابين مافية/لصوص، وأخذت تفكر مع كبيرهم، في فن اللصوصية والاستحواذ وبناء قوة عسكرية لحماية ذلك، ووضعوا فكرة "خدمة المواطن وبناء البلد" في الهامش..إلى أن مرت ثورة لسنانه المجيدة، وثورة قلب الشعب الخالدة، بأخطر منعطف تأريخي، أخرجها،أي الثورة، من لسانه ولملمها بيدين مغطاه بالقفاز في طبق وقال لولي عهد الإمام الجديد/الحوثي:خذ ساحقتك القديمة واشفي غليلك منها. أخذ الأخير الطبق، ثم قتل المُهدي، ثم راح يعمل بالوصية: يشفي الغليل. بهذا يكون صالح واحد من أهم من غدروا وخانوا بثورة سبتمبر الخالدة، لأن أهدافها دعت إلى نقيض كل الغبن الذي صنعه والذي نتجرع ويلاته اليوم.
 

التعليقات