معركة مفتوحة على كل الصعود تخوضها السلطات المحلية لمحافظة شبوة شرقي اليمن بقيادة المحافظ محمد صالح بن عديو منذ أشهر مع الامارات و قواتها التي تسيطر على منشأة بلحاف الغازية و تمنع تشغيلها.
و الامارات تحشد كل طاقتها العدائية و خطط امكانياتها التخريبية في وجه سلطات المحافظة و تحركاتها لتفعيل مؤسسات الدولة و تشغيل منشأتها الاقتصادية في المحافظة كميناء بلحاف.
تعد منشأة بلحاف لتصدير الغاز الطبيعي المسال أكبر مشروع حيوي في تاريخ اليمن و الذي بلغت تكلفة انشأه 4 مليار دولار، فهي من الرئات الاقتصادية للدولة حيث ترفد الاقتصاد الوطني سنويا ب 700 مليون دولار .
تصدر اليمن عبر منشأة بلحاف الحيوية 6 مليون و 700 ألف طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنويا الى اسواق الطاقة في أوروبا و أمريكا و شرق آسيا، ما يساهم ب 700 مليون دولار من إيرادات الخزانة العامة لدولة من العملات الصعبة سنويا، رغم عقود البيع المجحفة التي ابرمها نظام الرئيس المخلوع صالح مع شركة توتال الفرنسية و شركائها المساهمة في مشروع تصدر الغاز الطبيعي المسال لليمن.
دخلت اليمن سوق تصدر الغاز الطبيعي المسال في عام 2009م و مع انقلاب الميليشيات الحوثية في 2014م على السلطات الشرعية انخفضت كمية الغاز الطبيعي المسال من المنشأة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية و الحرب الطاحنة التي شنتها ميليشيات الحوثي على المدن اليمنية و سيطرتها على مؤسسات الدولة و مازالت حتى اللحظة تشن حربها الهمجية و تحاصر المدن.
و في 14 أبريل 2015م توقف تصدير الغاز المسال من المنشأة بعد اعلان الشركة اليمنية للغاز حالة القوة القاهرة في مرفأ التصدير و محطة الإنتاج و اجلت جميع موظفيها نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية، و في أبريل 2017م طلبت الحكومة الشرعية من الشركة الوطنية للغاز السماح باستخدام جزء من منشأة بلحاف موقعا لقوات التحالف فقامت القوات الاماراتية بإنشاء قاعدة عسكرية لها و لميليشيات النخبة الشبوانية التي أنشأتها و سيطرت على كامل منشأة بلحاف و منعت تشغيلها.
تسببت سيطرة الامارات على منشأة بلخاف الغازية بخسائر اقتصادية كبرى لليمن فقد حرمت الاقتصاد اليمني من الاستفادة من عوائدها المالية التي تزيد عن 4 مليار دولار أمريكي خلال هذه الخمس السنوات من حرب الميليشيات الانقلابية الحوثية و تدخل تحالف السعودية و الأمارات لدعم الشرعية و اسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي و استعادة مؤسسات الدولة .!
و تشكل سيطرة الامارات على المنشأة ضربة قاصمة للسلطة الشرعية، زادت من تعقيدات انهيار الوضع الاقتصاد لدولة المتدهور في ظل الحرب، كما أنها تفشل محاولة الحكومة تشغيل أهم المنشآت المساهمة في ايرادات الخزانة العامة من العملات الصعبة التي تحتاجها في ادارة وأردت تغطية احتياجات اليمنيين من المواد الأساسية، و تغطية صرف مرتبات موظفي الدولة.
يزداد الوضع اقتصادي لليمن تعقيدا و تتدهور قيمة عملته المحلية و تعجز السلطات الشرعية عن تأمين احتياجات اليمنيين من المواد الغذائية الأساسية ناهيك عن تأمين الحكومة صرف مرتبات موظفيها، كل هذا رغم انها تسيطر على المحافظات التي يتواجد فيها أهم الموارد الاقتصادية للدولة كمنشأة بلخاف التي تحتوي احدى الرئات الاقتصادية لليمن بالاضافة ميناء عدن الاستراتيجي و مصافي التكرير و حقول التصدير في حضرموت و شبوة و مأرب الا أنها لم تتمكن من ادارتها و الاستفادة من عوائد المالية في الحفاظ على اقتصاد البلاد و ذلك نتيجة سيطرة الامارات عليها و انشاء قواعد عسكرية فيها و ميليشيات احزمة و نخب انفصالية.
رغم انكشاف الدور الاماراتي التخريبي في إضعاف الشرعية و افشالها في ادارة المناطق المحررة و الحفاظ على اقتصاد البلاد، الا أنها تزداد تعنت و غطرسة في محافظة شبوة حيث تمنع السلطة المحلية من تشغيل منشآة بلحاف رغم جاهزيتها لتشغيل كما أكده المحافظ محمد صالح بن عدو في تصريحاته 🙁 أن الامارات تقف حجرة عثراء أمام تشغيل المنشآة منذ خمسة اعوام رغم أن المنشأة جاهزة لتشغيل و قامت بتسريح مئات العاملين في المنشأة ).
ستصطدم الامارات بقوة انفة و عزة و كرامة و كفاح اليمنيين في وجه تنفيذ مخططها الخانق لجمهوريتهم و سلطتهم الشرعية فرغم كل خططها القاتلة للشرعية فما تزال صامدة بصمود الشعب اليمني الضارب بجذوره في أعماق التاريخ الذي دون في صفحاته حقائق فشل الامبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس طوال 128 عام من احتلالها لجنوب اليمن و من قبلها الدولة العثمانية التي سجل مؤارخوها أن اليمن مقبرة الغزاة فمن لم يتعظ بالتاريخ ينتحر حاضرا .!