الفرائس السهلة!
السبت, 23 أبريل, 2022 - 11:15 مساءً

الفلسفة الغربية، الأدب الغربي، بقدر ما فيه من جمال ورعة ودهشة.. يقول أغلب الشيء، أعمقه، يشرحه، يفصله، كما يجب. ولكن لديه معضلة واحدة وهي جمة: فقدان الإجابة عن سؤال: مالحياة؟ وإجابة هذا السؤال سهل لنا كمؤمنين بوجود إله. لأنهم ينطلقون من قاعدة: لا إله. يصلون عند الإجابة عن هذا السؤال، فيسخرون من كل شيء: من الوجود ووجودهم.!
 
أدرك بعضهم، بطريقة ما، أن العجز عن إجابة هذا السؤال، ونعت الحياة في آخر مبلغ للتفكير وصلوا إليه، بأنها مجرد حفلة كبيرة، أو متاهة، أو شيء هزلي؛ أمر غير منطقي لا واقعي، ولذا عادوا وآمنوا بفكرة "وجود الرب/ إله لهذا الكون" ثم أخلصوا لها في كتاباتهم وتأملاتهم الفلسفية.
 
دستويفسكي، تولستوي، فرانسيس وآخرين. لستوي، بعد متاهته الطويلة، كتب أخيراً أقصوصة "عودة إلى الذات" قال في خلاصتها: «عليّ أن أعرف الله فأحيا؛ عليّ أن أنساه أو لا أومن به فأموت.. عش باحثاً عن الله فلن تحيا بدون الله».
 
حتى أن وقوف كثير من رواد الفكر والأدب والفلسفة في المجتمع الغربي -اللادنبين- عند الإجابة الأخيرة: "مهزلة، حفلة التفاهة" على السؤال الكبير: "مالحياة؟!" ذلك الوقوف لا يقنعهم تمام الإقتناع بهذا الاستنتاج. لا يشبع الفراغ التأملي الكبير بداخل كل إنسان.
 
كثير من مثقفي العرب يقتحمون هذا العالم الشائك، الذي أشبه بحقل ألغام. فيمضون فيه، خلف معالمه، قُدما، قُدما، متتبعين تلك المعالم التي حددت- بأقلام اللادينيين- قلم، يجر القارئ للقلم المشابة، وهكذا دواليك.. فيصلون إلى ذات المنتهى: الحياة فكرة عبثية! وبذلك يكونون قد وقعوا فرائس سهلة في شباك تلك المؤلفات.
 
إما أن تدخلوا الفلسفة وأنتم جديرون بفهما، أو أن تدعوها وشأنها. دعوها وشأنها، دعوها؛ أن قررت إيصالكم إلى فكرة "الانتحار". ادخلوا تلك الحقول، أو أي حقولٍ غيرها، كما قال هادي ذات يوم: "..عقله براسه وارجله يتحركين"
 

التعليقات