الأسبوع الأصعب.. 70 عاماً من العلاقة الخاصة بين السعودية وأميركا على المحك بسبب مشروع قانون 11 سبتمبر
- هافينغتون بوست السبت, 24 سبتمبر, 2016 - 03:31 مساءً
الأسبوع الأصعب.. 70 عاماً من العلاقة الخاصة بين السعودية وأميركا على المحك بسبب مشروع قانون 11 سبتمبر

"الأسبوع الذي قد يغيّر التاريخ" تحت هذا العنوان حاول الكاتب الصحفي السعودي عبدالرحمن الراشد في مقاله بصحيفة "الشرق الأوسط"، السبت 24 سبتمبر/أيلول 2016، قراءة مستقبل العلاقة بين السعودية وأميركا على خلفية قانون أقرّه الكونغرس يسمح بمقاضاة أهالي ضحايا 11 سبتمبر للمملكة.
 
الراشد الذي عبر عن حالة قلق من تدهور لعلاقةٍ دامت أكثر من 70 عاماً بين الرياض وواشنطن أشار إلى أن تلك العلاقة تشهد امتحاناً صعباً.
 
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد استخدم، الجمعة 23 سبتمبر/أيلول، حق الفيتو الرئاسي لتعطيل القانون الذي أقره الكونغرس ويجيز لضحايا اعتداءات 11 سبتمبر 2001 مقاضاة السعودية.
 
 
الأسبوع الأسوأ
 
الراشد أشار إلى أن الكونغرس بمجلسيه أعلن أنه يتربص للرئيس بتمديد فترة الانعقاد خصيصاً للتصويت ضد فيتو الرئيس والإصرار على التشريع.
 
ويضيف الراشد: "ما لم يقتنع 34 عضواً في مجلس الشيوخ، من إجمالي أعضائه المائة، بخطأ وخطورة التشريع ويساندون الرئيس، فإنه سيُصبِح أسوأ أسبوع في تاريخ البلدين، وسيلحق الضرر كذلك بمفهوم سيادة الدول والعلاقات بين الأمم".
 
وأضاف: "السياسيون الذين صاغوا القرار وحشدوا التأييد له، مرّ عليهم فترة طويلة ولن يتراجعوا بسهولة الآن، وقد لعبوا كثيراً على الشق العاطفي أكثر من القانوني، وبرمجوا مواعيد التصويت في المجلسين قبيل الانتخابات حتى يمكنهم ابتزاز المرشحين في ولاياتهم ومناطقهم عاطفياً وسياسياً، وهم يواجهون النواب يذكرونهم خلال الانتخابات بين الوقوف مع السعودية أو المواطنين الأميركيين من الضحايا وذويهم!".
 
وقد استخدم الرئيس الأميركي باراك أوباما، الجمعة، الفيتو الرئاسي لتعطيل قانون يجيز لضحايا اعتداءات 11 سبتمبر مقاضاة السعودية، بحسب ما أعلن البيت الأبيض.
 
وكان الرئيس أوباما قد أكد أن التشريع من شأنه أن يؤثر على حصانة الدول ويشكل سابقة قضائية خطيرة، كما يمكن أن يعرّض موظفي الحكومة العاملين في الخارج لمخاطر.
 
وقال الرئيس الأميركي في رسالة إلى مجلس الشيوخ "أتفهم رغبة عائلات (الضحايا) في تحقيق العدالة، وأنا عازم على مساعدتهم في هذا الجهد".
 
لكنه أضاف أن التوقيع على هذا القانون "سيكون له تأثير ضار على الأمن القومي للولايات المتحدة".
 
وفي رد فعل على قرار أوباما، قالت تيري سترادا، التي قتل زوجها في مركز التجارة العالمي حيث يعمل، لوكالة الصحافة الفرنسية إن عائلات الضحايا "مصدومون ومصابون بخيبة أمل".
 
وأشارت إلى عزمها على النضال من أجل أن يتحرك الكونغرس حيال المسألة.
 
وعلى الفور، ندّد المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي يشير باستمرار إلى ضعف أوباما ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في المسائل المتعلقة بالإرهاب، بهذا القرار.
 
وقال إن "ما قام به الرئيس أوباما من منع آباء وأمهات وزوجات وأطفال أولئك الذين فقدناهم في ذلك اليوم الرهيب من إغلاق هذا الفصل المؤلم من حياتهم هو وصمة عار".
 
مواجهة مع الكونغرس
 
وبتوقيعه على الفيتو يدخل أوباما في مواجهة شرسة مع الكونغرس الذي سيحاول، بغالبيته الجمهورية، توجيه ضربة سياسية قوية إلى الرئيس الأميركي قبل أقل من 50 يوماً لانتهاء ولايته.
 
يذكر أنه من النادر جداً أن يلجأ الكونغرس الى تجاوز فيتو رئاسي، لكن في حال نجح في ذلك فإنه سيكشف مدى ضعف البيت الأبيض في الوقت الذي يسعى فيه أوباما الى إنجاز ما تبقى على جدول أعماله في الأيام الأخيرة المتبقية له.
 
واستخدم أوباما حتى الآن الفيتو الرئاسي 11 مرة، دون أن يتم جمع الأصوات المطلوبة لتجاوزها وهي ثلثا أعضاء الكونغرس.
 
ويسمح القانون لعائلات ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر برفع قضايا في المحكمة الفيدرالية ضد حكومات أجنبية خصوصاً السعودية، والمطالبة بالتعويض حال ثبتت مسؤولية هذه الدول عن الهجمات.
 
وبموجب القانون الحالي لا يمكن لضحايا الإرهاب سوى مقاضاة الدول التي تصنفها وزارة الخارجية الأميركية رسمياً دولاً راعية للإرهاب مثل إيران وسوريا.
 
ولم يثبت أي ضلوع رسمي للسعودية في الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة، كما أنها ليست مصنفة ضمن الدول الراعية للإرهاب.
 


التعليقات