أظهرت دراسة فرنسية حديثة أن جسما مضادا له آثار علاجية محتملة ضد التصلب اللويحي المتعدد لدى البالغين الشباب، يقدم آفاقا لتطوير دواء لمكافحة المرض.
وقد طور الباحثون الذين نشرت أعمالهم في مجلة "براين" المتخصصة أجساما مضادة واستخدموها في اختبارات على فئران. وهم يأملون في الانتقال في أسرع وقت ممكن إلى مرحلة الاختبارات الأولية على البشر.
ويعتبر التصلب اللويحي المتعدد الذي يصيب الدماغ والنخاع الشوكي، مرضا مناعيا ذاتيا، إذ إن جهاز المناعة المولج حماية الجسم من العناصر الخارجية، يبدأ بمهاجمة مكوناته الذاتية.
وتؤدي خلايا المناعة خصوصا اللمفاوية منها إلى تدمير مادة الميالين التي تحيط بإمدادات الخلايا العصبية، ما يعيق حركة انتقال النبضات العصبية.
وتتوزع مواضع التلف على شكل "صفائح" على مستوى الدماغ والنخاع الشوكي. وهي تؤدي إلى أعراض تتفاوت بدرجة كبيرة بين شخص وآخر.
وفي أكثر الأحيان، يتجلى هذا المرض عبر ظهور اضطرابات حركية وحسية وإدراكية تتراجع في خلال بضعة أسابيع. لكن على مر السنوات، قد تتطور هذه الأعراض لتصبح إعاقة دائمة.
وتقلص العلاجات الحالية هذه الأعراض وتحسن نوعية الحياة لدى المرضى، غير أنها لا تؤدي دورا في مكافحة تقدم المرض.
وكي تبلغ خلايا جهاز المناعة الموجودة في الدم النظام العصبي المركزي، يتعين عليها اجتياز حاجز الدم في الدماغ وحاجز الدم في النخاع الشوكي.
هذا الجسم المضاد المسمى "غلونوماب" والمطور في المختبر يعيق فتح هذه الحواجز ما يحد من انتقال الخلايا اللمفاوية المهاجمة.
وأجرى فريق الباحثين التابعين للمعهد الفرنسي للصحة والبحث الطبي اختبارات على الآثار العلاجية للجسم المضاد على فئران مصابة بنوع من التصلب اللويحي المتعدد.
وأبدى الباحثون أملهم في أن تسمح هذه الدراسات بإطلاق تجارب سريرية تتناول بداية سلامة الجسم المضاد من ثم فعاليته.
وقد طلب العلماء الاستحصال على براءة اختراع لهذه البحوث.