أكاديميون سعوديون يحذرون من تجنيد المنظمات الارهابية للشباب وخطورة وسائل التواصل الاجتماعي
- الرياض الخميس, 02 فبراير, 2017 - 09:45 مساءً
أكاديميون سعوديون يحذرون من تجنيد المنظمات الارهابية للشباب وخطورة وسائل التواصل الاجتماعي

[ أكاديميون سعوديون خلال ندوة اليوم ]

حذر أكاديميون سعوديون من الأدوار الذي تلعبه قنوات التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات وخلق "بلبلة" في المجتمع، مشيرين إلى أنها تمارس دورا "مخيفاً" لزعزعة الثقة بين المواطن والأجهزة الحكومية، مطالبين المؤسسات الحكومية والأهلية بالتخلص من ضعف حضورها عبر هذه المنصات الحيوية والجديدة.
 
وأكد المشاركون في الندوة التي نظمها ملتقى إعلاميي الرياض "إعلاميون" بالتعاون مع الجامعة العربية المفتوحة بالرياض تحت عنوان: تعزيز الإعلام لمفهوم "المواطن رجل الأمن الأول"، أن هناك حلقة مفقودة بين الأجهزة الحكومية والأهلية ووسائل الإعلام في التصدي للشائعات والمشاركة الفاعلة فيما تنتجه قنوات التواصل الاجتماعي وتوظيف التغيرات الحديثة في بيئة الاتصال لصالح الوطن والمجتمع.
 
وقال المتحدث الأول الأستاذ الدكتور محمد الزكري مدير الجامعة العربية في المملكة العربية السعودية: إن أمننا يحتاج خطط وبرامج عملية لتعزيز الأمن ومساندة جهود المؤسسات الحكومية الكبيرة في هذا الموضوع الحيوي، مطالباً المؤسسات التعليمية بادوار تكاملية مع وسائل الإعلام لخدمة المجتمع عموما وفي جانب الأمن خصوصا. وأتهم الزكري المؤسسات التعليمية بالتقصير بدورها الحيوي في تعزيز دور المواطن في الأمن، وأنه يجب يكون لديها استراتيجيات عملية لذلك.
 
من جانبه، دافع الدكتور عبد الرحمن العتيبي استاذ الاستراتيجية الاعلامية عن وسائل الإعلام وأنها ليست المعنية بمهمة التوعية وقطع الطريق على الشائعات التي تبث قنوات التواصل الاجتماعي، مطالباً مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية ومنها الجامعات بمدها بالمعلومات لكي تحضر المواطنين لتجسيد مفهوم المواطن رجل الأمن الأول.
 
على الطرف الأخر، أكد الدكتور سمحان الدوسري مساعد مدير إدارة الجودة العلمية والتطوير في مركز أبحاث مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية، أكد بأن الأجهزة الأمنية لا يمكن أن تقوم بمفردها بتوعية المجتمع وتعزيز مشاركته الأساسية في تحقيق الأمن، موضحاً بأن للمؤسسات الإعلامية دور كبير وهام في رفع المستوى الأمني لدي أفراد المجتمع لأنهم شركاء مؤثرين. وشدد على أن مفهوم الوقاية الاستباقية، هو أن المواطن يبادر قبل وقوع الجريمة وبذلك تتكامل جهد المواطن مع رجل الأمن، وأن المؤسسات المجتمعية الأخرى (الاسرة والمدرسة والمسجد) والوسائل الإعلامية هي من مكملة لأدوار الأجهزة الحكومية في تحقيق الأمن.
 
وكشف الدكتور الدوسري بأن المنظمات الإرهابية وعلى رأسها داعش تستخدم قنوات التواصل الاجتماعية للتأثير في النشء وتجنيد صغار السن، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية أطلقت مبادرة الشفافية التي تعزز الجوانب الأمنية وتحقق ما أسسه الأمير نايف بن عبد العزيز بأن "المواطن رجل الأمن الأول. وذكر بأن عدسة مواطن هي من سجلت المشهد البطولي لرجل الأمن جبران في الحادثة الإرهابية في حي الياسمين بالرياض.
 
وأعاد الدكتور محمد السيد نائب مدير أكاديمية الحوار الوطني في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، "الكرة" لملعب وسائل الإعلام وأنها جزء أساسي وشريك في تنشئة المواطن كرجل أول للأمن، وأنه يأتي قبلها دور الأسرة الأساسي ثم بقية مؤسسات التنشئة الأخرى كالمدرسة والمسجد. وقال الدكتور السيد: "لدينا في السعودية مشكلة كبيرة في المفاهيم، لذلك جدليتنا لا تتوقف حول الكثير من القضايا والأدوار والمهام التي يتوجب علينا القيام بها".
 
وحذر السيد من قنوات التواصل الاجتماعي وأنها تختطف المواطن من مصادر المعلومات الموثوقة، مشيراً إلى دراسة قام بها مركز اسبار كشفت بأن الشباب السعودي يتابعون القرارات والمعلومات الرسمية من معرفات ومنصات غير معرفات ومنصات الجهات الرسمية، وأن في ذلك خطورة كبيرة على المواطن وخاصة الشباب.
 
وأضاف أن دراسة قام بها أحد المراكز بالداخل كشفت أن بعض الشباب السعودي يتابع القرارات والمعلومات الرسمية من معرفات ومنصات غير معرفات ومنصات الجهات الرسمية، مبيناً أن لدينا في السعودية مشكلة كبيرة في المفاهيم، لذلك جدليتنا لا تتوقف حول الكثير من القضايا والأدوار والمهم الذي يتوجب علينا القيام به، قائلا: كشف دراسة أقيمت في السعودية عن الشائعات أن ٨٣ ٪ يرون أن الشائعات تؤثر على حياتهم وقراراتهم.
 
وأثنى نائب مدير أكاديمية الحوار الوطني في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، على نجاح وزارة الداخلية في تعزيز مشاركة المواطن في التصدي للإرهاب ومحاربته، موضحاً بأن بيانات الداخلية المستمرة والمنظمة خلقت شعور اطمئنان وثقة في قدرات الداخلية في تحقيق الأمن للمواطن وحمايته.
 
أما اللواء الدكتور علي الرويلي الخبير الأمني بجامعة نايف للعلوم الأمنية، فاعتبر أن وسائل إعلام لدينا تعد بالآلاف وأن وكل مواطن هو إعلامي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبا باستثمار هذا الكم الهائل من المنصات الإعلامية ونشر التوعية ومفهوم المشاركة لكي يتحول كل مواطن رجل أمن من خلال قنوات التواصل الاجتماعي. وعاتب الدكتور الرويلي القنوات التلفزيونية السعودية وأنها فاقدة للتأثير وأنه عند استضافتها له لا يأتيه أي تفاعل وعلى عكسها عندما يشارك في قنوات تجارية إخبارية يتلقى تفاعلات كثيرة ومتنوعة ما يعطيه مؤشرات على حجم المتابعة والتأثير.
 
وأشار الرويلي إلى أن عربي يملك حساب على خدمة "السناب" يتابع آلاف السعوديين، وقد باعهم ـ على حد تعبيره ـ إلى شركات أمريكية بدولار لكل متابع فيما باعهم للشركات البريطانية بجنيه لكل متابع، محذرا من التهاون بقنوات التواصل الاجتماعي وعدم مراقبتها وضبطها وتوجيهها بالتثقيف والمشاركة، وأن لا يكون الجمهور ضحية في يد مصادر مجهولة.
 
وعززت الكاتبة فوزية الحربي عضو ملتقى (إعلاميون) في مداخلتها، دور الإعلام بأن وسائل الإعلام تملك عصا سحرية والسعوديين من الأكثر استخداماً لقنوات التواصل الاجتماعية على مستوى العالم، فيما تساءل الكاتب مسلم الرمالي عضو ملتقى (إعلاميون) عن دور الجامعات في خلق الدور التكاملي بين مؤسسات المجتمع والمخرجات، فهي يجب أن تقود هذا التكامل الذي ينهض بمجتمعنا وأمننا.
 
واختتم صالح المرزوق الندوة، بأنه أجمع المتحدثون أن الأمن ركن أساسي في حياة أي مجتمع ولذلك واجب على الجميع المشاركة فيه ودعمه كل بحسب دوره وجهده وموقعه.
 
 


التعليقات