"فخذاها مسودان من التعذيب".. نيويورك تايمز: يكفي أننا فقدنا خاشقجي.. أنقذوا لجين الهذلول قبل فوات الأوان
- وطن الأحد, 27 يناير, 2019 - 07:24 مساءً

[ لجين الهذلول ]

شنت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية هجوما عنيفا على النظام السعودي وولي العهد محمد بن سلمان، وطالبت بالإفراج عن الناشطات المعتقلات وعلى رأسهم لجين الهذلول التي تعرضت للتحرش والتعذيب البشع على يد سعود القحطاني.

 

وتحت عنوان “كانت تريد قيادة السيارة فسجنها حاكم السعودية وعذبها”، قال المعلق الأمريكي نيكولاس كريستوف في مقال له بالصحيفة: “تذكروا هذا الإسم: لجين الهذلول، 29 عاما المدافعة الشجاعة عن المساواة بين الجنسين، وهي في سجن بالسعودية، وهناك تقارير تقول إن حلفاءنا السعوديون عذبوها بل وعرضوها لأسلوب الإيهام بالغرق”.

 

وأضاف كاتب العمود في صحيفة “واشنطن بوست” أن المجتمع الدولي غضب لاغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وقال “كان جمال صديقا لي وأشعر بالغيظ من عدم تحميل الرئيس دونالد ترامب وغيره المسؤولين السعودية مسؤولية قتله وتقطيعه”، منوها “لكننا لن نعيده للحياة مرة أخرى، ودعونا بدلا من ذلك الإلتفات إلى الذين لا يزالون على قيد الحياة مثل الهذلول ومعها تسع نساء ناشطات في مجال حقوق الإنسان معتقلات، تعرض بعضهن للتعذيب”.

 

ويقول كريستوف إن ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو ومستشاره جارد كوشنر راهنوا كثيرا على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلا انهم خدعوا لأن “(م ب س) كما يعرف، ليس مصلحا عظيما ولم يخرج نظيفا من جريمة مقتل خاشقجي، وهو لم يطلق سراح الهذلول وغيرها ممن قادوا على مدى سنين حملة سلمية مستمرة للسماح للمرأة بقيادة السيارة”، مشيرا إلى ان الهذلول اعتقلت عام 2014 عندما قادت سيارتها إلى السعودية برخصة قيادة إماراتية، والمرخص بها اسميا في السعودية، كما انها كانت واحدة من نساء رشحن أنفسهن للإنتخابات البلدية في عام 2015 ولكنها خسرت، وانتقلت إلى الإمارات، إلا أن قوات الأمن السعودية عام 2017 قامت باختطافها وزوجها وإعادتهما للمملكة.

 

وأضاف كريستوف، إنه قبل فترة قصيرة من السماح للمرأة بقيادة السيارة في حزيران/يونيو 2018، اعتقلت الحكومة الهذلول إلى جانب عدد من الناشطات المناديات بحق القيادة، الذي كانت الحكومة سترفع عنه الحظر.

 

وتعليقا على مقال سابق نشرته شقيقتها عليا الهذلول التي تعيش في بلجيكا، في “نيويورك تايمز”، قالت فيه “إنها احتجزت بزنزانة انفرادية وضربت وتعرضت لأسلوب الإيهام بالغرق وعذبت بالصعقات الكهربائية، وتحرشوا بها جنسيا وهددت بالإغتصاب والقتل”، وكتبت بناء على ما قاله والديها بعد زيارتهما لها “والدي شاهدا فخذيها مسودين بسبب الكدمات”.

 

وقال كريستوف “رغم التهديدات بالإغتصاب والقتل ورمي جثتها في المصارف الصحية لم تسكت الهذلول وأخبرت والديها بالتعذيب”، رغم ان لجين “كانت ترتعش باستمرار ولم تمكن قادرة على الإمساك بشيء أو المشي بطريقة طبيعية”.

 

ويضيف كريستوف أن النساء الأخريات عانين من نفس المعاملة حسب تقارير منظمة “هيومن رايتس ووتش” و”أمنستي”، بالاضافة الى عائلاتهن، حيث قلن إنهن تعرضن للتعذيب بالصعقات الكهربائية والجلد، وأجبرن على معانقة وتقبيل بعضهن البعض، وهددن بالإغتصاب كما تم تقييد بعضهن إلى السرير وجلدهن.

 

وقالت سارة ليا ويتسون من منظمة “هيومان رايتس ووتش” “تقدم حالة لجين أساليب القيادة السعودية التي لا يمارسها إلا قطاع الطرق، المصممة على القيام بانتقام سادي ضد أي مواطن يتجرأ على التفكير الحر”، وأضافت: “الشعب السعودي مدين وبشكل كبير للجين”، ولم ترد الحكومة السعودية على أسئلة حول الهذلول إلا أن صحيفة موالية للحكومة اقترحت أن لجين الهذلول “خائنة” وتستحق الإعدام.

 

ويقول كريستوف إن السعودية زادت من حملات الإعدام في الفترة الأخيرة حيث وصل العدد إلى 150 العام الماضي, وطلب المدعي العام ولأول مرة حكم الإعدام ضد ناشطة في حقوق الإنسان وداعية سلمية وهي إسراء الغمغام.

 

وعلق الكاتب على إصرار ترامب ان السعودية حليف مهم، قائلا “هو محق، ولهذا السبب من المهم أن يكون لديها حاكم محتشم وقائد حداثي بدلا من واحد يعادي جيرانه ويختطف رئيس وزراء لبنان ويغزو اليمن، ويقتل صحافيا ويعذب ناشطات جريئات”، مشيرا الى انه رغم غموض السياسة السعودية، فهناك همسات حول عدم ترفيع ولي العهد لمنصب الملك بعد وفاة والده، إلا أن ترامب وبومبيو وكوشنر يدعمونه حتى يتورط العالم ببن سلمان الحاكم المزعزع للإستقرار.

 

ويختم قائلا: “لم أجد ما يشير إلى ذكر أي مسؤول في إدارة ترامب اسم الهذلول أو طالب بالإفراج عنها. وآمل أن يتقدم الكونغرس ويشرف على العلاقة ويطرح السؤال، لماذا نقف صامتين عندما يقوم حليف قريب بممارسة أسلوب الإيهام بالغرق ضد امرأة طالبت بحقوق متساوية.”


التعليقات