[ بوتفليقة استخدم تعبيرات ذات مدلول إنساني وعاطفي لاسترضاء مواطنيه ]
وجه الرئيس الجزائري المستقيل عبد العزيز بوتفليقة خطابا أخيرا إلى الشعب الجزائري تضمن رسائل وطلبات متعددة، بعيد ساعات قليلة على إعلان المجلس الدستوري قبول استقالته وشغور منصب رئيس الجمهورية.
الصفح والمعذرة
وكان طلب الرئيس بوتفليقة الأبرز من الجزائريين الذي ورد في مقاطع عدة من الرسالة، هو الصفح والمعذرة والتسامح. وكان لافتا أن هذا الطلب الذي ورد بصيغ شتى جاء في مفتتح رسالته ومنتهاها، وتحديدا في الفقرتين الأولى والأخيرة من الرسالة، وهو ما يعني أنه يمثل محورها وجوهرها.
واختار بوتفليقة استخدام تعبيرات ذات مدلول إنساني وعاطفي لاسترضاء مواطنيه، معترفا أحيانا بالتقصير الذي هو طبيعية بشرية، ومفتخرا أحيانا أخرى بسنوات عمره التي "سلخ" منها عشرين عاما في خدمة الجزائر، حسب قوله.
وقال إنه لا يريد أن ينهي مساره الرئاسي ويبرح المشهد الوطني "على تناءٍ بيننا يحرمني من التماس الصفح ممن قَصَّرت في حقهم من أبناء وطني وبناته".
افتخار بالإنجاز
وقال بوتفليقة في رسالته الوداعية إن كونه أصبح اليوم واحدا من عامة المواطنين "لا يمنعني من حق الافتخار بإسهامي في دخول الجزائر في القرن الحادي والعشرين وهي في حال أفضل من الذي كانت عليه من ذي قبل".
ورغم أن ملايين المتظاهرين الجزائريين خلال الأسابيع الماضية بحث أصواتهم بالنكير وبانتقاد الأوضاع التي يعيشها بلدهم والتي يصفونها بالبائسة، فإن الرئيس المودع أكد أن من حقه "التنويه بما تحقق للشعب الجزائري الذي شرفني برئاسته مدة عشرين سنة، من تقدم مشهود في جميع المجالات".
مشاعر صادقة
رسالة الرئيس بوتفليقة امتلأت بالتعبير عن مشاعر الود والثناء على ما لقيه من محبة وثناء وتكريم من شعبه، حسب ما ورد في الرسالة.
وقال في إحدى الفقرات إنه ليس من السهل عليه "التعبير عن حقيقة مشاعري نحوكم وصدق إحساسي تجاهكم، ذلك أن في جوانحي مشاعر وأحاسيس لا أستطيع الإفصاح عنها، وكلماتي قاصرة عن مكافأة ما لقيته من الغالبية العظمى منكم من أيادٍ بيضاء ومن دلائل المحبة والتكريم".
غير حزين ولا خائف
كما اختار بوتفليقة في جزء آخر من رسالته أن يعبر عن ثقته في المستقبل بعد رحيله عن السلطة، مؤكدا أنه غير "حزين ولا خائف على مستقبل بلادنا".
وشدد أنه على ثقة "بأنكم ستواصلون مع قيادتكم الجديدة مسيرة الإصلاح والبذل والعطاء على الوجه الذي يجلب لبلادنا المزيد من الرفاه والأمن بفضل ما لمسته لدى شبابنا -قلب أمتنا النابض- من توثب وإقدام وطموح وتفاؤل".
لا تفرّقوا
وختم الرئيس المستقيل وصاياه ورسائله الأخيرة بفقرات مزجت بين طلب الصفح ومواصلة "الاحتفاء والتبجيل لمن قضوا نحبهم -ولمن ينتظرون- من صناع معجزة تحريرنا الوطني"، والحرص على الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق.