أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان -في أول بيان له عقب توليه رئاسة المجلس- إلغاء قانون الطوارئ وحظر التجوال وإطلاق سراح كل المعتقلين خلال الاحتجاجات على نظام عمر البشير ورموزه.
ودعا البرهان –في بيانه وهو الثالث للمجلس العسكري منذ تأسيسه- كل أطياف المجتمع السوداني من أحزاب ومجتمع مدني إلى الحوار، مؤكدا التزام المجلس العسكري الانتقالي بفترة انتقالية مدتها عامان كحد أقصى تفضي إلى حكومة مدنية.
كما أعلن عن وقف إطلاق النار في كل مناطق السودان، متعهدا بملاحقة كل المسؤولين عن الفساد ومحاكمة كل من تورط في قتل الأبرياء.
كما تعهد البرهان بالعمل على "إعادة هيكلة مؤسسات الدولة المختلفة وفق القانون"، مشيرا إلى أن مهمة المجلس تتمثل في إنفاذ القانون وتهيئة المناخ السياسي بما يفضي لانتقال السلطة.
وأثنى على شباب الحراك "ووعيهم الثوري" وسلميتهم، داعيا "المواطنين السودانيين للمساعدة في العودة للحياة الطبيعية.. واستكمال شعارات الثورة معا".
ردود فعل
وعقب بيان رئيس المجلس العسكري الانتقالي دعا تجمع المهنيين السودانيين المواطنين إلى مزيد من التوافد على ميادين الاعتصام في كافة أنحاء البلاد.
وقال التجمع في بيان له "نداء لشعبنا الأبي بالمزيد من التوافد إلى ميادين الاعتصام.. اعتصامنا ضمان حماية ثورتنا".
أما حزب المؤتمر الشعبي فاعتبر على لسان أحد قادته، كمال عمر، أن البيان جاء وافيا من حيث الاستجابة لمتطلبات الشعب في الحرية والعدالة، واستطاع أن يوجه رسالة طمأنة للشعب السوداني بكل أطيافه.
ونوه عمر إلى أن الأولويات الآن هي لكيفية تحقيق السلام في مناطق السودان المختلفة (دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق..) بإقناع ممثلي الحركات المسلحة بالحضور للخرطوم والدخول في حوار، وأيضا لتعديل القوانين وإعادة هيكلة المؤسسات المهمة في الدولة، مثل مؤسسة القضاء.
من جهته، اعتبر الناشط السياسي، وليد محمد سليمان، في مقابلة مع الجزيرة أن البيان إلى حد ما كان مقبولا لكن شابته العديد من النواقص بشأن الإجراءات. وأكد أن بيانا واحدا لا يعطي إشارة بشأن أي مدى يمكن أن تذهب إليه الإصلاحات في البلاد.
يشار إلى أن البرهان، الذي شغل منصب المفتش العام للجيش السوداني، تم تعيينه مساء أمس رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي من قبل رئيس المجلس السابق الفريق أول ركن عوض بن عوف الذي أعلن تنازله عن المنصب.
وأشرف البرهان، بالإضافة إلى منصب المفتش العام للجيش السوداني، على القوات السودانية المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن، وكان في السابق قائدا للقوات البرية.
وقد تردد اسمه في بادئ الأمر كمرشح لإعلان البيان الأول للجيش ورئاسة المجلس العسكري الانتقالي، في ظل الأنباء الأولى عن إطاحة الجيش بعمر البشير.