في الذكرى 67 لـ "ثورة 23 يوليو" 52: ماذا تبقى من إرث عبد الناصر؟
- بي بي سي الاربعاء, 24 يوليو, 2019 - 02:47 صباحاً
في الذكرى 67 لـ

شارك هذه الصفحة عبر فيسبوك شارك هذه الصفحة عبر Messenger شارك هذه الصفحة عبر تويتر شارك هذه الصفحة عبر البريد الالكتروني شارك

 

في 23 يوليو/تموز 1952 أطاحت مجموعة من الضباط المصريين، الذين عرفوا باسم الضباط الأحرار، بالنظام الملكي المدعوم من بريطانيا، واستولوا على السلطة ودفعوا بمصر إلى مسار سياسي جديد.

 

وفي عام 2002 وتحديدا في الذكرى الخمسين لهذا التحرك، كتب محلل شؤون الشرق الأوسط في بي بي سي نيوز، روغر هاردي، يقول إنها كانت المرة الأولى التي يحكم فيها مصريون بلادهم منذ 2500 عام.

 

وكانت مصر قد تعرضت لسلسلة من الغزاة الأجانب من فرس ويونانيين ورومان وعرب وأتراك وفرنسين وكان آخرهم البريطانيون.

 

احتفاء بمئوية ميلاد عبد الناصر رغم أخطائه

 

لذلك حظي جمال عبد الناصر وغيره من الضباط الشباب بشعبية كبيرة بين المصريين عندما أنهوا الهيمنة البريطانية، وطردوا الملك فاروق الأول وحولوا البلاد إلى جمهورية.

 

وبعد 67 عاما مازال إرث عبد الناصر محل جدل في البلاد.

 

فخلال الخمسينيات والستينيات وحتى وفاته عام 1970 هيمن اسم ناصر على المشهد السياسي العربي، ويقول هارفي إنه كان مفوها ويتمتع بكاريزما خاصة، وكانت الجماهير تلتف حول خطاباته، بينما تجسدت القومية العربية فيه وهو يحلم بوحدة عربية تمتد من المحيط إلى الخليج.

 

كما أن رسالته الخاصة بالعدالة الاجتماعية في مصر ومناهضته للاستعمار خارجها أعاد الكبرياء العربي، حسبما يقول هاردي.

 

"محرر العرب"

 

وفي عام 2002 أيضا كتب فيليب سماكر مراسل الدايلي تلغراف من العاصمة المصرية، القاهرة، يقول :" 50 عاما مرت على انقلاب عبد الناصر في مصر التي تحتفل بتحقيق إنجازات "الناصرية" إذ يبث التلفزيون صورا لمن وصفته بـ "محرر العرب".

 

وقال سماكر: "رغم أن الناصريين تحدثوا كثيرا عن إنجازات عبد الناصر في المجال الاجتماعي، فإن قطاعا كبيرا من الشعب مازال يعاني مشاكل اجتماعية واقتصادية".

 

كما يحمل المنتقدون عبد الناصر مسؤولية الوضع المتأزم في المنطقة إذ دفع باتجاه الوحدة العربية تحت راية الاشتراكية وأخفق في ذلك، ويقولون إن الضباط الأحرار افتقدوا إلى البوصلة منذ البداية. بينما يقول المؤرخ الأمريكي، جويل غوردون، في كتابه "حركة ناصر المباركة" :"إن الضباط افتقدوا الرؤية الواضحة حول ما يجب أن يحققوه."

 

كما كان الضباط يرون العديد من الأعداء الحقيقيين والمتوهمين، ومازال بعض المنتقدين ينحون باللائمة على عبد الناصر في بعض الممارسات مثل إغفال النظر عن التعذيب، إذ يقول مسؤولو حقوق الإنسان إن العقوبات الظالمة لم تسفر إلا عن تنامي التشدد الإسلامي.

 

الحنين إلى الناصرية

 

ويقول هاردي أيضا: "اليوم عندما يشعر بعض العرب بأنهم يتعرضون للإذلال من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة فإن ذلك يدفع بالتأكيد نحو الحنين للناصرية."

 

ولكن بالنسبة لمنتقديه فإن عبد الناصر قاد العرب إلى طريق مسدود، فقد دفع مصر للتحالف مع الاتحاد السوفييتي السابق الذي خسر الحرب الباردة.

 

وكان الزعيم المصري الراحل يعتمد على المساعدات السوفييتية، مما مكنه من بناء اقتصاد تحتكر الدولة إدارته وهو الأمر الذي عمل خلفاؤه جاهدين على التخلص منه.

 

نبذة عن تجارب الوحدة العربية

 

كما أن حكمه كان استبداديا فقد تعرض كافة خصومه من الشيوعيين إلى الإخوان المسلمين للسجن وأحيانا للتعذيب ودُفع كثيرون إلى المنافي.

 

وفي النهاية أخفق حلم الوحدة العربية، فعلى أرض الواقع لم يتمكن العرب من الاتحاد تحت قيادة ناصر أو من التصدي لإسرائيل.

 

وكانت الآمال العريضة التي أحاطت بحركة الضباط الأحرار عام 1952 قد تحطمت مع هزيمة حرب يونيو/حزيران عام 1967. وذلك بحسب روغر هارفي.

 

يذكر أن "ثورة يوليو" كانت هي المصدر الرئيسي لشرعية ثلاثة أنظمة متعاقبة في مصر مما جعلها من أكثر البلاد استقرارا في أفريقيا في ما بعد الحقبة الاستعمارية.

 


التعليقات