"فاغنر" الروسية تخرج مقاتليها من طرابلس.. وواشنطن تشيد بشراكتها مع "الوفاق"
- الجزيرة نت الثلاثاء, 26 مايو, 2020 - 11:15 صباحاً

[ دبابة تابعة لقوات حكومة الوفاق بأحد محاور القتال جنوب طرابلس ]

نشرت حكومة الوفاق الوطني الليبية صورا تظهر مسلحي شركة "فاغنر" الأمنية الروسية في مدينة بني وليد، عقب انسحابهم من محاور القتال جنوبي العاصمة طرابلس. في حين قال السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند إن بلاده "فخورة" بالشراكة مع حكومة الوفاق.

 

وقالت القوات التابعة لحكومة الوفاق إنها رصدها هبوط 15 طائرة شحن عسكرية خلال 24 ساعة الأخيرة في مطار بني وليد (نحو 180 كيلومترا جنوب شرق طرابلس)، على متنها أسلحة وذخائر وعتاد، مشيرة إلى أن الطائرات أقلت عند مغادرتها مرتزقة تابعين لشركة "فاغنر".

 

وكان المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق محمد قنونو قدّر عدد مرتزقة الشركة الروسية الذين فروا من طرابلس باتجاه مدينة بني وليد بنحو 1600.

 

ونشر ناشطون على مواقع التواصل مقاطع فيديو وصورا للمسلحين الروس أثناء صعودهم الطائرة في مطار بني وليد، وكذلك داخل المدينة، التي طالب مجلسها البلدي وأعيانها برحيل هؤلاء المرتزقة فورا.

 

وكان عميد بلدية مدينة بني وليد سالم نوير قال -في تصريحات سابقة للجزيرة- إن مسلحين روسا وسوريين دخلوا أمس الأول الأحد إلى مطار بني وليد المدني، مع أسلحة وثلاث منظومات دفاع جوي وعربات وآليات مسلحة.

 

مهلة للانسحاب

 

وأوردت وكالة الأناضول -نقلا عن المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق- أن قوات الحكومة المعترف بها دوليا أعلنت أمس وقف استهداف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر المنسحبة للجنوب من ثلاث مناطق لمدة 48.

 

وأوضحت قوات الوفاق أنها لن تقصف الآليات والمعدات المنسحبة من مناطق ترهونة وبني وليد (جنوب طرابلس)، ونسمة (الجنوب الغربي من العاصمة)، والمتجهة باتجاه الجنوب، والمناطق الثلاث ما تزال خاضعة لسيطرة حفتر.

 

وأضافت عملية "بركان الغضب" في بيان أن وقف الاستهداف سيكون اعتبارا من مساء الاثنين في الساعة العاشرة ليلا بالتوقيت المحلي، وحتى التوقيت نفسه مساء غدا الأربعاء. وذكر البيان أن قوات الوفاق مستمرة في المراقبة الجوية، واستهداف أي وحدات قتالية متجهة شمالا.

 

وكانت قوات الوفاق حققت يومي الجمعة والسبت الماضيين تقدما كبيرا جنوبي طرابلس، بسيطرتها على عدة معسكرات ومواقع مهمة، ويأتي ذلك عقب خسارة قوات حفتر معاقلها في الغرب الليبي باستثناء مدينة ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق طرابلس)، التي تؤكد حكومة الوفاق أنها ستسعى لاستعادتها قريبا.

 

إمدادات من سرت

 

وفي سياق متصل، قال الناطق باسم قوات حكومة الوفاق إن سلاح الجو استهدف أمس صهريجي وقود جنوب مدينة سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس)، كانا في طريقهما لإمداد قوات حفتر التي تقاتل جنوب طرابلس.

 

من ناحية أخرى، أدانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أمس وضع عبوات ناسفة في منازل مدنيين بمنطقتين جنوبي العاصمة طرابلس؛ مما تسبب في مقتل وإصابة عدد منهم.

 

وقامت قوات حفتر بتفخيخ عدد من الأحياء جنوبي طرابلس، قبل أن تجبرها قوات حكومة الوفاق على الانسحاب منها يومي الجمعة والسبت الماضيين، لكن عودة بعض المواطنين إلى منازلهم لقضاء عيد الفطر بها تسبب في مقتل وإصابة عدد منهم؛ إثر انفجار ألغام وعبوات ناسفة.

 

السفير الأميركي

 

وعلى الصعيد السياسي، قال السفير الأميركي لدى ليبيا إن الولايات المتحدة فخورة بالشراكة مع حكومة الوفاق الوطني، الحكومة الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، و"مع كل من لديهم استعداد لحماية الحرية والسلام".

 

وأضاف السفير نورلاند -في تصريح له خلال مشاركته مع السفير الأميركي بتونس دونالد بلوم في إحياء يوم الذكرى الوطني بالمقبرة العسكرية الأميركية في تونس- أن هناك "قوى في ليبيا لا تزال تريد فرض نظام سياسي جديد بوسائل عسكرية أو بالإرهاب".

 

من جهة أخرى، أعلن مجلس النواب في مدينة طبرق أن مبادرة رئيسه عقيلة صالح تحمل الحلول الجذرية للأزمة الليبية، وتتمثل في تشكيل السلطة التنفيذية على أساس الأقاليم الثلاثة، ودعا مجلس النواب جميع الأطراف إلى قبول المبادرة دون التفاف أو محاولة إفراغها من محتواها بالانتقائية التي أفسدت كل التسويات السياسية في ليبيا، بهدف الانطلاق نحو تأسيس ليبيا الثانية، وفق بيان.

 

وكان رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح طالب جامعة الدول العربية ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي بدعم قوات حفتر في الحرب على طرابلس، ودعا صالح إلى سحب الاعتراف من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وتشكيل آخر من رئيس ونائبين وحكومة، يمثلون أقاليم ليبيا التاريخية الثلاثة.

 

يشار إلى أن ليبيا تعاني منذ سنوات من انقسام سياسي وعسكري بين حكومة معترف بها دوليا ومقرها في طرابلس، وحكومة موازية تدعم حفتر ومقرها في الشرق الليبي.

 

انتظار الخلاص

 

حمّل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي المجتمع الدولي مسؤولية استمرار الصراع في ليبيا وتفاقمه.

 

وقال إن المأساة التي تعيشها ليبيا تؤثر علينا بشكل بالغ حيث لا أحد بريء من الفشل، بما في ذلك المجتمع الدولي الذي يتحمل مسؤولية هائلة في استمرار هذا الصراع أو حتى تفاقمه.

 

وقال فكي في كلمة وجهها للأفارقة، بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، إنه من المؤثر أن نشهد هذه الذكرى وليبيا تعيش مأساة بالغة، مناشدا القادة الأفارقة أن يكفوا عن انتظار الخلاص من الآخرين.

 

وشدد على أن أفريقيا مدعوة لاختراع أشكال جديدة من الشفافية، للتغلب على الفقر، وكسر دائرة التبعية، والكف عن انتظار الخلاص من الآخرين.


التعليقات