مرتزقة وألغام وتعزيزات عسكرية.. إلى أين تتجه معركة سرت؟
- الجزيرة نت الاربعاء, 17 يونيو, 2020 - 02:31 مساءً
مرتزقة وألغام وتعزيزات عسكرية.. إلى أين تتجه معركة سرت؟

[ قوات من الوفاق قرب طرابلس (الأناضول) ]

بينما تواصل قوات حكومة الوفاق إرسال التعزيزات إلى مدينة سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) استعدادا للمعركة المرتقبة لاستعادتها من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وحلفائه، اختلفت التوقعات بشأن مصير المدينة الإستراتيجية.

 

وكانت قوات الوفاق تقدمت قبل نحو عشرة أيام مسافة 120 كيلومترا تقريبا، ووصلت إلى أطراف سرت، بيد أنها واجهت حقول ألغام وتعرضت لغارات جوية أوقعت خسائر في صفوفها، مما دفعها للتراجع إلى بوابة الثلاثين لتصبح على بعد 50 كيلومترا من وسط المدينة.

 

في الأثناء، أعلنت مصادر طبية وعسكرية ليبية عن مقتل ثلاثة أشخاص، اثنان منهم من قبيلة القذاذفة في بلدة شعبية الستين في منطقة جارف بمدينة سرت شرق ليبيا، جراء انفجار لغم تم زرعه حديثا.

 

وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من معلومات بثتها قوات حكومة الوفاق تحدثت عن قيام مقاتلي حفتر ومرتزقة "فاغنر" الروس بزرع ألغام في محاور قتال غرب سرت وجنوبها، لإعاقة التقدم البري لقوات الوفاق وتأخير سيطرتها على المدينة.

 

وقال مصدر للجزيرة نت إن مرتزقة "فاغنر" ركزوا على تلغيم منطقة جارف التي حاولت قوات الوفاق اجتياح سرت عبرها في السادس من الشهر الجاري.

 

ورصدت قوات الوفاق وصول طائرتين من نوع "يوشن" محملتين بمقاتلين مرتزقة من سوريا للقتال مع حفتر في محاور الجبهات غرب مدينة سرت.

 

وقال مصدر عسكري للجزيرة نت إن المرتزقة السوريين وصلوا عن طريق شركة "فاغنر" قادمين من قاعدة حميميم الجوية إلى قاعدة القرضابية الجوية جنوب سرت. وتحدث شهود عيان أنهم شوهدوا في أسواق منطقة البوهادي قرب سرت.

 

القتال المعلق

 

وأعلنت قوات الوفاق أكثر من مرة أنها عززت وجود قواتها غرب سرت وجنوبها بالرجال والأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بانتظار أوامر غرفة العمليات الرئاسية لشن هجوم على المدينة.

 

وقال الناطق باسم غرفة عمليات تحرير سرت الجفرة العميد عبد الهادي دراه إن قوات الوفاق جاهزة لمعركة سرت والجفرة بعد وصول الدعم العسكري من كل القوى المساندة، كالمشاة والهندسة العسكرية ومدفعية الصواريخ، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي.

 

وأضاف للجزيرة نت "ننتظر تعليمات القائد الأعلى فايز السراج بالتقدم باتجاه الجفرة أو سرت حسب ما تقتضيه الخطة الموضوعة من القيادة العسكرية".

 

ولم يستبعد الناطق باسم غرفة تحرير سرت الجفرة وجود توافقات سياسية حول سرت بالقول "قد تكون المعركة الآن سياسية عسكرية في آن واحد وتسيران في خطين متوازيين، ننتظر ونرى".

 

ونوه دراه بأن "سرت تمثل شيئا خاصا لأهالي مصراتة، بعد أن قدم أهلها 771 شهيدا في عملية البنيان المرصوص في 2016 لتحريرها من تنظيم الدولة، وأكثر من 4 آلاف جريح بين 2011 و2016".

 

وأضاف أن "سرت ستتحرر وسندخلها شاء من شاء وأبى من أبى".

 

مرتزقة وألغام

 

من جهته، يرى المحلل السياسي فيصل الشريف أن تعزيز وجود المرتزقة السوريين في سرت من قبل روسيا وزرع الألغام حولها قد يقرأ في اتجاه "نية انسحاب قوات حفتر والمرتزقة نحو الموانئ النفطية"، دون أن يستبعد مواجهات عسكرية ضارية هدفها إنهاك قوات الوفاق.

 

وأضاف للجزيرة نت أن ذلك لن يمنح قوات حفتر والمرتزقة الروس جاهزية التقدم نحو الهلال النفطي، بل سيكتفون بسرت كآخر نقطة، وقد يُقرأ أيضا في اتجاه "تطويق سرت بالألغام لمنع دخول قوات الوفاق".

 

وأكد للجزيرة نت أن "روسيا لا تنوي التخلي عن قاعدتي القرضابية والجفرة، وقد يدفع ذلك إلى تعزيز التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي (ناتو) وأميركا لمساعدة تركيا من أجل عدم السماح لروسيا بأن تنتقل بوجودها غير المعلن إلى وجود معلن يتجاوز المقبول خاصة لدى واشنطن".

 

وحول المعركة المرتقبة بين قوات حكومة الوفاق ومقاتلي حفتر والمرتزقة الروس والسوريين، قال الشريف إن المعسكرين الروسي والتركي يحشدان استعدادا لأي عمليات عسكرية متوقعة، وفي الوقت ذاته يحاولان البحث عن تفاهمات الحد الأدنى بين الطرفين.

 

ولفت إلى أن المشهد غير واضح حتى الآن، ولم يبلور أي رؤية لخريطة طريق تجنب المواجهة، معتبرا أن "تخفيض مستوى التنسيق الدبلوماسي في هذا الملف بين روسيا وتركيا يشير لتعقيدات قد ترجح انطلاق عمليات عسكرية عنيفة بين الطرفين في سرت".

 

 


التعليقات