تركيا تهاجم ماكرون وتحمله مسؤولية جرائم حفتر في ليبيا وتتهم مصر بتنفيذ توجيهات فرنسا والإمارات
- الجزيرة نت الخميس, 25 يونيو, 2020 - 08:29 صباحاً
تركيا تهاجم ماكرون وتحمله مسؤولية جرائم حفتر في ليبيا وتتهم مصر بتنفيذ توجيهات فرنسا والإمارات

[ جاويش أوغلو اتهم الرئيس الفرنسي بالوقوف وراء جرائم حرب في ليبيا (وكالة الأناضول) ]

ردت تركيا بعنف على انتقادات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدورها في ليبيا، وحمّلته مسؤولية جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، كما اتهمت مصر التي تهدد بالتدخل عسكريا في ليبيا، بالتبعية لباريس وأبو ظبي.

 

وبينما ناقشت مباحثات ليبية إيطالية التدخلات الخارجية والعودة للمسار السياسي، أكدت طرابلس مجددا رفضها المبادرة المصرية.

 

ففي تصريحات أدلى بها الأربعاء في أنقرة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يقف وراء ارتكاب حفتر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا، داعيا لمحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم.

 

وردا على تصريحات ماكرون التي وصف فيها دعم تركيا لحكومة الوفاق الوطني الليبية باللعبة الخطيرة، أعرب جاويش أوغلو عن بالغ قلقه من الوجود الفرنسي في ليبيا.

 

وقال إن فرنسا تناقض نفسها بشأن ليبيا من خلال دعمها لمن وصفه بالانقلابي حفتر من جهة، ودعم مجلس الأمن الدولي الذي هي عضو فيه لحكومة الوفاق، من جهة أخرى.

 

كما وصف سياسة فرنسا تجاه ليبيا بالنفاق والخداع، وأكد أن الجميع يرى مدى خطورة اللعبة الفرنسية في ليبيا، مشيرا إلى أن وقوف الدول المترددة سابقا مع الحكومة الشرعية في ليبيا، وتزايد الدعم لهذه الحكومة، أكثر ما استفز فرنسا والإمارات.

 

ويأتي انتقاد جاويش أوغلو العنيف لباريس في ظل توتر فرنسي تركي بشأن التطورات الأخيرة في ليبيا، وأيضا في شرق البحر الأبيض المتوسط بعد اتهام فرنسا البحرية التركية بالتحرش بإحدى سفنها، وهو ما نفته أنقرة.

 

وفي خضم هذا التوتر، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأربعاء الاتحاد الأوروبي بأن يفتح سريعا نقاشا معمقا حول آفاق العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، كما حث دول الاتحاد على الدفاع بحزم عن مصالحها.

 

وندد الوزير الفرنسي بتعزيز وزن تركيا في ليبيا، منتقدا الاتفاق المبرم بين أنقرة وحكومة الوفاق حول التنقيب عن الغاز بشرق المتوسط.

 

وكان لودريان قد طالب في وقت سابق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تتمتع فرنسا وتركيا بعضويته، بالتدخل عقب ما قالت باريس إنه تحرش تركي بسفينة تابعة لها في شرق المتوسط.

 

تعليمات خارجية

 

وفيما يتعلق بتلويح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أخيرا بالتدخل عسكريا في ليبيا، وتحذيره من أن مدينة سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) وقاعدة الجفرة اللتين تسعى قوات حكومة الوفاق للسيطرة عليهما تعدان "خطا أحمر"، قال وزير الخارجية التركي إن ذلك مرده إما لقيام السيسي بدور الأداة، أو أنه يريد الوصول إلى آبار النفط في ليبيا.

 

كما قال إن القاهرة تتصرف في ما يتعلق بليبيا بناء على توجيهات فرنسا والإمارات.

 

من جهته، قال فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي إن بلاده تسطر حاليا التاريخ في ليبيا بعدما مزقت الخرائط والمخططات التي كانت تهدف لإقصائها من شرق البحر المتوسط، حسب تعبيره.

 

وأكد أقطاي أن حكومة الوفاق الوطني الليبية تمكنت بموقفها الحازم وبدعم من أنقرة من إفشال المؤامرات التي كانت تحاك ضد ليبيا.

 

يشار إلى أن قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا طردت أخيرا قوات حفتر من كل الغرب الليبي، وبدأت الزحف شرقا نحو معاقل اللواء المتقاعد المدعوم من الإمارات ومصر وروسيا والسعودية.

 

المسار السياسي

 

ووسط حراك دبلوماسي متواصل، أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج ووزير الخارجية الإيطالي لويدجي دي مايو الأربعاء أهمية العودة إلى المسار السياسي ورفض التدخلات الخارجية السلبية في الأزمة الليبية.

 

وناقش الرجلان خلال لقاء بينهما في طرابلس ما يتعلق بعملية "إيريني" الأوروبية لمراقبة حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، وقد جدد السراج تأكيده على ضرورة أن تكون العملية شاملة متكاملة برا وجوا وبحرا.

 

وفي تصريح صحفي لدى عودته إلى روما بعد زيارته إلى طرابلس، قال وزير الخارجية الإيطالي إنه تحدث مع السراج بشأن استئناف مفاوضات الحل السياسي بناء على مرجعيات الأمم المتحدة ومقررات مؤتمر برلين.

 

وأضاف دي مايو أنه طلب من وزير الخارجية التركي خلالها لقائهما في أنقرة الأربعاء مساندة حكومة الوفاق للعودة إلى المفاوضات، مؤكدا وجود فرصة لاستعادة المسار السياسي.

 

المبادرة المصرية

 

من جهته، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري إن المبادرة المصرية بشأن الأزمة في بلاده تتضمن مغالطات لا يمكن القبول بها، وإنها لم تأتِ على ذكر الاتفاق السياسي بأي شكل من الأشكال.

 

وقال المشري إن مبادرة القاهرة تتضمن مغالطات كبيرة، ولا تعترف بالاتفاق السياسي، وتعقّد المشهد الليبي ولا تساعد في الحل.

 

ولقيت المبادرة التي أعلن عنها السيسي أخيرا دعما من الإمارات والسعودية، ولكن دولا غربية  أكدت ضرورة المرجعية الأممية لأي تسوية سياسية محتملة في ليبيا.

 

وفي نيويورك، دعا مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة الطاهر السني إلى مبادرات وطنية وحراك سياسي داخلي لمعالجة الأزمة الليبية، بعيدا عن مبادرات خارجية تحمل أجندات ومصالح من يقدمها، في إشارة للمبادرة المصرية.

 

من جانبه، أعلن رئيس مجلس النواب الليبي في طبرق عقيلة صالح تأييده لتدخل عسكري مصري محتمل في ليبيا، وقال في مقابلة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط إنه إذا تم اختراق مدينة سرت من قبل قوات الوفاق فسيتم الطلب من الجيش المصري التدخل بناء على تفويض من الشعب الليبي، حسب تعبيره.

 

 


التعليقات