الحرس الثوري يخزّن أسلحة قرب الحدود السعودية العراقية
- عربي21 السبت, 27 فبراير, 2016 - 09:04 مساءً
الحرس الثوري يخزّن أسلحة قرب الحدود السعودية العراقية

[ قائد فليق القدس الإيراني قاسم سليماني ]

 
كشف مصدر أمني عراقي، السبت، عن تحويل بلدة النخيب المحاذية للأراضي السعودية إلى قاعدة لقوات الحرس الثوري الإيراني، حيث إن هناك وجودا غير طبيعي لهم ومخازن أسلحة إيرانية في هذه البلدة النائية.
 
وقال المصدر في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن هناك "تدريبات يجريها ضباط الحرس الثوري الإيراني لكتائب حزب الله العراقي"، لافتا إلى أن قضاء النخيب التابع لمحافظة الأنبار تم احتلاله من قبل لواء العباس وضمه لمحافظة كربلاء قسرا كونه يقع على الحدود السعودية، إضافة إلى كونه الطريق البري إلى سوريا عبر الصحراء.
 
ولفت إلى أن إيران دفعت بتشكيلات الحشد الشعبي الموالية لها للمشاركة في عمليات تحرير الرمادي ليكون لها موطئ قدم هناك، ومن ثم تسيطر على منفذ بري آمن إلى سوريا. لكن شيوخ عشائر الأنبار والقوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد قرب الحبانية في الأنبار، رفضت مشاركة الحشد بقوة.
 
وكان تقرير لمعهد واشنطن للدراسات، أكد أن طهران قامت بإرسال عبوات ناسفة خارقة للدروع ومتطورة إلى المجموعات الشيعية المعارضة في السعودية العام الماضي.
 
وأضاف المصدر الأمني العراقي، وهو ضابط في الجيش برتبة عقيد، كان يخدم في النخيب قبل أن يتم نقله إلى الأنبار لإبعاده عن المنطقة، أن أهم أسباب سيطرة لواء العباس أحد تشكيلات حزب الله العراقي التابع تماما لإيران، هو إيجاد موطئ قدم لقوات فيلق القدس الإيراني بقيادة قاسم سليماني، قرب حدود السعودية من جهة، وتأمين طريق بري آمن لنقل مقاتلي الحرس الثوري والأسلحة إلى سوريا وحزب الله اللبناني.
 
وأكد المصدر أن النخيب أصبحت خالية إلا من الأسلحة والمعدات الإيرانية، وقال إن قضاء النخيب اليوم خال تماما من أي وجود للقوات العراقية الحكومية، سواء من الجيش أم الشرطة الاتحادية، بل إن لواء العباس كان قد أخلى البلدة من سكانها الذين ينحدرون من محافظة الأنبار، العرب السنة، وأبعد سكانها الشيعة باتجاه مناطق قريبة من محافظة كربلاء لأسباب أمنية، كما صرح عناصر لواء العباس للأهالي بحجة أنهم يحمون البلدة وكربلاء من مقاتلي تنظيم الدولة البعيدين عن النخيب أصلا.
 
وأشارت الصحيفة نقلا عن المصدر، إلى أن لواء العباس مجهز بآليات عسكرية مدرعة متطورة وأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة، وكلها إيرانية، وقال: "نحن نرصد وصول مجاميع غريبة من المقاتلين إلى النخيب يضعون شارة
الحشد الشعبي (لواء العباس)، ونحن على يقين بأن هؤلاء هم من مقاتلي فيلق القدس الإيراني، بحسب تأكيدات الأهالي في النخيب"، مشيرا إلى أن "شاحنات كبيرة نقلت أسلحة وذخائر إلى مخازن في بلدة النخيب وهي جاهزة لنقلها إلى سوريا".
 
ومضى المصدر في حديثه قائلا: "الأمر لا يقتصر على الأسلحة، بل إن هناك معسكرا لتدريب المتطوعين الشيعة وغالبيتهم ليسوا من العراقيين ولا يختلطون مع الأهالي، ونحن نعتقد أن غالبية هؤلاء هم من الإيرانيين والأفغان الذين دخلوا الأراضي العراقية عندما اقتحموا بوابات الحدود العراقية الإيرانية في معبر المنذرية شرق العراق، وكذلك من زرباطية بمناسبة أربعينية الحسين، ولم يكونوا يحملون جوازات سفر أو تأشيرات دخول، وقسم كبير منهم لم يترك الأراضي العراقية".
 
وتجدر الإشارة إلى أن ما يزيد على نصف مليون إيراني و180 ألف أفغاني كانوا قد اخترقوا الحدود بين العراق وإيران بمناسبة أربعينية الحسين في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي دون أن يحملوا جوازات سفر أو تأشيرات دخول، ولم يعد قسم كبير منهم للأراضي الإيرانية، وإن قسما كبيرا منهم لا يزال في محافظة كربلاء بينما اختفى القسم الآخر.
 
وقال المصدر الأمني: "حسب معلوماتنا الاستخبارية فإن إيران أرادت أن ترسل أسلحة ومقاتلين عبر إقليم كردستان العراق، ومن خلال الأراضي التي هي تحت سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني لعبور نهر الخابور إلى سوريا، لكن البارزاني رفض بشدة هذا الموضوع، ما اضطر الحرس الثوري الإيراني لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى بلدة النخيب، إذ إنه تم نقل جزء من هذه الأسلحة والمقاتلين بالفعل إلى سوريا، وبقي القسم الأكبر في الأراضي العراقية بانتظار الفرصة المناسبة لنقلهم وبدعم من حزب الله اللبناني".
 
وزاد المصدر بالقول، أن القوات العراقية الرسمية لا تستطيع دخول قضاء النخب دون تنسيق مع القوات الإيرانية. ويضيف: "هل من المعقول أن الجيش العراقي والحكومة العراقية لا يستطيعان دخول بلدة عراقية مثل النخيب ومعرفة ما يجري فيها، في حين أن لواء العباس يسيطر عليها بالكامل؟".
 
ونبه المصدر في ختام حديثه إلى أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، كان قد زار بلدة النخيب برفقة أبي مهدي المهندس، القيادي في الحشد الشعبي، مرتين في الأقل والتقى المقاتلين واطلع على الأوضاع عن كثب هناك
 


التعليقات