أعلنت هيئة البحث والتعرف على المفقودين في ليبيا، الأحد، عن إخراج 42 جثة تعود إلى أشخاص مجهولي الهوية من مقبرة جماعية في مدينة سرت بشرق البلاد.
ويأتي ذلك استمراراً لعمليات الكشف عن المقابر الجماعية في المدينة التي كانت خاضعة لتنظيم الدولة.
وقالت الهيئة الحكومية في بيان إن "بلاغاً ورد للنيابة بوجود مقبرة داخل مدرسة، وقامت فرق الهيئة باستخراج 42 جثة مجهولة الهوية ونقلت إلى مستشفى المدينة".
وأعيد دفن الجثث المجهولة الهوية بعد أخذ عينات منها بهدف التعرف على هوية أصحابها لاحقاً، وفقا لبيان الهيئة.
وتتكرر عمليات الكشف عن المقابر الجماعية في مدينة سرت (450 كلم شرقي العاصمة طرابلس) والتي كانت خاضعة لتنظيم الدولة واتخذها معقلا بين العامين 2015 و2016.
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2018، عثر على مقبرة جماعية قرب سرت تضم رفات 34 إثيوبيا مسيحيا، وذلك بعد أكثر من ثلاثة أعوام على نشر التنظيم فيديو يظهر مقاتليه يعدمون ما لا يقل عن 28 رجلا قال إنهم إثيوبيون مسيحيون.
ومطلع آب/ أغسطس الماضي، مثل 56 شخصا من بين 320 من عناصر التنظيم لأول مرة أمام محكمة في مصراتة (200 كلم شرقي طرابلس) لمحاكمتهم في التهم المنسوبة إليهم بالمشاركة والانضمام إلى تنظيم إرهابي.
وسيطر عناصر التنظيم الذين قدر عددهم ببضعة آلاف على مدينة سرت في حزيران/ يونيو 2015، مستغلين الانقسام والفوضى الأمنية في ليبيا منذ سقوط معمر القذافي العام 2011.
ودافع عناصر التنظيم بشراسة عن المدينة طوال أشهر، مستخدمين تكتيكات حرب العصابات في المدن والدروع البشرية والألغام الأرضية.
وأدت معارك استعادة السيطرة على سرت إلى مقتل أكثر من 700 عنصر من قوات تابعة لحكومة طرابلس آنذاك وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف بجروح.
ودخلت ليبيا في حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي العام 2011، وشهدت صراعات على السلطة وانقسامات إقليمية، إلى جانب تعمق أزمة الوجود العسكري الأجنبي والمرتزقة في عموم البلاد.