ارتفع عدد ضحايا الاقتتال العرقي بين عرقيتي الهاوسا والبارتا، بسبب خلافات حول الأراضي جنوبي السودان، إلى 200 شخص، فيما دعت السلطات المنظمات الإنسانية إلى المساعدة في دفن الجثث.
ومنح حاكم ولاية النيل الأزرق، أحمد العمدة بادي، قوات الأمن صلاحيات كاملة "لوقف" القتال القبلي، بعد إعلان حالة الطوارئ في الولاية لمدة ثلاثين يوما، كما كلف المسؤولين المحليين للشرطة والجيش والمخابرات، وكذلك قوات الدعم السريع، بـ"التدخل بكل الإمكانات المتاحة لوقف الاقتتال القبلي".
وقال المدير التنفيذي للمجلس المحلي في منطقة ود، الماحي عبد العزيز الأمين، إن "حوالي 200 شخص قتلوا" في ثلاث قرى"، وبعض الجثث لم يتم دفنها حتى الآن.
وفرضت السلطات منذ الاثنين حظر تجول ليليا بعد مقتل 13 شخصا، وفق الأمم المتحدة، في اشتباكات بين أفراد قبيلة الهوسا وقبائل متناحرة. لكن الاشتباكات تجددت رغم الانتشار الأمني.
وتظاهر مئات الخميس في الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق؛ احتجاجا على العنف، وطالب متظاهرون آخرون برحيل المحافظ بادي، معتبرين أنه غير قادر على حماية السكان.
وقُتل ما لا يقل عن 149 شخصا، ونزح 65 ألفا في النيل الأزرق، بين تموز/ يوليو ومطلع تشرين الأول/ أكتوبر، وفق الأمم المتحدة.
وفي بداية أعمال العنف، احتج أفراد من قبيلة الهوسا في جميع أنحاء السودان، على خلفية ما اعتبروه تمييزا ضدهم بسبب العرف القبلي الذي يحظر عليهم امتلاك الأرض في النيل الأزرق، بحجة أنهم آخر القبائل التي استقرت في الولاية.
ويعدّ استغلال الأراضي مسألة حساسة للغاية في السودان، إحدى أفقر دول العالم، حيث تمثل الزراعة والثروة الحيوانية 43 بالمئة من الوظائف، و30 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وتصاعدت النزاعات القبلية في السودان بسبب الفراغ الأمني، خصوصا بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم، إثر توقيع اتفاق سلام بين فصائل مسلحة والحكومة المركزية عام 2020.
وزاد من تدهور الأمور انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، عندما أطاح قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بشركائه المدنيين من الحكم الانتقالي المتفق عليه عقب سقوط الرئيس السابق عمر البشير في 2019.
والأسبوع الماضي، قتل 19 شخصا وجرح 34 آخرون في نزاع قبلي بولاية غرب كردفان (جنوبا).
وقُتل منذ كانون الثاني/ يناير قرابة 600 شخص، ونزح أكثر من 210 آلاف؛ بسبب النزاعات القبلية في السودان، بحسب بيانات الأمم المتحدة.