أعلن الناشط واليوتيوبر المصري المعارض، عبد الله الشريف عن خطة استباقية لتأمين نزول المتظاهرين إلى الميادين المصرية قبيل بدء سريان دعوات للاحتجاج ضد نظام عبد الفتاح السيسي.
ودعا الشريف عموم المصريين في كل المحافظات إلى النزول فورا إلى الميادين وإغلاق مداخلها بالمركبات والعربات، وذلك لتمكين المتظاهرين من التجمع فيها دون أن تتمكن قوات الأمن من اقتحامها.
كما نشر الشريف مواقع وخرائط مقترحة للتجمع والتظاهر شملت ميادين وشوارع رئيسية في معظم المحافظات المصرية.
وقال الناشط المصري البارز، إنه لا يدعو إلى العنف، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى مواجهة البلطجية الذين قد يدفع بهم النظام لمواجهة المتظاهرين.
ورفعت السلطات المصرية حالة التأهب الأمني إلى أعلى مستوى؛ تحسبا لدعوات الاحتجاج التي باتت تعرف باسم "مظاهرات 11/11"، والتي دعت لها قوى سياسية معارضة في الخارج.
ولجأت الأجهزة الأمنية إلى ثلاثة مسارات لمحاولة إجهاض دعوات النزول، التي تتزامن مع استضافة البلاد قمة المناخ العالمية التي تعقد في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، بحضور عدد كبير من الرؤساء والزعماء والملوك ورؤساء الحكومات العالمية.
المسار الأول، شن حملات اعتقال موسعة في عموم البلاد بواسطة الأمن الوطني (أمن الدولة سابقا)، طالت نشطاء سابقين وحاليين ومعتقلين سابقين أفرجت عنهم السلطات في وقت سابق، واحتجازهم في مراكز شرطية، والتحقيق معهم.
المسار الثاني، نشر قوات أمنية ومخبرين سريين في لباس مدني وسط العاصمة القاهرة وعواصم المحافظات والمدن، وتوقيف عشوائي للمارة في الشوارع، خاصة من الشباب، وتفتيش هواتفهم المحمولة دون إذن قضائي، واحتجاز بعضهم واستجوابهم، واعتقال البعض الآخر.
المسار الثالث، مراقبة شبكات التواصل ورواد مواقع السوشيال ميديا، وتتبع حساباتهم، وملاحقتهم، والقبض على أصحاب تلك الحسابات، كما حدث مع رئيسة تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون منال عجرمة، والعضو في نقابة الصحفيين المصريين على خلفية الكتابة على صفحتها الشخصية وانتقاد الأوضاع الاقتصادية المزرية في البلاد.
وحصرت منظمات حقوقية محلية اعتقال المئات بشكل تعسفي في الحملات الأمنية التي تشنها السلطات في مصر، المرتبطة بالدعوات إلى احتجاجات 11/11، واحتجازهم في مقار أمنية متعددة، والتحقيق معهم من قبل جهاز الأمن الوطني، وإحالة بعضهم للنيابة.
وتأتي الدعوات للاحتجاج في عموم البلاد وسط حالة من الغضب الشعبي من الظروف الاقتصادية وغلاء الأسعار لجميع السلع والمستلزمات الضرورية، وانهيار العملة المحلية، وإثقال كاهل المواطنين بالضرائب والفواتير الباهظة، وحالة القمع غير المسبوقة للحريات، والغلق التام للمناخ العام.
ومنذ بدء الدعوة للنزول، تصدر أكثر من وسم مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها #انزل11_11حرر_بلدك، والذي تصدر شبكات التواصل.
صاحبت دعوات النزول منذ بداية شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي، انتشار مقاطع مصورة قام أصحابها بتصويرها ونشرها على حسابات على مواقع التواصل، إما للتنديد بالغلاء والقمع، أو للمشاركة في تظاهرات 11/11 المرتقبة، وسط قلق أجهزة الدولة من تنامي الدعوات وانتشارها والنزول.
وكانت السفارة الأمريكية في القاهرة قد حذّرت، في بيان لها قبل أيام رعاياها من احتمالية حدوث احتجاجات كبيرة في البلاد، داعية إياهم إلى توخي الحذر، والابتعاد عن أماكن المظاهرات المحتملة.