هل سينهي انضمام إيران للسويفت الروسي هيمنة الدولار؟
- الجزيرة نت الأحد, 22 سبتمبر, 2019 - 11:44 مساءً
هل سينهي انضمام إيران للسويفت الروسي هيمنة الدولار؟

[ السويفت العالمي هو نظام مالي يعمل على الاتصالات بين البنوك والشركات في جميع أنحاء العالم (الجزيرة) ]

استبق الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس قمة أنقرة الثلاثية، بعقد اجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها التحاق طهران بشبكة الاتصالات المالية الروسية (السويفت الروسي)، وفق ما أعلنت وكالة إرنا الرسمية.

 

كما أعلن "معهد الدراسات المالية والمصرفية" التابع للبنك المركزي الإيراني، عن قرار التحاق منظومة الاتصالات الالكترونية المالية الوطنية بالسويفت الروسي، بهدف مكافحة الحظر المصرفي الأميركي على نظام السويفت العالمي.

 

وكانت موسكو قد دشنت عام 2016 منظومة اتصالات مالية على غرار نظام التحويلات العالمي "السويفت" -بعد تهديد وزارة الخزانة الأميركية بفرض دفعة جديدة من العقوبات المالية تمنع المصارف الروسية وشركاتها من استخدام السويفت العالمي- ما أدى إلى تراجع واشنطن عن تنفيذ خطوتها حتى الآن.

 

نظام السويفت

السويفت العالمي، هو نظام مالي يعمل على الاتصالات بين البنوك والشركات في جميع أنحاء العالم، تأسس عام 1973 في بروكسل، ویوفر شبكة تسمح لأكثر من عشرة آلاف مؤسسة مالية في أكثر من مئتي دولة بإرسال واستقبال المعلومات حول المعاملات المالية.

 

وفيما يرى مراقبون أن السويفت العالمي أكثر انتشارا على مستوى الكرة الأرضية، إلا أن رئيس لجنة الأسواق المالية في مجلس الدوما الروسي أناتولي أكساكوف، يقول إن عدد أعضاء السويفت الروسي تجاوز نظيره العالمي.

 

وأعادت الولایات المتحدة عقب خروجها العام الماضي من الاتفاق النووي الموقع مع إيران 2015، عقوباتها على تعامل المصارف الإيرانية مع نظام السويفت العالمي.

 

مواجهة العقوبات

وعن العقوبات الأميركية على إيران وعزلها عن التعامل مع نظام السويفت العالمي، رأى محمود شوري الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية بمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، أن انضمام إيران للسويفت الروسي بداية جيدة لمواجهة الابتزاز الأميركي.

 

وفي حديث خص به الجزيرة نت، اعتبر الخطوة تركز على استمرار التعاون الاقتصادي بين طهران وموسكو ولا تخلو من مطبات، مضيفا أن حظوظ نجاح الدعوات لاعتماد العملات الوطنية في التعاملات الاقتصادية بين إيران وروسيا أو روسيا والصين وحتى مجموعة بريكس (البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا) للتخلص من قبضة الدولار "محدودة في الوقت الراهن".

 

وأكد الأستاذ الجامعي الإيراني أن الضغوط الأميركية ستضعف الدولار وتحفز الدول المستهدفة جراء العقوبات لإيجاد مخرج من سلطته التي تستغلها واشنطن عصا في تعاملاتها السياسية.

 

وختم بالقول إن الحديث عن حذف الدولار في التعاملات التجارية البينية واستعمال إيران عملتها الوطنية في تعاملها مع الدول الأخرى "لا يزال مبكرا"، لكن في ظل الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية على عدد من الاقتصادات لا أستبعد تمهيد الأرضية مستقبلا واختفاء العملة الخضراء من الأسواق بصفتها عملة قوية.

 

توجهات طهران

في المقابل، يرى رئيس مؤسسة "راهبرد بجوهان جهان معاصر" للدراسات الإستراتيجية شعيب بهمن، أن هناك توجها في الحكومة الإيرانية لا يرغب بحلحلة مشاكل البلاد المالية عبر روسيا، ما تسبب بالحيلولة دون التحاق الشبكة المصرفية الإيرانية بالسويفت الروسي حتى الآن.

 

وأشار في حديث للجزيرة نت إلى ترجيح شريحة في الحكومة الإيرانية العمل مع الدول الغربية وتفعيل الآلية الأوروبية للمبادلات المالية إنستكس، مؤكدا أن التوجه هذا فوت فرصة الالتفاف بشكل كامل على العقوبات الأميركية خلال العام الماضي.

 

وأكد أن النظام المصرفي في إيران يعاني من مشاكل فنية وأنه غير مستعد في الظروف الراهنة للالتحاق بشبكات الاتصالات المالية الدولية، مستدركا أن الأهم في السويفت الروسي هي الإرادة السياسية لدى موسكو وطهران.

 

احتواء العقوبات

أوضح شعيب بهمن أن السويفت الروسي سيمكن إيران من المبادلات المالية مباشرة مع المصارف والشركات الروسية، فضلا عن المبادلات المالية الإيرانية مع الدول الأخرى والالتفاف على العقوبات الأميركية بسهولة.

 

من ناحيته، شدد رضا حجت الباحث في مؤسسة "تاريخ معاصر" للدراسات، على أن انضمام إيران إلى السويفت الروسي يصب في الاتجاه الصحيح، لمواجهة حرب دونالد ترامب التجارية على روسيا وإيران والصين وشركاء آخرين والتخلص من هيمنة الدولار.

 

واقترح في حديثه للجزيرة نت، "تشكيل عملة مشتركة" بين الحلفاء للمبادلات المالية فيما بينهم على غرار اليورو، فضلا عن بذلهم مزيدا من الاهتمام بالعملات الرقمية.

 

ورأى أن نظام السويفت الروسي يتمتع بمؤهلات لا تقل كثيرا عن السويفت العالمي وبإمكانه أن يضع حدا للضغوط الأميركية على روسيا وإيران والصين وحلفاء آخرين.

 

وأما عن إمكانية اعتماد عملة أو سلة عملات عالمية بديلة للدولار، شدد أستاذ العلاقات الدولية على ضرورة إنجاح مثل هذه المساعي لهزيمة الدولار التي ستؤدي بدورها إلى هزيمة الاقتصاد الأميركي.

 

وعن استمرار إيران ببيع نفطها على الرغم من العقوبات الأميركية الرامية لتصفير تصديره، أكد أن طهران تمكنت من الالتفاف نسبيا على العقوبات الأميركية بشتى الطرق التي لم تكتشفها واشنطن بعد ما جعل الأخيرة ترصد جوائز لمن يدلها على السبل المتبعة من قبل إيران لبيع النفط.

 

ورأى أن مقومات العبور من هيمنة الدولار الأميركي متوفرة في الصين وروسيا وإيران وحلقات محور المقاومة وحتى في أميركا اللاتينية، فضلا عن الرغبة الأوروبية لتقوية اليورو.


التعليقات