اليابان الأولى.. من هم أكبر الدائنين للولايات المتحدة ولماذا ارتفعت ديونها؟
- متابعات الإثنين, 04 يوليو, 2022 - 01:25 صباحاً
اليابان الأولى.. من هم أكبر الدائنين للولايات المتحدة ولماذا ارتفعت ديونها؟

يقترب الدين العام الأميركي حاليا من 31 تريليون دولار، وفي 16 ديسمبر/كانون الأول 2021، رفع الكونغرس سقف المديونية من 2.5 تريليون إلى 31.4 تريليونا. لكن من هم أكبر الدائنين الأجانب للولايات المتحدة؟

 

في الواقع تحتل اليابان المرتبة الأولى تليها الصين ثم المملكة المتحدة بين الدائنين الخارجيين لواشنطن، علما أن أكبر مالك للديون الأميركية عامة هو في الواقع حكومة الولايات المتحدة التي تحتفظ بسندات الخزانة المالية في حسابات حكومية مختلفة وصناديق معاشات تقاعدية.

 

إليك التفاصيل وفقا للموسوعة الاستثمارية "إنفستوبيديا"!

 

1. اليابان

 

احتفظت اليابان بـ1.3 تريليون دولار من سندات الخزانة الأميركية وفقا لبيانات مايو/أيار 2022، متخطية الصين كأكبر حائز أجنبي لديون هذا البلد الذي لا يزال يحتل المرتبة الأولى بين الاقتصادات العالمية وتنافسه عليها الصين بقوة.

 

ويجعل سوق العائد المنخفض والسلبي في اليابان حيازة ديون الولايات المتحدة أمرا جذابا، إلى أن أصبحت اليابان تمتلك 16.8% من الديون الخارجية التي اقترضتها الولايات المتحدة.

 

2. الصين

 

تحظى الصين باهتمام كبير لاحتفاظها بجزء كبير من ديون الحكومة الأميركية. ولا ينبغي أن يكون هذا الواقع أمرا مفاجئا نظرا إلى أن اقتصادها توسع بسرعة خلال العقود الماضية.

 

وتحتل الصين المرتبة الثانية بعد اليابان بين حاملي الديون الأميركية الأجنبية بحيازات خزانة بقيمة تناهز 1 تريليون دولار وفقا لإحصاءات مايو/أيار 2022.

 

في الواقع، تعتبر سندات الخزانة استثمارا منطقيا لدولة ذات احتياطيات عالية من العملات الأجنبية كالصين التي تمتلك حاليا حوالي 13.79% من الدين الخارجي للولايات المتحدة.

 

3. المملكة المتحدة

 

زاد المستثمرون البريطانيون حيازاتهم من الديون الأميركية إلى 647.4 مليار دولار بحسب أرقام مايو/أيار 2022، صعودا من 612 مليار دولار في الشهر السابق.

 

وقد يكون استثمار المملكة المتحدة في ديون الولايات المتحدة مرتبطا بتنامي حالة عدم اليقين الاقتصادي في لندن التي لا تزال تتعافى من آثار جائحة كورونا وفقدان العديد من العلاقات التجارية بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتمتلك الكيانات البريطانية 8.36% من إجمالي الدين الخارجي هذا.

 

5. أيرلندا

 

للوهلة الأولى قد يبدو مستغربا أن تكون أيرلندا هي رابع أكبر حامل للديون الأميركية، لا سيما عند مقارنة اقتصادها الصغير بدول أوروبية أخرى، مثل ألمانيا.

 

لكن أحد الأسباب الرئيسية لترتيب أيرلندا هو حقيقة أن العديد من الشركات الأميركية متعددة الجنسيات، مثل "غوغل"/ "ألفابت" والفروع الأوروبية للتكنولوجيا وشركات الأدوية، أقامت متاجر هناك للحصول على ضرائب أكثر تفضيلا على العائدات الأجنبية.

 

ثم تستثمر هذه الشركات أموالها الزائدة في استثمارات مختلفة منخفضة المخاطر، بما في ذلك ديون الخزانة. وبحسب أرقام مايو/أيار 2022، كانت أيرلندا تمتلك 334.3 مليار دولار من الديون الأميركية، وهو ما يمثل 4.31% من إجمالي الدين الخارجي.

 

5. لوكسمبورغ

 

هي خامس أكبر حامل للديون الأميركية بين البلدان الأجنبية، بينما تمتلك واحدا من أعلى نسب نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 116356 دولارا اعتبارا منذ عام 2020.

 

قد يكون هذا الترتيب بسبب وضع لوكسمبورغ كملاذ ضريبي، حيث يوقف المستثمرون الأثرياء أموالهم في ملكية محلية، ثم يتم استثمار الكثير من هذه الثروة في أوراق مالية مختلفة، بما في ذلك سندات الخزانة.

 

وبحسب مايو/أيار 2022، كانت لوكسمبورغ تمتلك 325.6 مليار دولار في سندات الخزانة الأميركية، أي ما يعادل 4.2% من إجمالي الحيازات الأجنبية.

 

أنواع الديون الأميركية

 

تُصنف ديون الولايات المتحدة على أنها ديون حكومية داخلية ودين عام، علما أن الداخلي تحمله الوكالات والمنظمات الفيدرالية الأميركية، ويشكل حوالي خُمس إجمالي الديون الأميركية المستحقة. ويشمل هذا الدين الأموال المستحقة للضمان الاجتماعي وصناديق التقاعد العسكرية والرعاية الطبية وصناديق التقاعد الأخرى.

 

والباقي هو الدين العام الذي تمتلك الحكومات الأجنبية جزءا كبيرا منه، في حين أن الباقي مملوك للبنوك الأميركية والمستثمرين الأفراد، ومجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي)، والولايات والحكومات المحلية، وصناديق الاستثمار المشترك، وصناديق التقاعد، وشركات التأمين، وحاملي سندات الادخار.

 

وبحسب أرقام 23 يونيو/حزيران 2022، كان 23.8 تريليون دولار من الدين القومي عبارة عن دين عام.

 

ويضع الكونغرس سقفا للديون التي يمكن رفعها دوريا. وفي 16 ديسمبر/كانون الأول 2021، رُفع سقف الديون 2.5 تريليون دولار إلى 31.4 تريليون دولار، وكانت هذه أكبر زيادة بالدولار للدين القومي.

 

من يحمل ديون الولايات المتحدة إلى جانب الحكومات الأجنبية؟

 

ومن بين حاملي الديون الوطنية الأميركية الآخرين المصارف والمستثمرون الأميركيون، وحكومات الولايات والحكومات المحلية، وصناديق الاستثمار المشترك، وصناديق التقاعد، وشركات التأمين، والمستثمرون في سندات الادخار. وتمتلك وكالات وكيانات مختلفة داخل الحكومة الأميركية أيضا ديونا تُعرف بالدين الداخلي.

 

ما قيمة الدين القومي الأميركي الحالي؟

 

وفقا لبيانات 23 يونيو/حزيران 2022، بلغ إجمالي الدين القومي للولايات المتحدة 30.4 تريليون دولار، بعد تجاوزه علامة 30 تريليون دولار لأول مرة في فبراير/شباط المنصرم. وفي نهاية 2019، تحديدا قبل جائحة كورونا، كان الدين الوطني يبلغ 23 تريليون دولار قبل أن يرتفع بعد عام واحد إلى 27.7 تريليونا. ومنذ ذلك الحين، زاد أكثر من تريليونَي دولار.

 

ما سبب الارتفاع القوي للدين القومي الأميركي؟

 

يُعزى سبب جموح الدين القومي الأميركي إلى أن الحكومات تواصل الإنفاق بأكثر من الإيرادات التي تحصل عليها، وهذا ما يضطرها إلى إصدار المزيد من الديون لتغطية الفارق، علما أن الدين القومي يأتي نتيجة تراكم عجز الموازنة الفيدرالية، وأن كل برنامج إنفاق وتخفيض ضريبي يضيف إلى الدين ما لم يتم تمويل سداده من خلال اعتمادات جديدة.

 

ما الذي يدفع الصين إلى شراء السندات الأميركية؟

 

لا تفرض الولايات المتحدة قيودا على من يمكنه شراء أوراقها المالية. وتستثمر الصين في ديون واشنطن بسبب التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه هذه الاستثمارات منخفضة المخاطر والمستقرة على اقتصادها.

 

ومن خلال الاستثمار في الأوراق المالية المقومة بالدولار، تزداد قيمة الدولار بالنسبة إلى قيمة اليوان الصيني. وهذا بدوره يجعل السلع الصينية أرخص وأكثر جاذبية من البضائع الأميركية للمشترين، كما يزيد المبيعات ويقوّي الاقتصاد.


التعليقات