لقاح الإيدز الأمل المنتظر
- زهاء ياسين الثلاثاء, 08 مايو, 2018 - 07:04 مساءً
لقاح الإيدز الأمل المنتظر

يعد مرض الإيدز مرض العصر الذي يتمنى الجميع الخلاص منه تماما كما حدث مع بعض الأمراض الفيروسية التي ظهرت في القرن الماضي  مثل مرض الجدري والطاعون. حيث تم التعامل مع هذه الأمراض بإكتشاف لقاح لها والذي حد من انتشارها إلى أن تم القضاء عليها تماما. في العالم المتطور الذي نعيش فيه، ومنذ أكتشفت أول حالة إصابة فيروس نقص المناعة البشري في العالم حتى الآن،  يقف العالم حائرا حول إيجاد لقاح لفيروس نقص المناعة البشري الذي  يصعب تقبل واقع عدم وجود لقاح له حتى الآن. المرض الذي يقضي سنويا على الآلآف من المصابين به. ويبقى السؤال:  لماذا؟ هل السبب يعود  لطبيعة الفيروس البيولوجية التي تحول دون اكتشاف لقاح له أم أن المحاولات لإكتشاف هذا اللقاح لاتزال محدودة وما تزال فرصة الإستثمار في دعم الأبحاث المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشري قليلة؟
 
 وحسب إحصائيات برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز لعام  2016،  يقدر عدد المصابين ب الإتش أي في(HIV)  بنحو 36,06 مليون مصاب ، وفي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا  يقدر عدد المصابين بمرض الإيدز بحوالي  230,000 مصاب. هذه الأعداد المهولة تدفع العالم ليجتمع في هذا العام في  18 مايو 2018 وفي كل عام  ليكون يوم لقاح فيروس نقص المناعة البشري ال HIV مساحة  للضغط على الحكومات لتستثمر في الأبحاث المتعلقة بإكتشاف لقاح حول فيروس نقص المناعة البشري وتشجيع المراكز البحثية على عمل أبحاث مكثفة حوله. تعد المطالبة بلقاح للمرض الفيروسي (الإيدز)  ليس قصرا على المنظمات الطبية والصحية فحسب بل يشمل جميع المنظمات والمؤسسات الحقوقية والعاملة في مجال الطفل، المرأة، الأسرة والشباب للأثر الذي يسببه هذا المرض على جميع مناحي الحياة بغض النظر عن جنس المصاب وعمره.  فمن حق كل فرد من أفراد المجتمع الحصول على الوقاية والحماية من هذا المرض والأمراض المعدية الأخرى.




ظهرت في العشر السنوات الأخيرة  جهود إيجابية  لاحتواء مرض الإيدز في دول الشرق الأوسط وأفريقيا، والتي عملت على التقليل من عدد الإصابات الجديدة بالمرض وتقليل عدد الوفيات الناتجة عنه بمحاولات لدمج المتعايشين مع مرض الإيدز في المجتمع وتقليل نسبة الوصمة والتمييز ضد المتعايشين وتشجيع المرضى على التوجه إلى مراكز العلاج الART والذي يعطى فيها المريض الدواء مجانا،  هذه الجهود تعطي بصيص أمل للمصابين بالإيدز. ونتيجة لظروف المرض الصعبة قد يستسلم المصابون به ويتساهلون بأخذ جرعات العلاج المطلوبة ومتابعة الفحوصات الدورية في مواقع العلاج الذي يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية و التي قد تهدد حياة المتعايش. كل هذا  يتطلب تدخلا أكبر لتشجيع المصاب على تناول الدواء وعمل الفحوصات اللازمة في الوقت المحدد والالتزام بجلسات الدعم النفسي التي تقدم في مراكز العلاج  والذي يلعب دورا هاما في إطالة حياة المريض ورفع حالته الصحية و قدرته على التعايش بشكل طبيعي في المجتمع.
 
في ظل كل تلك الجهود المجتمعية ومع استمرارية وجود مرض الإيدز لعبت التكنولوجيا أيضا دوراً في محاولة جعل المتعايش مع فيروس الHIV  أكثر قدرة على التحكم بالأعراض التي يمر بها وتشجيعه على تناول الدواء والخضوع للفحوصات الدورية و جلسات الدعم النفسي. فعلى سبيل المثال  تطبيقات الهواتف المحمولة لعبت مؤخرا دورا هاما في مساعدة المرضى على الالتزام بالدواء وجلسات العلاج وبالتالي تساعد المريض على الحفاظ على صحته بشكل أفضل وتزيد استجابة جسمه للعلاج نتيجة الإلتزام بالجرعات و النشاطات المقررة.  بهذا يستطيع المتعايش مع فيروس ال HIV  إستخدام بعض التطبيقات على الهاتف المحمول مثل تطبيق   MyTherapy المتعايش من تسجيل الأعراض التي يشعر بها، متابعة قياس نسبة الفيروس و عدد ال CD4 في الجسم، والتذكير بمواعيد الدواء التي يجب عليه تناوله على سبيل المثال:( ARVs) الدواء المضاد للفيروسات القهقرية، وتسجيل كل هذا بشكل تلقائي في تقرير عن حالتهم الصحية  لمناقشته مع الطبيب ليتمكن من تحديد حالتهم المرضية بشكل أسهل وإتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على حياتهم وتحديد خطورة مرحلة تطور الفيروس.
 
وبين أمل مرتقب في إيجاد لقاح لفيروس نقص المناعة البشري وجهود إيجابية  قائمة لمحاولة احتواء المرض وإزالة الوصمة والتمييز ضد المتعايشين والوقوف معهم وتشجيعهم على الالتزام بالعلاج  تظل الإحصائيات تهدد وتطالب بالمزيد من الجهود وتكثيف الأبحاث في مجال الفيروس لينتهي هذا الفيروس تماما ويحقق أمل الكثيرين في  الحصول على الوقاية والحماية منه.
 


التعليقات