كيف يمكن أن يغير التوتر والضغط حياتنا للأفضل؟
- وكالات الاربعاء, 20 نوفمبر, 2019 - 01:38 مساءً
كيف يمكن أن يغير التوتر والضغط حياتنا للأفضل؟

[ التوتر الإيجابي يمدك بالقوة ويدفعك نحو الأمام (مواقع التواصل) ]

أصبح التوتر سمة منتشرة في القرن الـ21، حيث تسبب في أزمة الصحة العقلية، كما يقترح العلم أنه أثر على الأطفال الذين لم يولدوا بعد.

 

في المقابل، يحرص علماء النفس على تعليمنا أن هناك نوعا من التوتر الجيد والصحي وحتى المثمر.

 

في هذا التقرير الذي نشرته صحيفة غارديان البريطانية نقلت الكاتبة آمي فليمينغ عن دانييلا كاوفر عالمة الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في بيركلي أن هناك تصورا بأن التوتر دائما ما يكون ضارا للدماغ، لكن هذا ليس صحيحا.

 

وفي الواقع، تمثل طريقة استجابة جسمك للتوتر أمرا حاسما للبقاء على قيد الحياة، لأنه يحسن مستوى أدائك ويقظتك ليساعدك على التكيف مع ما قد يعترض طريقك.

 

التوتر الإيجابي

 

أوردت كاوفر أن الأشخاص يستطيعون أن يحددوا متى يشعرون بالتوتر، وفي الواقع تساعدهم هذه المشاعر المرتبطة بمستويات الأدرينالين على تحسين أدائهم.

 

ووجدت كاوفر دليلا فسيولوجيا يثبت منافع التوتر الإيجابي، حيث قارن فريقها النشاط في منطقة قرن آمون -وهي منطقة خاصة بالتعلم والذاكرة- لدى الفئران المعرضة للتوتر الدائم من جهة والفئران المعرضة لمستويات معتدلة من التوتر من جهة أخرى، حيث شهدت المجموعة الأخيرة نمو الخلايا العصبية الجديدة.

 

وأضافت الكاتبة أن مرشدة العلاقات التجارية ألكسندرا ليشتنفيلد على دراية بالتأثير الإيجابي الذي يخلفه التوتر الإيجابي، إذ أوضحت أن الخروج من منطقة الأمان الخاصة بك يمدك بالقوة ويدفعك نحو الأمام، كما لا يقتصر الأمر على تحسين الأداء فقط بل بكل جوانب حياتك.

 

وذكرت ليشتنفيلد أنه عندما تواجه موقفا صعبا يسبب التوتر عليك التركيز بطريقة مختلفة عما اعتدت عليه سابقا.

 

في المقابل، هذا لا يعني أن ننجرف نحو الأفعال المتطرفة، بل يجب تشجيع الأشخاص على خوض المزيد من المواقف المخيفة التي لا تشكل أي تهديد حقيقي، مثل ركوب الأفعوانية وإلقاء الخطابات وإجراء المقابلات الوظيفية.

 

وفي هذا السياق، أورد المحاضر البارز في علم النفس بجامعة كيلي ريتشارد ستيفنز أن هناك سببا رئيسيا آخر وراء حاجتنا جميعا إلى اختبار التوتر الإيجابي، وهو أنه من الممكن تحويل المواقف العصيبة واعتبارها تحديات إيجابية لتحقيق منافع بفضلها.

 

التحكم في التوتر

 

علاوة على ذلك، أشارت كاوفر إلى دراسة أجريت عام 2004 وجد من خلالها الباحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن النساء اللاتي أبلغن أنهن يعانين من أعلى مستويات التوتر لديهن علامات في الحمض النووي الخاص بهن تظهر إصابتهن بالشيخوخة المعادلة لعشر سنوات إضافية على الأقل.

 

ومع ذلك، فإن ما كان يحدد تأثير التوتر عليهن هو رأيهن الشخصي عن مدى الضغط الذي يشعرن به، لذلك تختلف طريقة استجابة أجساد النساء للتوتر، وفقا للتوتر الذي يعتقدن أنهن يشعرن به.

 

وقال ستيفنز إن هذا الوضع يتطلب التحكم في العاطفة، وهي الفكرة التي تنص على عدم التخلي عن مشاعرنا وتطبيق إستراتيجيات مختلفة لتحقيق نتائج إيجابية، إلى جانب اللجوء إلى كل ما من شأنه أن يحسن حالتنا المزاجية، مثل ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي والتمتع بقسط كافٍ من الراحة.

 

فضلا عن ذلك، أوضحت كاوفر أن المستويات الدنيا للتوتر لدى بعض الأشخاص أعلى من غيرها، وهو أمر متوقف على جيناتهم وتاريخهم العائلي والتغيرات التي طرأت عليهم عندما كانوا في أرحام أمهاتهم، بالإضافة إلى شبكات الدماغ الخاصة بهم، وهي من بين العوامل التي لا يمكن التحكم فيها.

 

وأضافت كاوفر أنه علينا أن نفكر في أن الفشل هو خطوة ضرورية لتحقيق ما نطمح له، لأنه من خلال هذه الطريقة نستطيع إعادة صياغة ما يمكن اعتباره عادة بالشيء السلبي إلى أمر أكثر إيجابية.

 

آثار إيجابية

 

ونقلت الكاتبة عن أستاذة علم النفس في جامعة "تولسا" جينيفر راغسدايل أنه بإمكاننا اختبار التوتر الإيجابي عندما تكون وظيفتنا مرهقة، أو من خلال التفكير في المواعيد النهائية وأعباء العمل على أنها نوع من التحدي الذي يجب مواجهته أو فرصة للنمو بدلا من النظر إليها على أنها أمر يستحيل تحقيقه.

 

وفي هذا الإطار، وجدت راغسدايل من خلال بحثها أنه من شأن الطاقة والحماسة المرتبطتين بالتوتر الإيجابي مكافحة التعب، كما أضافت أن الأشخاص الذين بدت عليهم مؤشرات التوتر الإيجابي مثل الشعور بالسعادة خلال العمل قد شهدوا انخفاضا في مستويات التعب عموما.

 

ووفقا لستيفنز، فإنه في حال واجهت موقفا صعبا يمنعك من رؤية الجانب الإيجابي للأشياء فإن عليك أن تتذكر أن بعض التوتر مرغوب فيه وضروري، ودون التحدي يأتي الملل، والحياة التي تفتقر إلى الضغوط ليست حياة تستحق العيش.


التعليقات